الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

في مثل هذا اليوم.. 2013 وفاة نيلسون مانديلا

نيلسون مانديلا
نيلسون مانديلا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل نيلسون مانديلا أيقونة من أيقونات النضال الأفريقي، وأحد دعاة السلام والمساواة بين بنى البشر فى الحقوق والواجبات، وهو سياسى مناهض لنظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، وثورى شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا من ١٩٩٤ إلى ١٩٩٩.
وكان أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وقد انتخب فى أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق، وركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصرى من خلال التصدى للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية سياسيا، وهو كذلك قومى أفريقى وديمقراطى اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطنى الأفريقى فى الفترة من ١٩٩١ إلى ١٩٩٧.
برز على الساحة فى ١٩٥٢، فى حملة تحد من حزب المؤتمر الوطنى الأفريقي، وانتخب رئيسا لفرع حزب المؤتمر الوطنى بترانسفال، وأشرف على الكونجرس الشعبى لعام ١٩٥٥ وعمل كمحام.
وألقى القبض عليه مرارًا وتكرارًا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر بتهمة الخيانة وبرئ فيما بعد.
كان يحث فى البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعى فى جنوب أفريقيا، شارك فى تأسيس منظمة «رمح الأمة المتشددة»، وفى ١٩٦١، ألقى القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية وفى ١٩٦٢، أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة، وظل معتقلا لمدة ٢٧ عامًا، أولًا فى جزيرة روبن آيلاند، ثم فى سجن بولسمور، وسجن فيكتور فيرستر.
وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذى تحقق فى عام ١٩٩٠ وسط حرب أهلية متصاعدة.
صار «مانديلا» رئيسًا لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقي، ونشر سيرته الذاتية، وقاد المفاوضات مع الرئيس دى كليرك لإلغاء الفصل العنصرى، وإقامة انتخابات متعددة الأعراق فى عام ١٩٩٤، وهى الانتخابات التى قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز، وانتخب رئيسًا وشكل حكومة وحدة وطنية فى محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية.
وكرئيس، أسس دستورًا جديدًا ولجنة للحقيقة والمصالحة، للتحقيق فى انتهاكات حقوق الإنسان فى الماضي.
واستمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعى ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية دوليًا، وتوسط بين ليبيا والمملكة المتحدة فى قضية تفجير رحلة بان آم ١٠٣، وأشرف على التدخل العسكرى فى ليسوتو.
امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلًا من حكماء الدولة، وركز على العمل الخيرى فى مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة «نيلسون مانديلا».
وقد أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، حيث شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية، كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار والفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من ٢٥٠ جائزة، منها جائزة نوبل للسلام ١٩٩٣، وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية، ووسام لينين من النظام السوفييتي.
ويحظى مانديلا بالاحترام العميق فى العالم عامة، وفى جنوب أفريقيا خاصة؛ حيث غالبًا ما يشار إليه باسمه فى عشيرته باسم «ماديبا» أو «تاتا»، وفى كثير من الأحيان يوصف بأنه «أبوالأمة» إلى أن تنازل عن منصبه كرئيس لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى فى مؤتمر ديسمبر ١٩٩٧، وأعرب عن أمله فى أن يخلفه رامافوزا.
وعاش مانديلا حياة عائلية هادئة، وفى يونيو ٢٠٠٤، وفى عمر يزيد على ٨٥ عاما، وبصحة متدهورة، أعلن مانديلا أنه ينسحب من الحياة العامة، وفى فبراير ٢٠١١ أدخل المستشفى لفترة وجيزة بسبب عدوى أصابت الجهاز التنفسي، وتكررت إصابة رئته واستضيف فى مستشفى بريتوريا لفترة وجيزة.
وفى ٨ يونيو ٢٠١٣، تفاقمت إصابة رئته، وأعيد إلى مستشفى بريتوريا فى حالة خطيرة، إلى أن توفى فى ٥ ديسمبر ٢٠١٣ محاطًا بعائلته فى منزله بجوهانسبرج، متأثرا بعدوى فى الرئتين عانى منها طويلا.