الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أسئلة حائرة في الإعلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«من يُدافع عن مصر فى الإعلام؟»، فقد أصبحت معظم برامج «التوك شو» مُجرد قعدات نميمة، فقد لجأوا إلى مناقشة القضايا الاجتماعية، الطلاق والزواج، الخُلع والخلافات الزوجية، وأيهما يُنفق على البيت؟ وهل يحِق للرجُل الحصول على جُزء من راتب زوجته التى تعمل؟.. وأتعجب من الساعات التى يُفرِدُها المُذيعون لمُناقشة قضية منظورة أمام النيابة مثل الرجُل الذى قتل زوجته وأولاده الثلاثة، وأظل أسأل نفسى أسئلة لا أَجِد لها إجابة، أسئلة من نوعية: هل ضمير المُذيع مِرتاح؟ ما الفائدة التى عادت على المُشاهد من رؤية مُذيع يِلِت ويِعجِن فى حادثة عادية يَحْدُث مثلها فى كل دول العالم ولا نرى أحدا يُسلِط عليها الضوء إلا فى مصر؟ ماذا قدم المُذيع وبرنامجه لـ«مصر»؟ هل هذا يحدث فى بلدان أخرى؟ كيف يخرج علينا مُذيع ليسأل عن معلومات معروفة جدًا عن قضية قتل المتظاهرين فى ٢٥ يناير ٢٠١١ وحصلت هذه القضية على حكم نهائى بات؟ هل لم يقرأ القضية؟ ولماذا لم يقرأها؟ وكيف يخرج على الرأى العام وهو غير مُلم بقضية يتحدث عنها؟ هل المذيع جاهل أم مُغرض؟ هل كُتِب علينا أن نجلس أمام الشاشات لنشاهد مُذيعا يظل يسأل أسئلة طوال الحلقة وهو ليس لديه أى معلومات ولو ضئيلة عن قضية يتحدث فيها؟ فى الوقت الذى من المفترض أن يقوم المذيع بدوره فى وعى الناس ويدُلهم على الطريق الصحيح وتبنى وجهات نظر إيجابية عن الوطن الذى يتعرض لمؤامرات لا حصر لها؟.. بصراحة: هل بعض المذيعين أصبحوا عالة على الدولة؟ هل يصلحون؟ هل هم مثقفون بالدرجة الكافية؟ إذا كان الأبطال فى الجيش والشرطة يدفعون حياتهم ثمنًا للحفاظ على مصر، لماذا لا يكون المذيعون جنودًا يدافعون عن الدولة فى وقت الشدة التى تمر بها؟
لا أطالب المذيعين بأن يطبلوا للدولة ولا أن يُغمضوا أعينهم عن السلبيات فى مجتمعنا، لكننى أُطالبهم بالقيام بدورهم تجاه الوطن، أُطالبهم بفهم دورهم والقيام به، دورهم فى حشد الرأى العام بضرورة مساندة الجيش والشرطة فى حربهما ضد الإرهاب، أُطالبهم بإبراز الجوانب الإيجابية فى مجتمعنا وما أكثرها، أُطالبهم بإبراز الإنجازات التى تحققت فى وقت قياسى فى جميع المجالات، أُطالبهم بمراعاة ضميرهم حينما يُناقشون القضايا الهامة، أُطالبهم بعدم ادعاء البطولة فى وقت يجب علينا جميعًا أن نكون صفًا واحدًا لنحمى بلدنا من أكبر عملية لسرقة الأوطان فى التاريخ وتتم أمام أعيُننا نهارًا جهارًا، أُطالبهم بإدراك صعوبة المرحلة التى نعيشها من تحالفات شريرة فى محيطنا الإقليمى، أُطالبهم بعدم الحياد مع الإرهاب ومموليه وداعميه، أُطالبهم بالحديث بوجه واحد مع الجماعة الإرهابية الخائنة وهو وجه الحق والعدل على أن تكون وجهة نظرنا واحدة وهى (جماعة الإخوان إرهابية بحكم قضائى وقياداتها خونة وتنظيمها السرى متطرف ولها علاقات متشعبة مع أجهزة مخابرات دولية تؤتمر بأمرها وتعمل ضد المصالح العليا للوطن)، أُطالبهم بدعم البيانات الرسمية القوات المسلحة وإبرازها مع عدم الطعن فى البيانات الرسمية لمعالى النائب العام ووزارة الداخلية وهم الأعمدة الرئيسية للدولة المصرية التى تسير الآن فى الطريق الصحيح وهُم- بكل أمانة- على الحق الْمُبِين، أُطالبهم بعدم نسيان ثورة ٣٠ يونيو واستعادة روحها والتمسك بها وتبنى وجهات نظرها تجاه دولتى الشر (قطر وتركيا).
