الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على السيدة التي لم يودعها أحد وصلى عليها الأنبا مكاريوس؟

السيدة المسنة
السيدة المسنة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كلمات مؤثرة وحزينة، ودع الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبوقرقاص، سيدة مسنة تدعى "الست عفيفة" والتي توفيت أمس بمدينة المنيا، وقد أثارت صورة الجنازة على السيدة المتوفية جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب فراغ صحن الكنيسة من المودعين باستثناء الأسقف العام الذي ترأس الصلاة، و3 من الكهنة وراهبة و3 أفراد قاموا بحمل جثمان السيدة المتوفية. 
وقال الأنبا مكاريوس في كلمات التعزية في السيدة المسنة: "تنيحت اليوم "الست عفيفة" عن عمر يناهز ٨٢ عامًا، بتولًا لم تتزوج، عاشت وحيدة تمامًا لسنوات قبل أن نتعرف عليها في حجرة بسيطة في حي بسيط، وطفحت المجاري في حجرتها ووقعت وانكسرت رجلها فحملها أحد الخيّرين من إخوتنا المسلمين إلى المستشفى، ثم أبلغنا، ومن ثَمّ أشرفت الكنيسة التابعة لها على علاجها، ثم نقلتها إلى دار المسنات التابع للمطرانية، هناك قضت سنواتها السبع الأخيرة، مِصلِّية هادئة صامتة، حتى رحلت في هدوء ظهر اليوم - الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٩م - بعد نزلة برد حادة. 
وبعد أن قاموا بما يجب من نحوها في مثل هذه الظروف حملوها إلى الكنيسة، قال: ذهبتُ ومعي ثلاثة من الآباء الكهنة، ومعنا فقط العمال الذين سيحملون جسدها إلى القبر، فلا صديقًا لها ولا جارًا ولا قريبًا من أيّة درجة؛ فمنذ دخلت الدار ونحن بمثابة عائلتها والمسئولين عنها. 
وفي الكلمة القصيرة أثناء صلاة الجنازة، قلتُ: إن كل من هؤلاء السبعة الحاضرين يساوي ألفًا من المجاملين العاديين في الجنازات.. وسواء في الجنازة التي يحضرها الآلاف أو مثل هذه التي لا يحضرها أحد، ففي النهاية سيتعلق مستقبل الشخص بعلاقته بالله في حياته، فليس مهما كم عاش ولا أين مات ولا كيف مات ولا كم شيعوه أو بكوه؛ ولكن كيف عاش؟ هناك كثيرون ماتوا في هدوء دون أن يعرف بهم أحد، وربما دون صلاة بل ودون دفن، والله وحده الذي يكافئهم.