الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الكلاب".. احترس من "الوفي".. بعد عقر سائحة بمصر القديمة وضابط التجمع وطفل "مدينتي".. الكلاب الضالة تهدد حياة المصريين.. شيرين زكي: "التشريس" يزيد من خطورتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دينا ذو الفقار: النفايات والقمامة تساعد على انتشارها 
فؤاد عبدالنبى: مالكها يعاقب بالإهمال.. وفى حالة وفاة الحالة تصبح قتلًا خطأً والتعمد جريمة
«نور الدين»: يجب إخضاعها لكشف دورى والتخلص منها بطرق مدروسة.. وجمال عبدالعال: كلاب الحراسة لا تسبب السعار

تعددت وقائع اعتداء الكلاب الضالة خلال الثلاثة أشهر الماضية، بعد أن أصبح تواجدها فى الشوارع أمرا لافتا، ويمثل خطرا للمارة، وتهدد أمن وسلامة المواطنين، وزاد من خطورة الأمر انتشار الكلاب، وهى فى حوزة شباب بالشوارع وعلى المقاهى والنواصى. 
يقول اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني، إن انتشار الكلاب بهذه الصورة أصبح مصدر رعب لكثير من المواطنين، خاصة بعد واقعة مهاجمة أحد الكلاب لسائحة صينية فى مصر القديمة وعقر عدد من الكلاب لضابط فى منطقة التجمع بعد أيام من عقر عدد من كلاب الحراسة لطفل بمنطقة مدينتي، موضحًا أن كلاب الحراسة مرخصة، وليس كما يعتقد الكثير بأنها متروكة عبثًا دون قانون، وأنها تخضع لكشوفات دورية للتأكد من أنها أخذت التطعيمات الخاصة بها، وأن مستشفى العباسية تشرف على تلك الكلاب وتطعيماتها وعلاجها من أى أمراض تصيبها.
وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه ليست هناك آلية لاستخدام كلاب الحراسة، فلا يوجد ضابط للموضوع برمته يمنع الخروج بكلاب الحراسة فى الشارع، أو عدم تركه غير مقيد، ولكن هى أفعال يقوم بها مالك الكلب، وأكد أن تلك الأفعال تحمل مالك الكلب المسئولية القانونية، مشيرًا إلى أن سبب انتشار كلاب الحراسة بالفلل والكومباوندات، يرجع إلى أن تلك المناطق جديدة، فكل مالك فيلا أو مقيم بها يقوم بتربية كلاب حراسة، خوفًا على حياته وحياة أسرته، وهو لا يعلم بأن تلك الكلاب قد تكون سبب تدميره وأطفاله فى أية لحظة.
وأشار اللواء جمال عبدالعال، مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمني، إلى وجود ضوابط وقوانين تعاقب المتبوع عن فعلة تابعة، وأشار إلى أن واقعة تعدى عدد من كلاب الحراسة على المواطنين تعرض مالك الكلب إلى المساءلة القانونية، وقد يشمل العقاب بالسجن أو الغرامة على حسب الحالة الصحية للمعقور، وأوضح الخبير الأمنى أنه ليس هناك جهة منوطة بتلك الكلاب، ولا بد من اختصاص الأحياء بمحاربة الكلاب الضالة، وأشار إلى أن كل الأجهزة بالدولة تتضافر جهودها لمنع حدوث تلك الجرائم.
وفى السياق ذاته، أكد اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة أصبحت منتشرة بشكل كبير، خاصة فى نطاق محافظتى القاهرة والجيزة نظرا للكثافة السكانية بهما، مشيرا إلى أن الكلاب الضالة المنتشرة بالشارع تهدد حياة المواطنين، وأسفرت خلال الفترة الماضية عن إصابة العديد من الضحايا، مستطردا: «المواطن من حقه يسير مطمئنًا بالشارع دون تهديد حياته للخطر».
وتابع الخبير الأمني، أنه يجب أن تكون هناك حملات بصفة مستمرة من مديرية الطب البيطرى بالمحافظات، وكذلك التنسيق مع هيئة النظافة لمنع وجود تلك الكلاب فى الشارع، مع مراعاة مبدأ حقوق الحيوان، وأوضح المقرحى أنه يجب إزالة العوامل والمقومات التى تساعد على انتشار تلك الكلاب فى المناطق المختلفة، كوجود القمامة والنفايات بالشارع، وأضاف أن كلاب الشوارع الضالة تختلف عن كلاب الحراسة، حيث إنه فى حالة عقر كلب الحراسة لأحد الأشخاص؛ فإن صاحبه يقع تحت المساءلة القانونية، وأن كلاب الحراسة لها ترخيص، وكل كلب يوجد له ملف ورقم بمديرية الصحة، ويخصع لتطعيمات باستمرار، الأمر الذى يختلف تماما فى كلاب الحراسة.



