السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أمين سر حركة فتح بالقاهرة في حواره لـ"البوابة نيوز": مصر ستكشف عن أسباب تعطيل المصالحة قريبًا.. و"ترامب" اختار الانحياز للاحتلال ولا يملك إلغاء حق العودة

الدكتور محمد غريب: «وعد ترامب» مثل «بلفور»

الدكتور محمد غريب
الدكتور محمد غريب أمين سر حركة فتح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تل أبيب لم تحلم بإدارة أمريكية متحيزة للمشروع الإسرائيلى بهذا العنف
هدم الخان الأحمر محاولة لمنع التواصل بين أى دولة فلسطينية قادمة وسكانه لن يفرطوا فى أرضهم

تمر القضية الفلسطينية بمرحلة خطيرة فى غاية الدقة والتعقيد فى تاريخها، بسبب التحديات التى تواجهها على أكثر من صعيد سواء سياسيا أو اقتصاديا، فضلا عن حالة الانقسام بين الفصائل، والتى لا يستفيد منها إلا الاحتلال الذى يستثمر ويستغل كل شىء لكى يمرر برامجه وسياساته وممارساته بحق الشعب الفلسطيني.
أجرت «البوابة» حوارًا مع أمين سر حركة فتح فى القاهرة، الدكتور محمد غريب، والذى تحدث عن قرارات الرئيس الفلسطينى محمود عباس الأخيرة، وعن كافة التهديدات التى تواجه المشروع الوطنى الفلسطيني، وإلى نص الحوار:
■ ما تعليقكم على القرارات التى أعلن عنها الرئيس عباس خلال اجتماع المجلس المركزى الفلسطينى، وكان أبرزها تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين الاعتراف بدولة فلسطين؟
- الحقيقة أن الشعب الفلسطينى يمر بمرحلة خطرة جدا فى تاريخه، هذه المرحلة لا تشكل خطرا فقط على سير عملية السلام والمفاوضات، وإنما تمثل خطورة تمس الثوابت الفلسطينية وتمس الهوية الفلسطينية وتمس الوجود الفلسطيني، وبالتالى تمس المشروع الوطنى الفلسطينى والحلم الفلسطينى بدولة مستقلة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
جزء من أهمية عقد المجلس المركزى والمجلس الوطنى من ٦ شهور مهم جدا لتكريس وجود منظمة تحرير فلسطينية؛ لأنها الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطيني، كما أنها أخذت على عاتقها مهام الحرب ومهام التفاوض، فهى من وقعت عملية السلام، ومن وقعت اتفاق أوسلو، فمهم جدا تكريس هذا الوجود حتى يكون هناك جسد واحد اسمه «منظمة التحرير الفلسطينية»، هو الذى يمثل الشعب الفلسطينى فى اتخاذ القرار، ومن هنا كانت أهمية المجلس المركزي؛ حيث إن اجتماعاته مطلع هذا الأسبوع كانت مفصلية؛ لأن حجم المخاطر كبير جدا، نحن نواجه عدة مخاطر منها مخاطر فى علاقاتنا مع أمريكا، نواجه مخاطر فى علاقاتنا مع إسرائيل، نواجه مخاطر فى علاقاتنا الداخلية، أو بالأخص علاقاتنا مع حماس، ثم نواجه المخاطر التى تتعرض لها السلطة مثل الأزمة المالية.
على مستوى المخاطر مع أمريكا بعد مشروع ترامب، أنت تعلم هذا الوعد الجديد، بعد «وعد بلفور»، هناك وعد جديد يسمى «وعد ترامب»، الذى يعطى أيضا «من لا يملك لمن لا يستحق»، ترامب لا يملك القدس حتى يعطيها موحدة عاصمة لإسرائيل، وحتى لا يملك أن يلغى حق العودة وحق اللاجئين الفلسطينيين الذى أقرته المواثيق الدولية والشرعية فى قراراتها، الرئيس الأمريكى بدلا من أن يقف كراعٍ لعملية السلام، اختار أن يقف بجانب الاحتلال بإصرار وتحيز كبيرين جدا، فى تقديرى لم تكن تحلم به إسرائيل أن تأتى إدارة أمريكية متحيزة للمشروع الإسرائيلى بهذا العنف. 
