الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ادخلوها سالمين".. الأمن ينهي أسطورة السلاح والمخدرات بـ4 محافظات.. سقوط ملوك الكيف بالإسماعيلية والقليوبية والفرافرة والجيزة.. و"الجعافرة" و"كوم السمن" و"القشيش" مثلث الرعب أصبح في قبضة حديدية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يزال الصراع بين الخير والشر قائما بين الشرطة والبؤر الإجرامية منذ سنوات عديدة وتحاول الأجهزة الأمنية جاهدة للقضاء عليهم جذورهم نهائيا، ولكن مع تكثيف وزارة الداخلية بالحملات والمداهمات، وتضييق الخناق أصبحوا متمركزين في بعض المناطق العشوائية والتي تعد مسرحا وملاذا آمنا لتجارهم الآثمة فى ترويج الأسلحة والمخدرات وتكون تلك البيئة حاضنة لهؤلاء وللأسف تنتشر تلك الأماكن بكل محافظات مصر بداية من القاهرة والجيزة ونهاية إلى الأقصر وأسوان وعلى الرغم من توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بصرف المليارات لتطوير العشوائيات، وذلك للحد من انتشار تلك السموم والحفاظ على شباب الوطن وحرصه على عقد مؤتمرات توعية وتثقيفية للوعى والبعد عن تناول تلك السموم ومحاربة الخارجين عن القانون، وبناء على ذلك قام اللواء محمود توفيق بنشر قوات الأمن بكافة البقع الساخنة التي تحتوي على أبرز العناصر الخطرة على مستوى الجمهورية 

وترصد "البوابة نيوز"، أبرز الأماكن الخطرة بأنحاء الجمهورية والتي قامت وزارة الداخلية بتمشيطها عن طريق المداهمات شبه يومية ودك حصونها للحد من ممارسات أعمال البلطجة والإجرام والاتجار في السلاح والمخدرات.



سقوط ملوك الكيف بالباطنية والجيارة والمدبح 

ففي القاهرة قامت الأجهزة الأمنية بشن هجمات مكبرة على أبرز المناطق المشهورة بالمخدرات والأسلحة مثل الباطنية والجيارة والمدبح والتي يضرب بهم المثل في تجارة المخدرات قديما وصنع من خلالهم قصصها وروايات وأفلام ومسلسلات تروى عن إمبراطورية الباطنية والجيارة وغيرهم وتحولها من ملتقى ثقافي ومناطق سياحية إلى أوكار وعرز تحتضن المجرمين والخارجين عن القانون وتجار الكيف.

المخدرات والأسلحة بقبضة الأمن بالصف 

وفي الجيزة يصنف مركز الصنف من أكثر المراكز المعروفة بتجارة الأسلحة وترويج المخدرات والتشكيلات العصابية وتقسم تلك المنطقة إلى مناطق يحكمها عدد من الإعراب وتأتي بالمرتبة الأولى "قرية الحصار" وتتسم بالعناصر الإجرامية الهاربة من أحكام قضائية وعصابات لسرقة السيارات مقابل دفع إتاوة من ماليكيها لاستردادها والمرتبة الثانية "قرية العمارين"، والتي يتنشر والتي تنتشر فيها تجارة السلاح بغزارة خاصة الأسلحة الثقيلة المهربة من ليبيا والسودان وذلك بسبب بعدها عن المناطق السكنية ووجودها وسط الجبال لتعد مركزا لترويج السلاح والمخدرات 