عقوبات 

أكد الدكتور فؤاد عبدالنبي، الفقيه الدستوري، أن الغرامة هى عقوبة صاحب الكلب على الإهمال، كما نصت المادة ٣٧٧ من قانون العقوبات، وأشار الفقيه الدستورى إلى أنه فى حالة وفاة الشخص المعقور، يعتبر ذلك قتلا خطأ، موضحًا أن تلك الكلاب مرخصة، وأنه يجب على مالكها معرفة عدم تعرضها إلى الغير، وأن جريمة القتل الخطأ لا تتجاوز عقوبتها الـ٦ أشهر أو الغرامة، طالما ليس هناك تعمدًا.
ومن جانبها، قالت الدكتورة فاطمة زغلول، المحامية بالنقض، إن القضية قد تنتهى بحكم القاضى بالكفالة أو البراءة ولكن على أهالى الشخص المعقور أن تقييم دعوى قضائية بالتعويض.
وفى السياق، أوضح المستشار سمير الششتاوي، الخبير القانوني، أن الاختلاف بين الكلاب الضالة وكلاب الحراسة من الناحية القانونية، أنه عندما تتم إصابة أحد الأشخاص من قبل كلب حراسة أو ملك لشخص معروف، يجب عليه أن يتوجه إلى ديوان القسم ويحرر محضرا، ويختلف ذلك عند إصابته من كلب ضال فهو ليس ملكا لأحد، وأوضح الششتاوى أنه فى حالة عدم تعمد صاحب كلب الحراسة إصابة أحد الأشخاص تكون دعوى مدنية، ويكون فيها تعويض مادى وتنتهى بالتصالح، أما إذا ثبت أن صاحب الكلب استخدمه لإلحاق الأذى والضرر بالغير؛ فإن الدعوى تتحول لجناية، ويكون الكلب مثل أداة الجريمة تماما، وتكون عقوبتها تصل إلى ٣ سنوات حسب ظروف الواقعة، ومدى الضرر، والتى تصل إلى حد المؤبد فى بعض الأحيان، وأضاف أنه لا بد على أى شخص مالك لكلب أن يستخرج له رخصة من إدارة الخدمات والإرشاد التابعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية، وفيها يخضع الكلب لكشف دقيق ويتم إجراء كافة التطعيمات الطبية له، ويأخذ رقم رخصة مسجل به كافة بياناته وبيانات صاحبه.

شرطة الخيالة 

قالت الدكتورة شيرين ذكى عضو مجلس نقابة البيطريين، إن التخلص من الكلاب الضالة هو دور شرطة الخيالة المسئولة عن القضية منذ قديم الأزل، ولكن تم إقحام الطب البيطرى فى تلك القضية دون سابق إنذار، وأصبح هو المسئول عن التخلص من الكلاب الضالة عن طريق تسميمها.
وأضافت أن الكلاب تحتاج إلى تحصينات مستمرة، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأشخاص غير المؤهلين يقتنون كلابا ويتعمدون تشريسها لاستخدامها فى أعمال العنف والبلطجة، ويعد ذلك جريمة لأن الكلاب الشرسة هى قنابل موقوتة فى كل بيت وتشكل خطرًا على المجتمع، ومن هنا يجب تفعيل القوانين التى تلزم المربين بتحقيق اشتراطات الأمن والسلامة لاقتناء الكلاب، ووقف استيراد الكلاب الشرسة يعد أول خطوات الحل للحد من المخاطر.
وعلى الجانب الآخر، قالت الدكتورة دينا ذو الفقار، الباحثة فى مجال حقوق الحيوان، إن الممارسات الخاطئة من قبل مربى الكلاب، مثل: التشريس وعض أى شخص غريب، هو السبب فى انتشار عقر الكلاب لبعض الأشخاص، كما تداول فى الحالات الأخيرة فى قضية كلب بولاق الدكرور، موضحة أن إلقاء القمامة فى الشوارع ورمى النفايات كلها من العوامل التى تساعد على انتشار الكلاب الضالة، خاصة فى المناطق العشوائية.
أما عن الحالة النفسية التى قد تنتج من مثل هذه الحوادث؛ فيقول الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى، إن تلك الحوادث تأثر بالسلب على الشخص المعقور، وبخاصة الأطفال، وأن تعرض الطفل لمثل تلك الحوادث تصير دائمًا فى ذاكرة الطفل، وتجعله دائم الخوف والهلع عند سماع صوت «كلب» فى الشارع أو بالقرب من المنزل.
وأضاف فرويز أن تلك الحوادث تعلق بذهن الطفل، بل وتراوده فى أحلامه، وقد يحدث للطفل بعض الأشياء الناتجة عن تلك الصدمة كزيادة ضربات القلب وحدوث رعشة فى الأطراف، وأضف إلى ذلك أن بعض الأطفال قد يصل به الحال إلى التبول على نفسه، وإصابته بحدوث تبول لا إرادى حال سماع صوت أحد الكلاب بالقرب منه، وأشار أستاذ الطب النفسى إلى أن كل ذلك قد يؤدى بالطفل إلى المرض وحتمية العلاج النفسي.
وطالب فرويز الأهالى بضرورة مراعاة أطفالهم والعناية بهم وعدم تركهم للعب مع الحيوانات المختلفة، وبخاصة الكلب، وأن الطفل الصغير لا بد من وجوده دائمًا تحت نظر والديه لمنع تعرضه للإيذاء من قبل أى شىء. 