ثانيا إسرائيل، شكل العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أصبحت تشوبه الكثير من الأخطار، وبخاصة بعد إقرار ما يسمى قانون «القومية اليهودية»، إسرائيل متمادية فى عنفها وإرهابها واستيطانها المخيف، إسرائيل أوشكت أن تبتلع الضفة الغربية بكاملها، مع العلم أن اتفاق أوسلو ينص على إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين، دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وقطاع غزة حسب حدود ١٩٦٧ التى أقرتها الجمعية العمومية بموافقة ١٣٨ دولة، إسرائيل تتمادى فى تحطيم عملية السلام، بعد كل هذا كان من المتوقع بشدة أن يفوض المجلس المركزى الرئيس أبو مازن لإعادة تقييم العلاقة مع إسرائيل وأمريكا وحماس.
هذا يعد أهم مخرج من المخرجات التى نتجت عن اجتماع المجلس المركزى منتصف الأسبوع، انه أحال هذا الموضوع للرئيس وبدروه شكل الرئيس لجنة هى التى ستقوم بتقييم العلاقات على هذه المستويات الثلاث وتقديم اقتراحاتها وما الذى تراه.
هذه الاقتراحات بالتأكيد جزء منها سيمس العلاقات مع إسرائيل، بمعنى، أنه قد يتم تعليق الاعتراف بدولة إسرائيل إلى حين الاعتراف بدولة فلسطين، قد يتم إلغاء اتفاقية باريس الاقتصادية، قد يتم إيقاف التنسيق الأمني، كل شىء وارد فى الأيام القليلة المقبلة.
فى عام ٢٠١٥، أوصى المجلس المركزى بنفس القرارات، ولكنها لم تنفذ.. هل تعتقد أنها ستطبق هذه المرة؟
الحقيقة، فى ٢٠١٥ لم تكن هذه القرارات على هذا المستوى؛ حيث لم تكن المخاطر بهذا الحجم، بل كانت هناك محاولات لاستئناف مفاوضات، كانت هناك محاولات للضغط على إسرائيل لإيقاف الاستيطان، أيضا لم يكن التحيز الإسرائيلى السافر قد ظهر على أرض الواقع بهذا الشكل، وحسب تقدير الأمور كانت مختلفة، لكن الآن الأمور أصبحت أكثر وضوحا وأكثر حزمًا تحتاج إلى مواجهة.

■ هل هناك مخاطر على فلسطين من هذه القرارات؟ وما الخطوات التى قد تقدم عليها الإدارة الأمريكية وإسرائيل ردا على هذه القرارات؟
- هل هناك عقوبات أشد من وقف المساعدات والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ووقف دعم «الأونروا»، وأيضا التمادى فى الاستيطان، إسرائيل تبتلع كل يوم مئات الدونمات، إسرائيل تقتل كل يوم، ويستشهد يوميا العشرات منهم الأطفال والنساء والمدنيين، نحن نعانى الحصار، نحن نعانى الجدار الفاصل، نحن نعانى مصادرة الأراضي، نحن لا ننظر إلى العقوبات المالية بقدر ما ننظر إلى ثوابت القضية، الشعب الفلسطينى تحمل كثيرا وتحمل الشتات، لذلك يستطيع التحمل أكثر من أجل الحفاظ على ثوابته الوطنية.
ومن الوارد جدا أن تحاول إسرائيل تشكيل ضغط على السلطة عن طريق الإدارة الأمريكية، التى قد تحاول استغلال الفرصة وتوقف دعم «الأونروا» كليا، هذا فى المخطط لأنها تريد أن تلغى «الأونروا»، نحن دولة تحت الاحتلال من خلال الممارسات الإسرائيلية وبالمفهوم الدولي، ولذلك نحن نتوقع كل شىء وننتظر كل شىء طالما الاحتلال قائم.
■ هل تشاور الرئيس عباس مع أى دولة عربية قبل إعلان قراراته الأخيرة؟
- الرئيس محمود عباس دائم التشاور مع الدول العربية الشقيقة، ولا يضيع أى فرصة من شأنها أن تعيد حقوق الشعب الفلسطينى أو حتى تسهم فى إقرار السلام، هناك تنسيق على أعلى مستوى بين السلطة الفلسطينية ومصر؛ لأن مصر شريك الشعب الفلسطينى فى كل قضاياه، مصر تريد رفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى وتحقيق سلام عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، أيضا كثير من الدول العربية يتبنى نفس التوجه مثل الأردن، لذلك هناك تنسيق بين أبو مازن وجميع الدول العربية.
■ هل هناك دول أوروبية أيضا؟
- بالتأكيد، هناك دول أوروبية صديقة لا تتأخر فى تقديم أى معونة سواء كانت سياسية أو اقتصادية للشعب الفلسطيني.
