الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بولس ساتي: الكنيسة العراقية تحملت الكثير منذ سيطرة داعش فى 2014

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصف بولس ساتي المدبر البطريركي لكنيسة الكلدان في مصر، الوضع في العراق؛ قائلاً: إن بغداد تعرضت للحريق 7 أو 8 مرات على مر تأسيسها ومع ذلك تم بناؤها فى كل مرة، وسوف تقوم، والموصل كل زيارة توجد إعادة إعمار وبناء للمبانى والجسور.
لكن المشكلة الآن فى انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، وأرى أنها تهدد الوجود المسيحى، فمن قرر الهجرة يستخدم هذه الوسائل لنشر صور واحتفالات وأسلوب معيشة منفتحة، لكن فى الحقيقة لا أحد يعلم ماذا يعملون أو كيف تسير حياتهم، رغم أن الحياة فى بلدانهم الأصلية أفضل، لكنهم يبحثون عن صورة بزعم إنه ما فيش أمان ومستقبل. وهنا أؤكد أن الهجرة طالت كل الشعب العراقى مسلمين ومسيحيين، لو الحكومات عملت من أجل شعوبها وتم توفير فرص عمل وأمان الكل «هيرجع».
وعن دور الكنيسة داخل العراق، قال المدبر البطريركي للكلدان في مصر؛ إنه يمكن القول إن الكنيسة تحملت الكثير منذ سيطرة داعش فى 2014، وتوفير الدعم لكل المسيحيين، فالدولة لم تقم بدور مثل الذي قامت به الكنيسة بمساعدة المنظمات المسيحية حول العالم، فما حدث فى الموصل كان نتيجة انسحاب الدولة منها ودخول داعش والاستيلاء على مخازن الأسلحة، والذى أدى إلى هروب أكثر من 120 ألف مسيحى استقبلتهم إيباراشية أربيل ودهوك.
وأتذكر فى أغسطس 2014 كنت فى العراق لإيصال مساعدات، وجدت الناس يفترشون الكنائس، عدا الموجودين فى الشارع والحدائق والطرقات، لولا وقفة الكنيسة مع الناس كان الوضع تحول لأزمة. وهنا لا أفصل الشعب العراقى فعندما يتم تفجير يُصاب ويقتل الكل، وأرى أن المسلمين عانوا أكثر من المسيحيين نسبة لعددهم، لكن لأن المسيحيين أقلية تظهر معاناتهم بوضوح.
وتابع؛ أن العراق دُمر من خلال أمريكا وبريطانيا فى 2003، بوش قالها صارحة إنه ينتقم من شخص صدام حسين لمحاولته اغتيال «بوش الأب»، وأعلن هذا صراحة، وآخر مكان وجدوا فيه كانت القصور الرئاسية، ولم يجدوا شيئًا، وهم بأنفسهم أعلنوا ذلك فيما بعد، فأى مساعدة ننتظر منهم؟
المشكلة منذ 2003 لم تكن مع نظام، لكن مع شخص صدام مشكلة شخصية، بين شخص يأخد «ثأر» والده، العراقيون يعانون بسبب شخص انتقم من ببلد بأكمله، وداس كل القوانين الدولية كلها لينتقم لأبيه.
وعن عمليات التحالف الدولى لمحاربة داعش، قال البطريرك بولس ساتي؛ إن التحالف كان قائمًا من 2003، وأتساءل: أين كان هذا التحالف عندما قام تنظيم داعش بعمل عرض عسكرى فى الرقة والتي كانت عاصمة الخلافة؟ وأين كانوا عندما استولوا على الأسلحة من الموصل؟
كنا نأمل من الهيئات الدولية أن تقوم بدور، لكنها تتعامل مع الدول العربية بازدواجية، ففى الوقت التى تطالب بانتخابات وديمقراطية ترفض نتائجها، المحاكم والمساءلات وقرارات الأمم للدول العربية فقط لا لهم، وبعد ذلك يتحدثون عن إرادة الشعوب.
المشكلة أنهم لا يفكرون الشعب هيعمل إيه، وهم لا يدركون أن الشعوب هى التي تصنع الحضارة، ويراعيها فنحن من علمناهم الكتابة والثقافة وكل شىء نحن مستمرون مهما كان الوضع. 
ففى فلسطين عملوا انتخابات، فازت بيها حماس فى أول انتخابات والتى عقبها قام الاتحاد الأوروبي بوقف المساعدات عن السلطة الفلسطينية، وهى كانت أكبر مساعدات تأتى لهم، وهم كانوا السبب فى الانفصال ما بين الغزة والضفة، هناك ازدواجية فى التعامل، ونفس الأمر تكرر فى الجزائر، وفاز الإسلاميون فى الانتخابات وتسببت بحرب أهلية هناك.