الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم 1868.. مولد محمد فريد

محمد فريد
محمد فريد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحد زعماء الحركة الوطنية بمصر، وتسلم زعامة الحزب الوطنى بعد وفاة الزعيم مصطفى كامل، وبذل ماله وجهده فى خدمة القضية المصرية والمطالبة بالاستقلال والتنديد بالاحتلال، وتوفى غريبا عن وطنه فى ألمانيا.
وأعلن محمد فريد أن مطالب مصر هي: الجلاء والدستور، وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف: تعليم الشعب على قدر الطاقة ليكون أكثر بصيرة بحقوقه، وتكتيله فى تشكيلات ليكون أكثر قوة وارتباطًا. 
وأنشأ محمد فريد مدارس ليلية فى الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء وكبار السن الأميين مجانًا، وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطنى وأنصاره من المحامين والأطباء الناجحين، وذلك فى أحياء القاهرة ثم فى الأقاليم. 
ووضع محمد فريد أساس حركة النقابات، فأنشأ أول نقابة للعمال سنة ١٩٠٩ وعرفت مصر على يديه المظاهرات الشعبية المنظمة، وكان يدعو إليها، فيجتمع عشرات الألاف فى حديقة الجزيرة وتسير إلى قلب القاهرة.
ووضع محمد فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، وطبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه ليقدمها إلى الخديو، ونجحت الحملة وذهب فريد إلى القصر يسلم أول دفعة من التوقيعات وكانت ٤٥ ألف توقيع وتلتها دفع أخرى.
وتعرض محمد فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر بعنوان «أثر الشعر فى تربية الأمم»، ومما قاله فيها: "لقد كان من نتيجة استبداد حكومة الفرد إماتة الشعر الحماسي، وحمل الشعراء بالعطايا والمنح على وضع قصائد المدح البارد والإطراء الفارغ للملوك والأمراء والوزراء وابتعادهم عن كل ما يربى النفوس ويغرس فيها حب الحرية والاستقلال.. كما كان من نتائج هذا الاستبداد خلو خطب المساجد من كل فائدة تعود على المستمع، حتى أصبحت كلها تدور حول موضوع التزهيد فى الدنيا، والحض على الكسل وانتظار الرزق بلا سعى ولا عمل".
وذهب محمد فريد إلى أوروبا لكى يُعد لمؤتمر لبحث المسألة المصرية بباريس، وأنفق عليه من جيبه الخاص لكى يدعو إليه كبار معارضى الاستعمار من الساسة والنواب والزعماء، لإيصال صوت القضية المصرية إلى المحافل الدولية، ونصحه أصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بدعوى ما كتبه كمقدمة للديوان الشعري، ولكن ابنته (فريدة) ناشدته على العكس بالعودة، فى خطابها الذى مما جاء فيه: "لنفرض أنهم يحكمون عليك بمثل ما حكموا به على الشيخ عبدالعزيز جاويش، فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم... وأختم جوابى بالتوسل إليكم باسم الوطنية والحرية، التى تضحون بكل عزيز فى سبيل نصرتها أن تعودوا وتتحملوا آلام السجن!".
وحُكم على محمد فريد بالسجن ستة أشهر، قضاها جميعًا ولدى خروجه من السجن كتب الكلمات الآتية: "مضى على 6 أشهر فى غيابات السجن، ولم أشعر أبدًا بالضيق إلا عند اقتراب خروجي، لعلمى أنى خارج إلى سجن آخر، وهو سجن الأمة المصرية، الذى تحكمه سلطة الفرد.. ويحرسه الاحتلال!.. أن أصبح مهددًا بقانون المطبوعات، ومحكمة الجنايات.. محرومًا من الضمانات التى منحها القانون العام للقتلة وقطاع الطرق...".
استمر محمد فريد فى الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتى ضاقت الحكومة المصرية الموالية للاحتلال به وبيتت النية بسجنه مجددًا، فغادر محمد فريد البلاد إلى أوروبا سرًا، حيث وافته المنية هناك، وحيدًا فقيرًا، حتى إن أهله بمصر لم يجدوا مالًا كافيًا لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولى أحد التجار المصريين نقله بنفسه على نفقته الخاصة وهو خليل عفيفي، تاجر قماش من الزقازيق، باع كل ما يملك وسافر لإحضار جثته من الخارج وأخذ نيشانًا لما فعله!