ناقوس الخطر داهم السحر والجمال 

وفى الإسماعيلية تعد منطقة السحر والجمال من أخطر البؤر الإجرامية على مستوى الجمهورية وذلك لموقعها الجبلي الوعر وكثرة مدقاتها، حيث تأوي هذه البؤرة أخطر العناصر الإجرامية من تجار السلاح والمخدرات، فضلًا عن العناصر الإرهابية التي توافدت على هذه المنطقة بعد ثورة 30 يونيو، للاختباء تحت حماية هذه العناصر الجنائية الخطرة، مقابل المال والسلاح سميت بتلك الاسم، نظرا لكثافة وجمال أشجار المانجو بالمنطقة ولكنها تحولت إلى وكر يأتي إليها راغبي المزاج من جميع المحافظات، وخاصة الشباب والفتيات المتيسرات، فالمكان لا يستغرق من القاهرة ساعة، لا مجال للحديث قط، فقط تخرج النقود وتطلب الصنف والكمية، وتحصل على المطلوب في صمت، وتجد الفتيات يتعرضن للاغتصاب أو تقديم أنفسن لمن يملك تذكرة الهيروين، وخاصة المدمنات الآتي وصلت إلي أخطر مراحل الإدمان فهذه المنطقة الأكثر خطورة على الإطلاق وقامت قوات الأمن بحملات تمشيطية أسقطت عددا كبيرا من المجرمين وضبطت ترسانات أسلحة وأطنان من المخدرات.

قرية النار في مهب الريح 

وفى قنا تعتبر قرية "النار"، الداخل مفقود والخارج مولود مقولة ترددت على مسامع البعض ولكن بقرية "السمسطا"، تأكدت تلك المقولة، وتتبع مركز دشنا، بمحافظة قنا وشهرتها "قرية النار"، وتعد من أشهر الترسانات الحربية بالبلاد حيث تنتشر بها الأسلحة الثقيلة مثل "آر بى جى" والجرينوف ونظرا من اقترابها من حضن الجبل يحدها تقف شاهدة على العديد من الحوادث والخصومات الثأرية ويبلغ تعداد أبناء القرية 20 ألف نسمة، ومن يحاول دخولها ليلًا بمفرده يتعرض إما للخطف أو السرقة أو القتل على يد تشكيلات عصابية وقامت بالآونة الأخيرة قطاع الأمن العام بشن عمليات واسعة بالمنطقة أسفرت عن ضبط عشرات المجرمين والهاربين من أحكام بالمؤبد وعدد من الأسلحة الثقيلة والمخدرات أبرزها طرب الحشيش والبانجو الممتلئة بالمكان 

وفى القليوبية ظهرت عدة قرى أثارت الخوف في نفوس المواطنين وكونوا "مثلث الرعب"، وهم «الجعافرة» و«كوم السمن» و«القشيش»، حيث لجأت كل العناصر الإجرامية أعقاب الانفلات الأمني الذي ساد البلاد بعد ثورة 25 يناير وسيطر تجار المخدرات عليها نظرا لربطها بين طريقي قليوب والقاهرة والإسماعيلية الزراعي وبعدها عن القاهرة بنحو 20 كيلو فاعتبرها المجرمين ملاذا آمنا لهم بالاختباء لطبيعتها الجغرافية الوعرة والتي يقطن بها أباطرة تجارة المخدرات والسلاح وسرقة السيارات، في أوكار يحرسها رجالهم بالسلاح الآلي الثقيل، ويتخذون من دروبها طرقًا للهروب من الملاحقات الأمنية وقامت قوات الأمن بمداهمة تلك القرى ودكها وضبط الخارجين عن القانون والهاربين من تنفيذ أحكام قضائية تصل للمؤبد.

منطقة الأشباح

وفى بنى سويف تعتبر منطقة الغمراوي واحدة من أكبر البؤر الإجرامية نظرًا لطبيعتها الجغرافية حيث تضم العديد من المسجلين خطر والبلطجية وتجار السلاح، بالإضافة إلى الهاربين من السجون أثناء ثورة 25 يناير، دائما ما تشهد المعارك والمشاجرات المسلحة بين المسلحين، وكان أشهرها مشاجرة دارت بين بلطجية المنطقة وآخرين من بلطجية عزبة الصفيح، واستشهد فيها النقيب هشام كمال الدين طعمة معاون مباحث قسم شرطة بنى سويف متأثرًا بإصابته بطلقين ناريين في الفخذ أطلقهما عليه مسجل خطر أبو الرجالة، أثناء فضه المشاجرة، وأحالت محكمة الجنايات أوراقه لفضيلة المفتى

