الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"عروسة المولد" من السكر المحلي إلى البلاستيك الصيني.. وأستاذ آثار إسلامية: جزء من الفلكلور الشعبي في احتفالات المولد النبوي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تتجلى العديد من المظاهر للاحتفال به، والتي توارثت عبر الأزمنة المختلفة، إجلالًا لذكرى مولد الرسول الكريم محمد «صلى الله عليه وسلم»، والتي تحتفي بها مختلف الشعوب الإسلامية.
ومن أبرز مظاهر الاحتفال التي يُقبل عليها المصريون، شراء عروسة المولد، والتي كانت قديمًا تصنع على شكل قالب من الحلوى تزين ويتم تجميلها بأشكال وألوان مختلفة لتعطي مظهرًا جذابًا، وكان يوضع بجانبها دائمًا حصان أو جمل.
وتظهر أيضًا حلوى المولد المصرية المشهورة، والتي يقال إنها دخلت صناعتها إلى مصر في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، حينما قام صانع الحلوى، بصنع قالب حلوى، على شكل عروسة، كناية إلى زوجة الحاكم بأمر الله، التي خرجت معه بأحد المواكب في يوم المولد.
وتتنوع أشكال عروسة المولد، فهناك من الصناع من يجعلها تضع يدها على خصرها، وتارة أخرى نجد نوعًا آخر يحمل زهورا أو وردا خاصا وغيرها من الأشكال التي يختار من بينها المواطنون.
ويبدأ البائعون، ومصانع العرائس، في عرض المنتجات قبل بداية المولد النبوي، حيث يتجه البائعون إلى بيعها جملة وقطاعي أيضًا وبأسعار متفاوتة في متناول الجميع، وعلى حسب طريقة تصنيع كل عروسة.

عروسة المولد النبوي والفلكلور الشعبي المصري
ومع مرور الوقت انقرضت عروسة المولد المصنوعة من الحلاوة؛ بسبب الوعي الصحي والتقدم العلمي الذي اكتشف أن عروسة الحلاوة توجد بها مركبات غذائية ضارة تؤثر على الصحة، فحل محلها العرائس المصنوعة من البلاستيك، والتي تزين وتشكل بمختلف الأشكال التي تضفي طابعًا جميلًا فائقًا جذابًا، كما تتم كسوتها بالأقمشة المختلفة ذات اللون الأبيض.
وقال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، إن مصر تعتبر من أولى الدول التي بدأت صناعة عروسة المولد خلال عصر المصريين القدماء، فهي مصرية خالصة، حيث ارتبطت لدى المصريين القدماء بـ«إيزيس»، ثم بعد ذلك تجدد شكل العروسة خلال العهود والعصور المختلفة، مرورًا بالعصر الإسلامي، فتحدثت وأصبحت مظهرا من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي، وتحدثّ شكلها فأصبحت جزءا لا يتجزأ من الفلكلور الشعبي المصري، مؤكدا أن عروسة المولد تتميز بأنها تلقى قبولًا كبيرًا في أماكن بعينها عن غيرها من الأماكن، وخاصة المناطق الشعبية والريفية، مشيرًا إلى أنه لا صحة إلى ما ينسب حول أن أصل عروسة المولد يعود إلى عهد الفاطميين، لأن تلك الشائعات التي انطلقت من الدولة الفاطمية كانت من أجل إزكاء لمذهب الشيعة، حينما جاءت الخلافة الفاطمية الشيعية داخل مصر.
وأضاف أن عروسة المولد جزء من الفلكلور الشعبي المصري، فالخاطب لا بد أن يحضر لخطيبته عروسة مولد، ولكنها يجب أن تكون من السكر، مشيرًا إلى أن العروسة من المفترض أن تظل لدى الخطيبة، حتى العام القادم، وحينما يحين وقت الفرح تستخدم السكر المصنوع منه العروسة في تحلية الأرز باللبن في الفرح وهي عادة من عادات الفلكلور في مصر، وتحديدًا بالوجه البحري، بينما يستخدم في الوجه البحري بتحلية البليلة أو المهلبية في الأفراح، لافتًا إلى أن العادات والتقاليد الخاصة بعروس المولد تقاليد صارمة في العديد من القرى والأرياف، فإذا كانت مصنوعة من البلاستيك، فذلك يعد بمثابة إعلان لانفصال الطرفين.
وتتركز أماكن بيع العرائس داخل المناطق الشعبية، وخاصة داخل محافظة القاهرة التي يوجد بها مراكز صناعة عرائس المولد بالقرب من تمركز القاهرة الفاطمية القديمة في مناطق مثل باب البحر، وباب الشعرية، والموسكي وحارة اليهود، وغيرها من الأماكن القريبة من القاهرة الفاطمية القديمة، وعلى الرغم من غزو العرائس الصيني التي يتم استيرادها من الخارج إلا أنه ما زال هناك إقبال على الصنف المصري، باعتباره منتج محل ثقة، إلا أن البعض يتجه إلى شراء الصيني لرخص تكلفته أيضًا، والذي يتميز بأن تكون العروسة مغلفة تغليفًا خاصًا.