الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب هانى باخوم يكتب ..الكنيسة مع الطلبة الجامعيين

الأب هانى باخوم
الأب هانى باخوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأب هانى باخوم المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر يكتب ..الكنيسة مع الطلبة الجامعيين
إن رسالة الكنيسة لا تتوقف فى خدمة الأشخاص من ناحية الطقوس والصلاة فقط، ولكن تبحث عن كل الفئات فى مجالات حياتهم العملية والدراسية، لتصطحبهم، فترافقهم فى مسيرتهم الإيمانية فى واقعهم اليومي.
من هنا تنبع خدمة الكنيسة تجاه طلاب الجامعة أو بتعبير أفضل خدمة الكنيسة مع طلاب الجامعة، نعم تسعى الكنيسة إلى عمل رعوى، ليس هدفه الشباب، ولكن هدفه أن يكون مع الشباب، فالشباب ليس هدفا بل شريكا مع الكنيسة فى الرسالة. أن خدمة الطلاب الجامعيين تقوم أساسا على الاهتمام بالطلاب أثناء دراستهم الجامعية نظرا لأهمية هذه المرحلة من الناحية النفسية والاجتماعية للشباب، وبالأخص للطلاب المغتربين القادمين من مختلف أنحاء البلاد، هذه الفترة تتميز بانفتاح على مجتمع أكبر، مما تم الاعتياد عليه فى المدرسة فى القرية أو المدينة الصغيرة.
خبرة جديدة شيمتها رغبة فى معرفة الآخر بطريقة أعمق محاطة بخوف من الرفض أو عدم الانسجام مع الآخرين، خبرة شيمتها البحث على تكوين مستقبل بآمال وطموح محاطة بصعوبات واقع أو خبرات لم تنجح من حولنا، خبرة شيمتها رغبة عميقة فى إثبات الذات وتحقيقها، محاطة بعدم خبرة وتشعب التوجهات والرغبات.
ما ذكرناه ما هو إلا قليل من السمات لهذه الفترة الرائعة والمزهرة فى حياة الإنسان، تلك الزهرة تسعى إلى أن تتفتح وتعانق الطبيعة من حولها بالرغم من وجود العديد من الأشواك المحيطة، وهنا يأتى دور الكنيسة لمرافقة الشباب فى هذه المرحلة الهامة على كل المستويات، اجتماعيا، نفسيا، ثقافيًا، ولما لا أيضا دينيا، لذلك نجد فى عديد من إيبارشيات الكنيسة القبطية الكاثوليكية اجتماعات خاصة بشباب الجامعة والمغتربين تقوم على أساس محاولة جمع هؤلاء والتعرف عليهم وخدمتهم عن طريق اجتماعات، لقاءات، رحلات، دورات تدريبية وغيره.. حتى تنتهى تلك المرحلة، فنجد أن فى كل إيبارشية يوجد حفل للخريجين يقام سنويا، هذه الخدمة تقوم أساسًا على سماع الشباب، وكما تؤكد الوثيقة الختامية لسنودس الأساقفة، والذى كان موضوعه الشباب، الإيمان وتمييز الدعوة، والذى اختتمت أعماله فى ٢٨ من أكتوبر السابق.
«إن حضور الشباب بالسنودس هو سبق جديد خلق الظروف المواتية لجعل الكنيسة مساحة أكبر للحوار وشهادة على أخوة مدهشة»، نعم وجود الشباب مع الأجيال السابقة يظهر أخوة للأب الأوحد.
أعتقد أن إنجيل تلميذى عماوس (لوقا ٢٤-١٥:١٣) هو نص نموذجى لفهم خدمة الكنيسة مع شباب الجامعة، هذه الخدمة تسير مع التلاميذ الذين لم يفهموا ما حدث للمسيح وكانوا يسيرون مبتعدين عن أورشليم وعن الرسل، ويأتى المسيح فى وسطهم يرافقهم فى الطريق، يسألهم ويصغى إليهم وبحب ملموس يعلن لهم معنى عن كل الأحداث السابقة، يدخل المسيح فى ظلمة عدم فهمهم للأحداث، ينيرهم ويخرجهم إلى نور الرسالة بالكلمة وكسر الخبز، هذا هو قلب خدمة الطلاب الجامعية فى واقع حياتهم، كنيسة تسير معهم، تستمع، تصغى ثم تنير وترسلهم رسلا فى واقعهم من جديد.