■ مؤخرا أصدرت دولة الاحتلال قرارات بوقف هدم قرية الخان الأحمر مؤقتًا.. ما آخر التطورات التى جرت فى هذا الشأن؟
- الخان الأحمر قرية بدوية صغيرة، يقطنها حوالى ٢٠٠ فرد، ولديهم مدرسة صغيرة لتعليم الأطفال. موقع الخان الأحمر فى الطريق الموصلة بين القدس ومدينة أريحا، بالتالى ما الذى يمكن أن تتوقعه؟.. دعك من موضوع الاستيطان لأن الاستيطان متواصل وبخاصة فى القدس «مخيف»، لا تستطيع أن تنتقل من حارة إلى حارة دون أن يصادفك بؤرة استيطانية فى القدس الشرقية وضواحيها بشكل عام التى منها الخان الأحمر، غير الهدف الاستيطانى هناك هدف أمني، الاحتلال يريد أن يقطع الاتصال ما بين شمال الضفة الغربية وما بين جنوبها «أريحا» جغرافيا، وبالتالى هدم الخان الأحمر هو محاولة لمنع التواصل فى بين شمال وجنوب أى دولة فلسطينية قادمة، لذلك هذا فى الأساس مخطط أمنى احتلالى استيطانى لضرب أى عملية سلام.
كيف تسعى للسلام وهى تحطم كل الآليات التى يمكن أن تساعد فى عملية السلام، بالتالى هى سياسة دولة الاحتلال، نحن لا نملك سوى أن نتوجه إلى المنظمات الدولية ودول العالم المتقدم لتمارس دورها الحقيقى فى إيقاف الاستيطان وإيقاف العنف الإسرائيلى وإعادة الحق، أين منظمات حقوق الإنسان؟.. إسرائيل تريد أن تقتلع سكان الخان الأحمر لكى تبنى بؤرة استيطانية، وبذلك تكون نجحت فى فصل الشمال عن الجنوب.
سكان الخان الأحمر لن يفرطوا فى أرضهم، نحن ننتظر الدعم من كل المنظمات الدولية، ومن الأمم المتحدة ومن كل دول العالم، لأن هذا إهدار كامل لحقوق الإنسان وضد كل المواثيق الدولية والقوانين الدولية.

■ هل الولايات المتحدة الأمريكية تشكل ضغطًا عالميًا لعدم التعاطف مع الفلسطينيين؟
- طبعا، أمريكا حاليا فى عهد ترامب لا تألو جهدا أن تضغط فى كل النواحي، ولعلكم ترون ما تفعله مع وكالة «غوث» وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الوكالة التى أنشئت لمساعدة أولئك الذين يعيشون فى المخيمات، وخدماتها تنحسر فى التعليم والصحة اللذين يعتبران أشياء أساسية فى حياة أى إنسان، فإذا كانت أمريكا تحارب التعليم والصحة لشعب فلسطين، فستحارب كل شىء، نحن لا نستبعد أى شىء مع الإدارة الأمريكية الحالية.
■ قالت بعض التقارير الإخبارية الإسرائيلية إن الإدارة الأمريكية على وشك عرض ما يسمى «صفقة القرن»، فما هي.. ولماذا ترفضها السلطة الفلسطينية بشدة؟ 
- «صفقة القرن» هذه الكلمة غير المحددة، إرهصات محتوياتها ظهرت عندما أعلن ترامب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة إليها، فكان بداية المشروع الأمريكى لإحلال السلام فى الشرق الأوسط، والذى سمى بعد ذلك بـ«صفقة القرن»، مثلما يقول المثل «أول القصيدة كفر»، فما القادم إذا كانت البداية إهداء القدس كاملة لإسرائيل، ثم بعد ذلك الخطوة الثانية هى إنهاء قضية اللاجئين عن طريق إلغاء وكالة «الأونروا» هذه مؤشرات لا تدل على صفقة نهائيا، وإنما صفعة للشعب الفلسطيني، فالواضح من الملامح الأولى للصفقة أنه لن يكون هناك دولة فلسطينية على ١٩٦٧، كما أنها لا تدين الاستيطان ولا توقف الاستيطان.
