الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في رقابنا دين للإمارات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعلمت من أبي رحمه الله الكثير، فقد كانت عباراته مختصرة لكنها شديدة الأثر في تكوين شخصيتي أنا وإخوتي، لذلك دائمًا ما أضعها نُصب عينيّ مستدعيًا إياها في كل موقف أو حدث يمر في حياتي منذ أن توفاه الله قبل أكثر من 20 عاما.. من بين ما قاله لي أبي أن أردّ الخير لأهله، وألا أنسى صاحب فضل أو شخص أسدى إليَّ معروفًا، وأن أحفظ الجميل مهما طال الزمن. 
نصائح أبي تلك أراها تتجسد أمامي اليوم في تلك الأيادي البيضاء لأبناء الشيخ زايد، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ومحبوب المصريين الذي قدم لهم الكثير دون مقابل، فكان رحمة الله عليه مثالًا للكرم والعطاء اللا محدود، مسيرة امتدت لسنوات طوال بنى خلالها الشيخ زايد للبسطاء في مصر عشرات الآلاف من الوحدات السكنية، وشارك في الكثير من المشروعات التنموية في مجالات البنية الأساسية والتعليم والصحة، إلى أن توقف قلب الشيخ زايد صاحب العقيدة الراسخة المؤمنة بفكرة القومية ووحدة الشعوب العربية عن النبض لكن مسيرة العطاء لم تتوقف، بل تجسدت في أسمى معانيها في أبنائه الكرام، الذين حملوا وصيته الشهيرة على عاتقهم باعتبارها ميثاقا واجب النفاذ، فظلوا على العهد داعمين للشعوب العربية في طليعة المدافعين عن وحدة وسلامة أوطانهم. 
كما قدموا وما زالوا يوميًّا كل أشكال المساعدة والدعم لأشقائهم العرب في مصر واليمن وفلسطين والسعودية والسودان وسوريا وغيرها. أفعال أبناء زايد وفي مقدمتهم الشيخ خليفة رئيس الدولة الذي ورث عن أبيه الفضيلة والكرم والإيمان بوحدة الشعوب، وولي العهد محمد بن زايد صاحب العقلية الاستثنائية حادة الذكاء، لم تتوقف عند الدعم المادي أو الاقتصادي للبلدان والشعوب العربية بل إنها امتدت إلى الوقوف كتفا بكتف مع الأشقاء في مواجهة المؤامرات الخارجية والداخلية التي تُحاك ضدهم، فتراهم دائمًا في خط المواجهة مدافعين عن الأمن القومي العربي دون أدنى اهتمام بكذبِ وتضليل قنوات العار والخيانة المموَّلة من جماعة الإخوان الإرهابية والدول الداعمة لها. 
الأمثلة كثيرة على عطاء قادة الإمارات اللا محدود لأشقائهم العرب، سواء في مصر ووقفتهم التاريخية بجوار بلدي مصر وقت أن كانت غالبية دول العالم تقف ضد إرادة الشعب في ثورته على جماعات التطرف الديني عام 2013، ثم دعمهم المادي اللامتناهي للاقتصاد المصري في أصعب ظروفه بعد ذلك. 
وفي اليمن ظلت الأيادي البيضاء للإمارات تقدم الخير لرفع ما يعانيه الشعب اليمني جراء الممارسات الإرهابية لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران؛ حيث أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة على عاتقها منذ عام 2015 تقديم مختلف أنواع المساعدات الإنسانية لليمنيين تلبية لاحتياجاتهم من المواد الغذائية وتنفيذ المشروعات التنموية وغيرها من المساعدات لتحسين الظروف المعيشية، التي تجاوزت الـ 14 مليار درهم إماراتي، كل هذا لا يساوي الملاحم والتضحيات التي قدمها أبطال الجيش الإماراتي ضمن التحالف العربي في اليمن.
وفي ليبيا كيف وقفت دولة الإمارات جنبا إلى جنب مع مصر لبناء جيش وطني يدافع عن الشعب الليبي وثرواته من نهب الميليشيات المسلحة لها ومحاولات لمّ شمل الإخوة الليبيين، كل هذا سبقه حالة من الفوضى العارمة ما زالت توابعها تسيطر على المشهد السياسي حتى الآن. 
الأمثلة عديدة وأكثر من أن تُحصى في مقال واحد، الهدف منه في المقام الأول هو تقديم الشكر والامتنان للقيادة والشعب الإماراتي على وقفاتهم التاريخية بجانب إخوانهم في العديد من البلدان العربية. 
كل هذا الفيض والكرم، يثقل كاهلي أنا وكل مواطن مصري كانت دولة الإمارات سببا في أمن واستقرار بلدهم؛ فذلك يذكرنا دائمًا وأبدًا أن في رقبتنا دين لأشقاء كرام. 
أعلم أن كلماتي تلك بسيطة، سيحاول البعض تأويلها وفقًا لأمراضهم النفسية، فمنهم من سيراها نوعًا من النفاق أو محاولة للتملق طمعًا في شيء، فلهؤلاء أقول ما قاله سيدنا ونبينا سليمان عليه السلام: {ما آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم}. داعيا المولى عز وجل بأن يأتي اليوم الذي نرد فيه الدَّيْنَ لأهله عرفانا بالجميل ووقفة الرجال.