الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ما أصل تسمية طائفة الروم الملكيين الكاثوليكية.. الأب شريف ناشف يُجيب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقول الأب شريف ناشف، راعي كنيسة الرضوانية للروم الملكيين بوسط القاهرة، إن وجود الروم الملكيين الكاثوليك في مصر يعود فى البداية إلى البطريركيات الشرقية الثلاث الكبرى: أنطاكية - الإسكندرية وأورشليم، وكلّمة «ملكي» مشتقة من السريانية «مالكو» وتعنى «ملكي» أو «إمبراطوري».
وهذا اللقب أطلق لأول مرة فى عام 460 فى مصر من قبل (المونوفيزيين أتباع الطبيعة الواحدة للمسيح) على الأرثوذكس الذين انضموا إلى البطريرك الشرعى تيموثاوس الثاني، المدعوم من الإمبراطور الرومانى (البيزنطي) لاون الأول، فكان فى هذا الزمان مرادفًا لولاء سياسى ديني. 
وانتقل هذا اللقب بسرعة من مصر إلى سوريا، إنما حاليًا من العرف العام، يطبق هذا اللقب على الكاثوليك من الطقس البيزنطى (اليوناني) باللغة العربية فى الثلاث بطريركيات المذكورة أعلاه وفى المهجر، أما غير الكاثوليكى من ذات البطريركيات الثلاث، فيُدعون بالعربية «روم» أى يونانيو الشرق، بينما يُسمّى الكاثوليك الملكيون «روم كاثوليك»، وهكذا ميّزت الصفة «كاثوليك» الروم الملكيين حتى أصبحت ترمز دون أى إيضاح آخر، خاصة بالنسبة إلى العامة ولا سيما فى سوريا، إلى الروم الملكيين الكاثوليك. 

أم عن لغة الملكيين اليوم فهم يتكلّمون العربية، بينما فى الماضى، وبخاصّة فى القرن الخامس إلى الثانى عشر، كان هناك ملكيون يتكلّمون باليونانية وآخرون من السكان الأصليين يتحدثون بالسريانية، وآخرون من أصل عربى اعتنقوا المسيحيّة منذ القرن الخامس أى ما قبل الإسلام يتحدّثون بالعربية، وهذه التعددية العرقية واللغوية، كانت سائدة أيضًا عند المونوفيزيين من هذه الحقبة، ولكن مع أفضلية للغة السريانية. 
والملكيين فى يومنا هذا – كاثوليك وأورثوذكس - يمثّلون الجذع الأساسى للشجرتين الكبيرتين المكوّنتين من الفرعين الكنائسيين المعترف بهما فى مجمع نيقية، عام 325؛ حيث كانت مراكزهما فى الإسكندرية بالنسبة للمناطق التابعة إلى الإبارشية المدنية الرومانية من مصر وفى أنطاكية إلى إبارشية الشرق. 


ويعود تاريخ الطائفة في مصر منذ القرن الثامن عشر، بدأ المهاجرون الملكيون من القدس (الفلسطينيون) ومن بطريركية أنطاكية (السوريون واللبنانيون) يستوطنون ويقيمون بمصر، وكان الأرثوذكس منهم ينتمون طبيعيًا إلى كنيستهم الممثلة فى شخص بطريرك الروم الأرثوذكس، أما الروم الكاثوليك، فكانوا يتبعون الكنائس اللاتينية المؤسسة من الآباء الفرنسيسكان. 
واستمر الحال هكذا حتى عام 1771، حين وكّل الكرسى الرسولى إلى غبطة البطريرك ثيوذوروس دهان، بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك، رعاية أبنائه المقيمين بمصر وفلسطين، ولما تكثفت الهجرة فى القرن التاسع عشر، منح قداسة البابا غريغوريوس السادس عشر البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم، عام 1838 لقب بطريرك أنطاكية والإسكندرية وأورشليم. 
ومن هذا التاريخ بدأت الكنيسة الملكية للروم الكاثوليك تزدهر فى مصر، وأخذ بطاركتها يقتسمون الرعاية بين سوريا ومصر، وقد انخفضت الهجرة إلى مصر بعد الحرب العالمية الأولى، وبعد حرب السويس سنة 1956، اتجهت الهجرة إلى بلاد أخرى من أوروبا وأمريكا وكندا، ومنذ عام 1837 كان لغبطة البطريرك نائبًا عامًا للبطريركية، برتبة مطران بدير شئون الطائفة بمصر والسودان. 

ويحمل حاليًا لقب بطريرك أنطاكية، خمسة بطاركة، هم بالإضافة إلى بطريرك الكنيسة الملكية الروم الكاثوليك: «بطريرك الروم الأرثوذكس الأنطاكى وبطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، ثم للكنيسة المارونية وللكنيسة السريانية الكاثوليك صاحب الغبطة أغناطيوس الثالث يونان».