أبو نجاح قرية البانجو والحشيش 

وفي محافظة الشرقية احتلت قرية أبو نجاح التابعة المركز الزقازيق المركز الأول في انتشارًا العناصر الإجرامية والمخدرات خاصة البانجو والحشيش وذلك لتضاريسها الوعرة وحدودها الجبلية وتشتهر بكونها معقل تجار المخدرات والمجرمين وتربط القرية بين 3 محافظات، أولاها الشرقية التي تتبعها القرية إداريًا، وتبعد عن مدينة الزقازيق 30 كيلو مترًا، ويحدها من الغرب الدقهلية بعد أن كانت تتبعها القرية حتى سبعينيات القرن الماضي، كما تبعد عن مدينة المنصورة بـ60 كيلومترًا ويستطيع أصحاب التجارة المحرمة تخزين بضائعهم فيها بكل بساطة، والحصول على حماية مسلحة قادرة على التصدي للشرطة، إلى جانب قدرة متعاطي المخدرات بأنواعها، بداية من الأقراص المنشطة إلى البودرة والماكس، على الحصول عليها بأسعار تصل لنصف السعر المتداول فى المناطق الداخلية بالقاهرة وبقية المحافظات.

بركة دماس والخراب سيدات التسول والسرقة 

وفي محافظة أسوان بمنطقتي بركة الدماس والربع الخراب تنتشر أعمال تجارة المخدرات والتسول وتتزعمها السيدات المسجلين خطر وتحتل خور عواضة بمدينة أسوان المركز الأول لارتفاع معدل الجريمة كتجارة المخدرات والبلطجة والسرقة والتشكيلات العصابية والتي كانت قد شهدت وقوع أحداث مجزرة أسوان بين الدابودية وبنى هلال، ويتجنب الأهالي السير بها لكونها تتمتع بسمعة سيئة، وقرية الضما وعزبة حجاجى وسبيل العرب ووادي خريط والتي تتمركز بها تجارة المخدرات والبلطجة والسرقة والتشكيلات العصابية

بحل الرمال وكرا لتجار السلاح 

وفى الفرافرة يعد "بحر الرمال"، الأشهر فى تهريب المواد المخدرة وإيواء المجرمين لأن مناطقها تتسم بالكثبان الرملية ويوجد من خلاله محاولات تهريب السلاح الليبي إلى داخل مصر، ويستخدم في ذلك سيارات الدفع الرباعي من الأراضي الليبية وصولا إلى واحة الفرافرة ومنها إلى الواحات البحرية وسيوة، التي تزدهر بها تجارة السلاح بكل أنواعه، والتي يعمل فيها الكثير من العائلات التي تحالفت مع تلك الجماعات الإرهابية، فيباع السلاح الخفيف إلى محافظات الصعيد أما الثقيل والشحنات الكبيرة منها فتهرب إلى سيناء وتعد محط أنظار البؤر الإرهابية والجماعات التكفيرية وقامت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بتدمير عدد كثير من سيارات الدفع الرباعي القادمة بالسلاح من الحدود المصرية الليبية وضبط العناصر الإرهابية وكميات من المخدرات القادمة من الخارج 

الواسطى، المعابدة، النخيلة معقل الإرهابين 

وبمحافظة أسيوط احتلت 5 جزر مراكز انتشار الأسلحة والعناصر الإجرامية والتي تضم جزر "الواسطى، المعابدة، النخيلة، البداري، وبنى فيز"، وتمارس فيها أعمال بيع السلاح وتصنيعه ومن لم يملك مهارة السلاح فيكون مصيره الخطف أو القتل أو الهرب إلى خارج البلاد، وتشير آخر إحصائيات مديرية أمن أسيوط تحدثت عن ضبط 500 ورشة سلاح، العام الماضي من بينها ما يقارب 90 ورشة بمركز البداري وحده لكن لم يتمكن الأمن من رصد أو ضبط ورش، أما المخدرات فموجودة بكميات كبيرة تختلف من عام لآخر حسب المساحة المزروعة بالنباتات المخدرة والتي يتم بيعها وتبديلها بالسلاح المستورد أو المال وعلي الرغم من المداهمات الأمنية التي تجري من قبل قادة وزارة الداخلية لملاحقة كافة البؤر الإجرامية وخلاياها بعدد من المناطق الأشد خطورة، والتي تمركزت أغلبها بمحافظات الصعيد وتضاءلت نسبة خطورتهم بسبب كثرة الحملات الأمنية.


