الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

التعليم على أنغام المهرجانات.. كيف تحولت جامعاتنا ومدارسنا لساحات راقصة.. واقعة جامعة المنصورة تدق ناقوس الخطر.. وخبراء اجتماعيون ونفسيون يحذرون من الفن الهابط ويطالبون بضوابط مؤسسية وأسرية صارمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشاهد الرقص على أنغام أغاني المهرجانات، لم تعد منتشرة في الشارع المصري فحسب، بل تعدته الى داخل المدارس والجامعات، ولعل الفيديوهات المتداولة مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، لعدد من وقائع الرقص والاسفاف، تدق ناقوس الخطر حول ماهية السلوكيات الطلابية في المؤسسات التعليمية.
فقد كان مشهد طلاب جامعة المنصورة، وهم يرقصون على أنغام مهرجان حمو بيكا، أمرا مؤسفا ومستنكرا، وهو الأمر الذي اعتبرته إدارة الجامعة اخلالا بالآداب العامة، مقررة إحالة الطلاب إلى التحقيق.
ولم تكن تلك الواقعة الوحيدة، فداخل أحد فصول مركز سنورس بمحافظة الفيوم، قام أحد طلاب الثانوية العامة بتشغيل مهرجان شعبي داخل الفصل عبر جهاز التابلت الذي أعطي له من وزارة التربية والتعليم، الأمر الذي علق عليه وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم معتبرا هذا نوع من التسيب وهو الأمر الذي تكرر من قبل في مدرسة الليسيه بالهرم خلال العام الماضي، وهو ما أثار حالة من اللغط المجتمعي خاصة أن المدرسة وقتها استعانت براقصة للرقص على أنغام المهرجان الشعبي وتكرر الأمر أيضًا.

وفي هذا السياق تؤكد الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن شيوع وانتشار أغاني المهرجانات يأتي كمسبب أساسي لانتشار السلوكيات السلبية بين الشباب، الذين يتجهون إلى التقليد للأنماط السلوكية الشائعة والتي يرونها عبر شاشة التلفاز والتي تعكس حالة من البلادة الفنية التي يعبر عنها بعض الشباب المتأثر بتلك الأنماط السلوكية السلبية.
وأوضحت "خضر" أن الفن من المفترض أنه مرآة تعكس صورة المجتمع وتعالج قضاياه ومشاكله، وليس وسيلة من وسائل عرض مثل تلك الكليبات والأغاني التي لا تمتاز بحس راقي، وإنما تعبر في الأساس بواسطة كلمات وحركات غير مفيدة وغالبا ما تكون نوعًا من أنواع الاسفاف الفني الهابط، مشيرة إلى ضرورة تحصين المجتمع من تلك الآفات التي تظهر بصورة أو بأخرى لدى الشباب الذي يرغب في التنفيس عن طاقته الداخلية بأعمال إيجابية يعبر عنها الفن الراقي.
وأضافت أنه في الدول المتقدمة مثل أمريكا أو الصين يتم استخدام وسائل الإعلام من أجل التركيز على الشخصية الوطنية وعلى الدور الإيجابي الذي يمكن أن تعمل في إطاره لتنمية المجتمع ومساعدته على النهوض وهو ما نحتاج إلى تطبيقه في مصر في ظل رقابة واعية سواء من الدولة أو من خلال الأسرة المصرية مع ضرورة تواجد دور للمؤسسات الدينية.

ومن جانبه أضاف الدكتور رشاد عبد اللطيف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان أن التنشئة الاجتماعية تلعب دور في تكوين شخصية الطفل منذ البداية وفي ظل عالم منفتح على السوشيال ميديا وعلى وسائل الاتصال، أصبح من الضروري على الآباء والأمهات أن يكون لديهم وعي بما يتعرض له أبناؤهم من تعرض لتلك الوسائل حتى لا تتحول إلى وسيلة ضارة تؤدي بهم إلى التقليد الأعمى لمثل تلك الأنماط السلوكية السيئة، 
وحول أسباب الاتجاه إلى مثل تلك المهرجانات وكيفية مواجهة ذلك من الناحية النفسية، تشير الدكتورة إيمان دويدار، استشاري طب نفسي الأطفال، إلى ضرورة وجود استراتيجية للثواب والعقاب بجانب العمل على متابعة الأطفال وحتى سن المراهقة من الأهالي لأن الأطفال خلال تلك الفترة يكون عقلهم ووعيهم في إطار التكوين وهو ما يحتاج إلى دعم أسري وتواجد من الأسرة في حياة الأطفال حتى لا ينشؤ لديهم حس اجتماعي سلبي متأثر بالكلام التافه الذي تقدمه تلك المهرجانات، مؤكدة أن التربية الصحيحة تقوم على إعلاء سقف الحافز، بمعنى إثابة الطفل وتشجيعه على فعل الصواب.
وشددت "دويدار" على ضرورة وأهمية التوازن ما بين الثواب والعقاب ووجود الحافز والسلوك السوي يؤدي إلى حدوث الاستواء النفسي للطفل.