الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر وأفريقيا على أعتاب الطاقة المتجددة.. مُبادرة مصرية لإنتاج 300 ألف جيجاوات عام 2030 في القارة السمراء.. وشوقي: محطة بنبان بأسوان الأكبر على مستوى العالم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل يومين، كشفت وزارة الكهرباء عن المُبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة التي تسعى الدول الإفريقية للعمل عليها، لإنتاج ما قدره 300 ألف جيجاوات خلال عام 2030. 
وبحسب وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، فإن المبادرة الإفريقية للطاقة المتجددة تطمح إلى إضافة قدرات كهربائية تصل إلى 10 جيجاوات "10 آلاف ميجاوات" عام 2020، وتصل إلى 300 ألف جيجاوات عام 2030 تكفي إفريقيا بالكامل.


كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، دعا خلال ترأسه للجانب الأفريقي في قمة المناخ عام 2016، إلى إدخال المزيد من قدرات كهرباء جديدة من الطاقات المتجددة في أفريقيا، وأن هناك إجماعا أفريقيا على دعم المبادرة للاستفادة من جميع أنواع الطاقة المتوفرة في القارة، وفقًا لوزير الكهرباء. 


وأشار شاكر إلى أن المُبادرة ستسعى إلى التغلب على أي معوقات، وأنهم اتفقوا على الاجتماع كل 3 شهور، مشيرًا إلى أن اجتماع اليوم تناول تجربة مصر في إنتاج الكهرباء من الطاقات الجديدة والمتجددة خلال السنوات الأربع الماضية مما جعل مصر مثالا لإدخال قدرات كبيرة من الكهرباء في وقت وجيز؛ حيث عرض الوزير تجربة إنشاء القطاع الخاص في مصر لأكبر محطة طاقة شمسية في العالم في "بنبان" شمالي أسوان تنتهي بتوفير 1465 ميجاوات من القدرات الكهربائية.
وأضاف أن مصر ستُقدم 25 منحة للدول الأفريقية للتدريب في مصر في مجال زيادة القدرات الكهربائية، والاطلاع على خبرات مصر، لافتًا إلى أن مصر قدمت أكثر من 7500 فرصة تدريب للمهندسين والفنيين الأفارقة في مجال الكهرباء والطاقة، مضيفًا أن عمليات الربط الكهربائي بين دول القارة الإفريقية تأتي من بين الأولويات التي يتم العمل عليها. 
وقال إن هناك خط ربط بين مصر وليبيا، وسيتم الشهر القادم الانتهاء من المرحلة الأولى من خط الربط مع السودان، كنواة للربط على مستوى أفريقيا بالكامل، منوهًا إلى أن هناك دولًا وهيئات ومنظمات دولية تساهم في تمويل المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة.


ويُعلق المهندس هاني بشارة صاحب إحدى شركات إنتاج الطاقة الشمسية وخبير الطاقة الشمسية قائلًا: "المناخ في الدول الإفريقية يساعد على قيام وإنشاء صناعة طاقة متجددة واعدة"، لافتًا إلى أن كل الدول الإفريقية بلا استثناء تمتلك إمكانيات سواء من خلال الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، إضافة للكثير من مساقط المياه "الشلالات" التي تُتيح لها إنشاء ذلك القطاع". 
وأضاف أن الدولة المصرية تحديدًا هي الرائد في هذا المجال، موضحًا أنها وفرت مميزات للقطاع، وللمستثمرين سواء من خلال توفير أماكن ومواقع للاستثمار، أو من خلال تذليل كل العقبات. 
وأشار إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة يمتلكا رؤية واضحة وناضجة حول مشروعات الطاقة المتجددة، وأن مصر قطعت أشواطًا كثيرة لذلك، وذلك لاستغلال إمكانياتها الضخمة، إضافة للتخلي شيئًا فشيئًا عن استخدام الوقود الأحفوري "البترول- الفحم" خاصة، بما يحمله من ملوثات للبيئة. 
وبحسب دراسة للبنك الدولي صادرة في عام 2018، فإن إفريقيا تمتلك أكبر إمكانيات في العالم للطاقة المائية والحرارية، بقدرات أكبر من 400 جيجا وات، بسبب توافر موارد وفيرة من طاقة الشمس والرياح، إلى جانب كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، فإن مجموع قدرات توليد الكهرباء لديها يصل إلى حوالي 80 ألف ميجاوات.
وتُضيف الدراسة، فإنه مع تحقيق أفريقيا نموا اقتصاديًا 20 عاما على التوالي، حيث يتوقع البنك الدولي أن يستمر نمو إجمالي الناتج المحلي الأفريقي عند 4.7 في المائة عام 2014، قبل أن يرتفع إلى 5.1 في المائة في كل من عامي 2015 و2016، تحتاج القارة إلى مزيد من الطاقة الكهربية. وتحتاج أفريقيا تحديدا إلى طاقة توليد تعادل 7000 ميجاوات كل عام لتلبية النمو المتوقع في الطلب، لكنها لا تضيف سوى 1000 ميجاوات سنويا.
وأكد دراسة، أجرتها خدمة "هافاس هوريزون" - المخصصة للبلدان الناشئة والتي أطلقت بالتعاون بين وكالة هافاس ومعهد شوازول الفرنسيين- أن المُستثمرين الدوليين، يعتبرون أن قطاع المتجددة في إفريقيا سيكون الأكثر جذبًا بحلول عام 2020. 
وتُضيف، أن المستثمرين يؤمنون بقدرة القارة الأفريقية على أن تصبح مرجعا عالميا للطاقة المتجددة وهو نشاط بات يحظى بمكانة مميزة في استثماراتهم، لافتًا إلى أن الطاقة الشمسية تعتبر أكثر حلول الطاقة الواعدة بحلول 2020، وأن أفريقيا باتت تشهد “توجها عاما لتطوير مصادر الطاقة المتجددة على حساب مصادر الطاقة الأحفورية. 


من جانبه، يقول المهندس عمرو شوقي خبير الكهرباء والطاقة، إن مصر تسعى بقوة لاستغلال إمكانياتها من الطاقة الشمسية، لافتًا إلى إنشاء مشروع قرية "بنبان" بأسوان التي تعد أكبر مدينة شمسية في العالم.
ويُضيف، أن اختيار "بنبان"، نظرا لأنها تتميز بأكثر المناطق سطوعا للشمس على مدار العام، وتبلغ مساحة المشروع الكلية 37 كيلو مترا مربعا، ومن المتوقع أن تعمل كل المحطات بها في بداية عام 2019.
ويُشير إلى أن المشروعات الجاري تنفيذها على أرض بنبان بأسوان تهدف إلى حشد الاستثمارات الخاصة لبناء أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية في العالم، بالإضافة إلى المساعدة في تحفيز النمو الاقتصادي بما في ذلك توفير حوالي 6 آلاف وظيفة في مرحلة إنشاء المشروعات وتقليل الانبعاثات الضارة من خلال تغذية 350 ألف منزل بالطاقة النظيفة.