تنال حكايات الحاوى صائد الثعابين شهرة كبيرة وتنتشر على نطاق واسع وتنتقل من جيل إلى جيل منهم من يصدقها ومنهم من يراها خرافات، وآخرون يقولون إن صائدى الثعابين ينتسبون للشيخ الرفاعى أحد أقطاب الصوفية المشهورين يحفظون بعض «التعزيمات» لإخراج الثعابين من جحورها.
يقول خلف حنوشة أحد محترفى صيد الثعابين «توارثت هذه المهنة عن أجدادى ودخلت الطريقة الرفاعية أبا عن جد وأخذت العهد بداية من الرفاعى وحتى الشيخ الذى سلمنى هذا العهد، ويستعين بى الناس عند شعورهم بوجود ثعبان فى منزلهم أو فى مزارعهم وأقوم بتلاوة القسم وعندما أتلو هذا القسم ينحسر سم الثعبان فى بطنه ولا يؤذيني».
ويضيف حنوشة «سر المهنة هى القلب الجامد، والتعرف على الأماكن الموجود بها الثعابين يكون عن طريق شم الثعبان لمادة اسمها الكرفة التى يشمها الثعبان ويصرخ بعدها فيعلم صائد الثعابين أو الحاوى أنه يوجد فى هذا المكان ثعبان فهى مثل الترياق الذى يشبه رائحة الوليفة عندما يشمه الثعبان يخرج ويظهر نفسه ثم أقوم بصيده ولكن لا يجوز لأحد أن يستخدم هذا القسم من غير أن يكون مؤهلًا أو لديه عهد وإلا فسوف يؤذيه الثعبان».
وعن أنواع الثعابين يقول حنوشة: «توجد أنواع كثيرة من الثعابين منها أنواع سامة ومنها غير سام وأخطرها الكوبرى ومنها الطريشة والعمية والأرقم والجدارى وأم القرون وأكد على أنه لا بد من التعامل مع الكوبرى بهدوء لأنه لو شعر منى بالغدر أو أنى أريد أن أؤذيه لن يستسلم إلا أن يؤذينى أولا ولدغته والقبر ويجب أن أتعامل معه بحرص وحذر».
وأضاف «الثعبان يصيب الإنسان عن طريق العض أو البخ حيث يبخ الثعبان السم على بعد ١٠ أمتار ليصيب عين الإنسان بالعمى وليس كل لدغات الثعبان تحتاج إلى الأمصال لأن بعضها غير سام وإذا أخذ الشخص هذا الدواء وغير موجود به سم فمن الممكن أن يتعرض للوفاة أيضا فالثعبان السام لا يُخرج دمًا من مكان اللدغة لكن غير السام يخرج دماء ونزيفا من مكان اللدغة».
وأضاف أنه يتمنى توفير مصل الثعبان فى جميع القرى باستمرار لإنقاذ أية حالات مصابة بلدغ الثعابين، حفاظًا على أرواح كثيرين يتعرضون لمثل تلك اللدغات سواء من الثعابين أو من العقارب خاصة بين الزراعات.