فى يوم ٦ يناير عام ١٩٤٩ أعلن الدكتور والدبلوماسى الأمريكى «رالف بانش» أن مصر قد وافقت على خوص محادثات مع إسرائيل بشأن إجراء هدنة، المحادثات كانت قد بدأت فى يوم ١٢ يناير فى جزيرة رودس التى تقع فى دولة اليونان.
بعد فترة وجيزة أعلنت إسرائيل عن موافقتها للإفراج عن لواء مصرى محاصر فى الفالوجة، ولكن لم يستمر هذا الأمر طويلًا بسبب إلغائها الاتفاقية سريعًا مما أدى إلى تعثر المفاوضات.
وفى نهاية شهر يناير طالبت إسرائيل من مصر بأن تسحب جميع القوات المصرية المتواجدة فى منطقة فلسطين الانتدابية السابقة. وقتها أصرت مصر على انسحاب القوات العربية إلى المواقع التى كانت تحتلها فى يوم ١٤ أكتوبر عام ١٩٤٨ وفقا لقرار مجلس الأمن S/١٠٧٠ المؤرخ ٤ نوفمبر ١٩٤٨، وأن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى مواقع شمال طريق المجدل - الخليل.
فى يوم ١٢ فبراير من نفس العام كانت الأزمة قد وصلت زروتها مع اغتيال حسن البنا، زعيم جماعة الإخوان المسلمين. وقد هددت إسرائيل بالتخلى عن هذه المحادثات، فناشدت الولايات المتحدة الطرفين باختتام هذه المحادثات بنجاح.
وفى يوم ٢٤ فبراير، وقعت اتفاقية رودس بنجاح بين مصر وإسرائيل وكانت النقاط الرئيسية للاتفاقية كما يلي:
* لا يمكن تفسير خط الهدنة على أنه حدود سياسية أو إقليمية، وقد وُضع دون المساس بحقوق ومطالب ومواقف أى من الطرفين فى الهدنة فيما يتعلق بـ«التسوية النهائية للقضية الفلسطينية».
* رسم خط الهدنة فى معظمه على طول الحدود الدولية لعام ١٩٢٢ بين مصر وفلسطين الانتدابية، باستثناء البحر الأبيض المتوسط، حيث ظلت مصر تسيطر على قطاع من الأراضى على طول الساحل، الذى أصبح يعرف باسم قطاع غزة.
* سُمح للقوات المصرية المحاصرة فى جيب الفالوجة بالعودة إلى مصر بأسلحتها، وتم تسليم هذه المنطقة إلى السيطرة العسكرية الإسرائيلية.
* كان من المقرر تجريد منطقة على جانبى الحدود المحيطة بعوجة الحفير من السلاح، وأصبحت مقر لجنة الهدنة الثنائية.