خطة محكمة للقضاء على تجار المخدرات والأسلحة

ووضع اللواء محمود توفيق خطة محكمة لضبط كافة العناصر التي تمثل خطورة على الأمن العام ومداهمة البؤر الإجرامية والقضاء على الخارجين عن القانون وأسفرت الحملات عن مداهمة 66 بؤرة إجرامية ضبط 1023 قطعة سلاح بينها جرينوف ومعدات ثقيلة وضبط 12 كيلو هيروين و25 كيلو إستروكس في 4 محافظات كما تم مواجهات مسلحة بين قطاع الأمن العام والبؤر الإجرامية لأكثر من 73 منطقة خطرة وفرضت سيطرتها الأمنية، وأعادت الهدوء لربوع البلاد بعد التحركات الأمنية القوية والصارمة والتصدي الحاسم لكل صور الخروج عن القانون ونجح قطاع الأمن العام فى ضبط 12492 قطعة سلاح ناري عبارة عن 23 بندقية آلية، و54 بندقية مششخنة وغير مششخنة، و23 طبنجة، و164 فرد محلى الصنع، و2060 طلقة مختلفة الأعيرة، وضبط 1018 هاربا من أحكام جنائية و123000 حكم حبس و157689 حكم غرامة و41186 حكم مخالفة، وضبط 16 تشكيلًا عصابيًا ضموا 46 متهمًا، ارتكبوا 44 حادث سرقة متنوعة وضبط 18 سيارة مُبلغ بسرقتها، وتم كشف غموض 43 حادث "قتل عمد، سرقة بالإكراه، انتحال صفة، حريق عمد"، تم ضبط مرتكبيها بإجمالي 46 متهما.

كما تمكنت القوات من مداهمة منطقة السحر والجمال والتي أسفرت عن مقتل أخطر العناصر الإجرامية "لوكشة" الهارب من عدة أحكام أبرزها حكمين بالإعدام وضبط عدد من العناصر الإجرامية الخطرة التي كانت تروع الآمنين والقضاء على تجارة الهيروين بالمنطقة بضبط تجار الكيف وتحريز كميات من الأسلحة النارية الغير مرخصة وداهمت قوات الأمن 3 أوكار إرهابية بالجيزة وشمال سيناء وتم تصفية 40 تكفيريا خلال حملة أمنية للقضاء على البؤر الإجرامية.


خبير أمني مصر أكثر أمنا من أمريكا وأوروبا 

ومن جانبه، قال اللواء محمد نور الخبير الأمني ومساعد وزير الداخلية الأسبق إن مصر تقدمت 19 مركزا على مستوى العالم من حيث الأمن والأمان التي تشهده البلاد.

وأكد مساعد الوزير أن القفز للمراكز المتقدمة لا يأتي من فراغ وذلك بفضل التمركزات الأمنية لوزارة الداخلية في الشوارع، ووجود أكمنة وأقوال أمنية بكافة الطرق والمحاور المشتعلة.

وأضاف "نور"، أن مصر تحارب الإرهاب منذ فترة وقد حققت نجاحات كبيرة خلال الفترة الماضية وبفضل الضربات الاستباقية والسريعة قلت البؤر الإجرامية على مستوى الجمهورية

وأشار مساعد الوزير إلى أن قطاع الأمن العام نجح في اقتحام عشرات البؤر الإجرامية وضبط الهاربين من الأحكام القضائية وذلك لإرجاع هيبة الدولة وإنفاذًا للقانون بالإضافة لضبط الأسلحة الغير مرخصة والمواد المخدرة والتشكيلات العصابية، مما جعل الهدوء يعود تدريجيًا للشارع، وبات المواطن يتحرك بحرية مما جعل الأجانب يتأكدون بأن مصر ستظل دومًا واحة الأمن والأمان رغم المحاولات البائسة من العناصر المتطرفة في زعزعة الأمن وتشويه صورة مصر أمام العالم.

واختتم "نور" كلامه بأن الجهاز الأمني بجناحيه الجنائي والسياسي يقف على أرض صلبة، وأن الإرهابيين سيطر عليهم الخوف من تصفيتهم في أي لحظة، وقد أنهت الوزارة أسطورة المجرمين، ولا يوجد شبر في البلاد يستعصى على رجال الشرطة.