عينى عليك يا شعب مصر، كُتِب عليك الجلوس أمام شاشات الفضائيات لتشاهد حوارات كثيرة تعدت الساعة كاملة مع سجين خرج من محبسه بعد أكثر من ٤٠ سنة وهو يحكى عن بطولاته وأمجاده وحياته وكيف قتل وكيف تصرف وكيف حاول الهرب من السجن؟ ويخرج هذا السجين من قناة ليدخل قناة أخرى ويحتفل به الإعلام، حدث هذا فى اليوم نفسه الذى افتتح فيه رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى أكثر من ٣٤ مشروعًا جديدًا ولَم يُركز على هذه الإنجازات إلا قليل من الإعلاميين، وللأسف من يذكُر نشاطات رئيس الجمهورية فى الإعلام يذكُرها بطريقة عابرة لا تعدو كونها مجرد خبر لا يأخد دقيقة واحدة وتُفرد الساعات لسجين، هل هؤلاء المُذيعون يعيشون بمعزل عنا؟ هل يعيشون فى مصر؟ هل هُم لنا أم علينا؟
وأعترف بأننى أقول ذلك بعدما قرأت خبرا منشورا فى (البوابة) و(اليوم السابع) عن زيارة قام بها الكاتب الصحفى والنائب عبدالرحيم على لوزير المالية الدكتور محمد معيط لاستيضاح عدة أمور حول الوضع الاقتصادى قبل جولته الخارجية التى تشمل كلًا من باريس وبروكسل وجنيف واستوكهولم، والتى يلتقى خلالها عددًا من الكتاب والصحفيين المهتمين بالشأن المصرى وعددًا من البرلمانيين والسياسيين وأعضاء الجاليات المصرية فى أوروبا فى إطار عدة ندوات حول الشأن المصرى وما يدور فى منطقة الشرق الأوسط، خرج النائب «عبدالرحيم على» من لقائه بوزير المالية وهو لديه كل المعلومات الدقيقة عن أحوال الاقتصاد المصرى ليرُد بها على أسئلة من سيلتقى بهم فى الخارج، وبذلك يقوم بدوره فى مساندة الدولة فى الخارج، خاصة أن الجماعة الإرهابية وأنصارها المأجورين وأتباعها الممولين بمثابة (كلاب مسعورة) ينهشون فى جسد وسمعة مصر بالخارج، هل يفعل ذلك المذيعون فى الداخل ويواجهون الشائعات الإخوانية والتفاهات والخزعبلات الصادرة من أتباع الإخوان ويقولون للرأى العام الحقائق وينشرون الإيجابيات ويرصدون الإنجازات؟.. وزير المالية قال للنائب عبدالرحيم على نصًا (نجحنا فى تخطى مرحلة الخطر وحققنا معدل نمو فى ثلاث سنوات أذهل العالم ووصلنا إلى ٥٫٣ فى ٣٠ يونيو ٢٠١٨ ونتطلع إلى ٥٫٨ نهاية عام ٢٠١٨ وهذا شيء أشبه بـ «المعجزة»، والمعجزة الأكبر أننا نستطيع المحافظة عليه فى ظل الظروف التى نعيشها والظروف الإقليمية والدولية المحيطة بنا، نجحنا خلال مدة وجيزة فى استعادة مصر لعافيتها) وسيقول ذلك النائب عبدالرحيم على للخارج للتصدى لأكاذيب الجماعة الإرهابية.. فهل نرى المذيعين يقولون ذلك للرأى العام المصرى فى الداخل؟ وهل سيساهمون فى توعية الشعب بالمخاطر والتهديدات ويوضحون لهم الإنجازات التى يقوم بها «السيسى»؟ أنا عن نفسى (أشُك) لأنهم «ولا على بالهم».