السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم.. 1833 "المسلة المصرية" تصل إلى باريس

المسلة المصرية بباريس
المسلة المصرية بباريس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغب محمد على باشا، والى مصر، فى إرضاء الدول الكبرى، فقرر منح مسلة إلى فرنسا، وأخرى إلى إنجلترا، وكان عالم المصريات الفرنسى «شامبليون» فى زيارة إلى مصر عام ١٨٢٨، واستقبله محمد على، وحسب كتاب «مصر ولع فرنسى»، تأليف روبير سوليه، ترجمة لطيف فرج، الصادر عن «مكتبة الأسرة، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة»: «أعجب شامبليون بهاتين المسلتين «إبرتا كليوباترا» حين نزل الإسكندرية فى أغسطس ١٨٢٨، وأرسل خطابًا إلى شقيقه أعرب فيه عن أمنيته بأن تأخذ فرنسا هديتها قبل أن تفلت الفرصة منها، لكنه حين وصل إلى الأقصر أصيب بنشوة وذهول، ووقع أسير الإعجاب بمسلتين أخريين من الجرانيت الوردى عند مدخل المعبد، ووجد أنهما أفضل بكثير من مسلتى الإسكندرية.
ويقول الكاتب الصحفى سعيد الشحات: فى إبريل ١٨٣٠ استقبل محمد على رسولًا من ملك فرنسا، شارل العاشر، وأعرب له عن امتنان فرنسا منحه بسخاء مسلتى الأقصر، وواحدة من مسلتى الإسكندرية، ولأن ثلاث مسلات كثير للغاية، اكتفوا بمسلة واحدة من الأقصر اختارها «شامبليون»، وبقى التحدى، كيف يمكن نقلها من الأقصر إلى باريس ووزنها ٢٣٠ طنًا.
شكّل ملك فرنسا لجنة خاصة تقوم على تنفيذ اقتراح «شامبليون» ببناء سفينة خاصة لعملية النقل، على أن تكون ذات قاع مستوٍ تستطيع السفر فى البحر والصعود فى نهر النيل بمصر، والنزول فى نهر السين بفرنسا لتفادى نقل المسلة من سفينة إلى أخرى، وبدأ العمل فى السفينة الجديدة بميناء طولون وسميت «الأقصر».
ووفقًا لـ«سوليه»، غادرت الأقصر فرنسا يوم ١٥ إبريل ١٨٣١، وعلى ظهرها طاقم مكون من ١٥٠ شخصًا يضم نجارين، وحدادين، ونحاتى حجر، وميكانيكيين، ووصل هذا الطاقم إلى الأقصر يوم ١٤ أغسطس، وأقاموا وسط أطلال طيبة، وعاش أفراد هذا الطاقم فى الأقصر لمدة عام.
توقف العمل فى نقل المسلة بسبب تفشى وباء الكوليرا حتى غادرت مقعدها يوم ٣١ أكتوبر، وكان يفصل المسلة عن ساحل النيل ٢٦٠ مترًا، وتم التغلب عليها حسب «سوليه» بالتفاوض مع الفلاحين لشراء أكواخهم وهدمها من أجل إفساح الطريق، وتم اتخاذ احتياطات لا حصر لها من أجل نقلها على قضبان من الخشب، وبمعاونة ٤٠٠ عامل تم استئجارهم محليًا.
اضطرت السفينة إلى انتظار الفيضان فى طيبة حتى أغسطس ١٨٣٣، وقضى الفرنسيون هذه الإقامة الجبرية فى الصيد وزيارة الآثار، وأخيرًا انحدرت فى النيل، لكنها اضطرت إلى الإقامة فى رشيد لفترة بسبب صعوبة عبورها إلى البحر المتوسط، وتم استدعاء سفينة بخارية تمتلكها فرنسا، واسمها «أبوالهول» التى قامت بجرّ «الأقصر» وسط بحر مضطرب، وفى النهاية وصلت السفينة إلى ميناء «طولون» الفرنسى يوم ١٠ مايو ١٨٣٣، وفى «طولون» واجه طاقم السفينة مفاجأة غير سارة، وهى حجزهم فى الحجر الصحى بالرغم من احتجاجهم، وفى يوم ٢٠ يونيو اسـتأنفت «الأقصر» رحلتها فى اتجاه مدينة «روان» الفرنسية عن طريق جبل طارق، وعبرت مصب نهر السين، ثم صعدت فى النهر حتى باريس، ووصلتها فى مثل هذا اليوم «٢٣ ديسمبر ١٨٣٣».
دامت هذه العملية ٣٢ شهرًا، لكن ووفقًا لـ«سوليه»: «مرت ثلاثة أعوام أخرى من أجل إنجازها بنجاح»، حيث تم نصب المسلة يوم ٢٢ أكتوبر ١٨٣٦، وتلك قصة أخرى شهدت جدلًا قويًا.