الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإرهاب ومارية القبطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حد يفهمنا يا أسيادنا معلش ثقافتى على أدى ومش فاهمة وعايزة حد يفهمنى، وأكيد فى ناس كتير زى حالاتى مش فاهمين.. مش فاهمين إيه اللى بيحصل فى بلدنا وعايزين حبايبنا من ذوى الخبرة والعقول النابغة والمسئولين اللى أصبحوا غير مسئولين على اللى بيتقال بين الناس ومش فاهمينه يفهمونا.
حادث المنيا الإرهابي الخسيس الذى يضرب أقباط مصر لحدوث الفتن أو لفتاوى دنيئة لا تمت بصلة لتعاليم الإسلام المتسامح فإسلام العصر كما ينتهجه هؤلاء الأوغاد ينتمى إلى دين التعصب والحقد والكره، وهذا العداء للدين الإسلامى هو أخطر ما يواجه ديننا الحنيف لأن من يحاربونه من أبنائه الكافرين بمبادئه، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وصى المسلمين بأقباط مصر لأن لهم ذمة ورحما، وقد جاءته مارية بنت شمعون، وأختها سرين هدية من المقوقس عندما أرسل له يدعوه إلى الإسلام وكان المقوقس ملك مصر أيام الدوله البيزنطية.
تزوج الرسول عليه السلام من مارية القبطية، وقد أعتقها وهى أم ولده إبراهيم الذى مرض وتوفى قبل عامه الثانى، وهذا ما كتبه ابن كثير فى كتابه «بداية ونهاية»، وهذا كلام منطقى يتناسب مع تعاليم الإسلام الذى نادى إلى عتق العبيد والجوارى، وكيف لا يعتق رسولنا الكريم مارية وهو الذى نادى إلى عتق الجوارى الذى كان مستوحشًا فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد حرر فى حياته قرابة ٦٣ نفسًا وأعتق «النبى» كل عبيده وإمائه ومنهم حاضنته أم أيمن التى ورثها عن أبيه، وزيد وابنه أسامة، بل ولاهما جيوش الصحابة، فكانا قادة لأسيادهما السابقين، إذن فما الحكمة من وراء استثناء السيدة «مارية» من هذه الرحمة الواسعة، خاصة أن صحيح البخارى ينفى هذا الاستثناء بحديث أن محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ «لم يترك عند وفاته درهمًا ولا دينًارا ولا عبدًا ولا جارية». وقد أكرم الرسول عليه السلام مارية وقد أسلمت قبل زواجها من الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان وقد وفر لها عبدًا يقوم بخدمتها وهو مصرى، وكانت تسكن فى العلياء مكان به ماء وخضرة وقد غارت منها أمهات المؤمنين لجمالها واهتمام النبى بها، وقد وصى نبى الله المسلمين بفتح مصر وإكرام أهلها من الأقباط من أجل مارية والدة ابنه إبراهيم.
بفضل السيدة «مارية» كانت مصر البلد الوحيد فى تاريخ الإسلام التى فتحت صلحًا فلم توزع مثلا أراضى المصريين على المقاتلين، وعومل المصريون بإكرام، وقد جاء فى صحيح مسلم الذى نقل عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ وَهِى أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا أَوْ قَالَ ذِمَّةً وَصِهْرًا»، فكيف يعامل المتعصبون والإرهابيون أقباط مصر هكذا كيف تعاملهم بالقتل والغدر وأين نحن من كلام الله عز وجل؟.
بسم الله الرحمن الرحيم (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ.)... فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