حوادث الكلاب تثير الذعر فى المحافظات 

تسلمت نيابة مصر القديمة، بإشراف المستشار سمير حسن، المحامى العام لنيابات جنوب القاهرة الكلية، محضر إثبات حالة من المستشفى العام، يفيد بتعرض سائحة صينية للعقر من كلب ضال، أثناء وجودها فى جولة سياحية بمنطقة مجمع الأديان، بالقرب من مسجد عمرو بن العاص.
جاء فى المحضر أنه أثناء خروج فوج سياحى لزيارة مجمع الأديان وبعد وصولهم أمام مسجد عمرو بن العاص، عقر كلب ضال سائحة صينية الجنسية، وأحدث بها إصابات عبارة عن جرح غائر فى الساق، وتم نقلها إلى المستشفى لإسعافها، وهناك تم تحرير محضر إثبات حالة، مع تقديم الرعاية الصحية لها وتماثلها للشفاء.
وفى القليوبية، عقر كلب ضال ٨ أشخاص بأحد شوارع الجبل الأصفر بالخانكة بينهم طفل، جرى إخطار الطب البيطري، وتوفير السم الملائم للقضاء على الكلب، كما أصيب ١٢ تلميذًا من طلاب الفترة الثانية بمدرسة النبراوى للتعليم الأساسى التابعة لإدارة الخانكة التعليمية بالمحافظة، وتم نقلهم إلى مستشفى الخانكة المركزي..
وفى الأقصر هاجم كلب ضال بقرية الدبابية التابعة لمدينة إسنا جنوب الأقصر، أهالى القرية مما تسبب فى إصابة شخصين بجروح وإصابات بالغة، وكذلك عقر عدد من المواشى، مسببًا حالة من الذعر بين المواطنين، كما قام بمهاجمة عدد من المواشى الخاصة بأهالى القرية، كما أصيب ٥ آخرين بينهم طفلان بذات المحافظة. 
وفى الشرقية، تعرض طالب بالصف الأول الإعدادي، اليوم الجمعة، لعقر كلب ضالَّ بأحد الشوارع المجاورة رقم ٣٠، التابعة لدائرة قسم شرطة أول العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية. وفى الدقهلية، عقر كلب ضال ٦ أشخاص بمركز بلقاس، كما أصيب ٦ أشخاص آخرين بجروح متفرقة فى الجسم إثر عقر كلب ضال لهم فى مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، كما أصيب ٣ من أطفال قرية منشأة عزت بمركز السنبلاوين بذات المحافظة. 
وفى محافظة كفر الشيخ، أصيب ٦ طلاب بمدينة الرياض، بإصابات خفيفة ومتوسطة، نتيجة تعرضهم لعقر كلب ضال، يشتبه كونه «مسعورًا» وتم نقلهم لمستشفى الرياض المركزي، حيث تلقوا العلاج اللازم.
وفى الغربية، استقبل مستشفى المنشاوى العام بطنطا ١٦ حالة تعرضت للعقر من قبل كلب ضال بمناطق سيجر وترعة الشيتى والحكمة والعجيزى بمدينة طنطا. 
فضلا عن عدة وقائع لا حصر لها بكافة محافظات الجمهورية. الجدير بالذكر، أن الإدارة المركزية للطب البيطرى قامت بتنظيم حملة مكبرة تمكنت خلالها من القضاء على ١٠٠٠ كلب ضال بجميع محافظات الجمهورية خلال الشهر الماضي.