لماذا نحن ضد الصفقة، إذا كانت الصفقة فى بدايتها هكذا! فماذا ننتظر بعد ذلك!، بالتأكيد هناك الأسوأ قادم، وإن كان فى رأينا أن ما ظهر حتى الآن هو الأسوأ على الإطلاق، ما الذى سيمنح للفلسطينيين؟ الواضح أن الإدارة الأمريكية الحالية ضد الثوابت الفلسطينية، وتحطيم المشروع الوطنى الفلسطينى برمته، فأى صفقة قرن ممكن أن نقبلها بعد أن أعلن الوسيط تحيزه التام والمطلق إلى المحتل. ناهيك عن أن الصفقة تتضمن تطوير العلاقات ما بين إسرائيل والدول العربية وفتح آفاق اقتصادية وأشياء أخرى، لا يوجد إنسان عاقل يقبل بها، هذه الصفقة من الألف إلى الياء فى خدمة المحتل ولا تعطى شيئا لمن هم تحت الاحتلال، ولذلك من الطبيعى أن ترفضها السلطة الفلسطينية.
■ هل هناك ضغوط عربية على الرئيس عباس للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل والقبول بالصفقة؟
- لا.. لا أعتقد أن هناك دولا عربية ضغطت على الرئيس عباس لقبول هذه الصفقة؛ لأن فلسطين دولة عربية وجزء لا يتجزأ من العالم العربي، ونحن نثق فى موقف كل الدول العربية، ونعلم أنهم حريصون كل الحرص على حقوق الشعب الفلسطينى، وإحقاق الحق الذى سيجلب سلاما دائما وهادئا فى المنطقة العربية التى تعانى وتحتاج فعلا إلى سلام عادل ودائم وشامل. والرئيس عباس واضح وهدفه واضح والشعب الفلسطينى معه فى كل القرارات، هم فوضوه وعلى ثقة كبيرة بأن هذه الإدارة لن تضيع حقوقهم المشروعة والثابتة والتاريخية.

■ تداولت بعض وسائل الإعلام الأجنبية تقارير عن أن فرنسا تعد خطة بديلة للسلام فى الشرق الأوسط حال تأخرت الإدارة الأمريكية فى عرض خطتها؟
- التشاور والعلاقات الفلسطينية مفتوحة على كل دول العالم، سواء أوروبية أو أسيوية أو أفريقية، نحن منفتحون على كل الدول، ومع أى محاولة لإقرار سلام عادل وشامل. وفرنسا دولة كبيرة ومن الدول العظمى، وتستطيع تبنى مشروع سلام حقيقي، وستجد من يقف معها فى مثل هذا المشروع، العلاقات الفرنسية الفلسطينية متميزة، ونحن مع أى مشروع لإقرار سلام عادل، من يطرح هذا المشروع سنكون شاكرين له.
■ هناك تخوفات إسرائيلية من اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لفلسطين المستقبلية، لإقناع الرئيس عباس بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل والقبول بالولايات المتحدة كوسيط؟
- الحقيقة لم يتضح شىء، ولكن ما رشح أو ما يقال إن هناك إعادة نظر من قبل الإدارة الأمريكية فيما قدمت، وأن ما قدمت وما طرحت وما كان فى مخيلتها مرفوض تماما من السلطة الفلسطينية، ومرفوض أيضا من الدول العربية، وهذا اتضح عندما زار مستشار ترامب، جاريد كوشنر، مصر والأردن، ووجد أن الرد المصرى والأردنى واضح «نحن مع دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود ١٩٦٧»، الدول العربية متمسكة بالحق الفلسطينى وداعمة له.
أما حاليا، فهناك تصور أن الإدارة الأمريكية ستقدم شيئا إيجابيا، والشىء الإيجابى الذى ننتظره هو حقوقنا، فإذا كان الطرح الجديد سيعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ويتم التراجع عن كل الإجراءات العقابية التى اتخذتها الإدارة الامريكية، فهذا شىء جميل.
■ هل هناك ضغوط عربية وأوروبية على الرئيس ترامب بخصوص تعديل الصفقة؟
- مثلما يقول المثل الشعبى «الشمس لا تغطى بالغربال»، الإدارة الأمريكية أدركت سريعا حجم عدم الرضا عن الطرح الذى قدمه ليس فلسطينيا وعربيا فقط، وإنما معظم دول العالم ترى أن رؤية ترامب تعارض الشرعية والمواثيق الدولية التى اعترفت بها الأمم المتحدة واعترفت بها الدول الأوروبية والدول العظمى، بالتأكيد هناك عدم رضا دولى عن تصور الإدارة الأمريكية لعملية السلام فى الشرق الأوسط.
■ ما مصير العقوبات على غزة؟.. وهل تنوى السلطة فرض عقوبات جديدة مثلما هددت؟
- غزة هى جزء لا يتجزأ من فلسطين، والرئيس قال «إن لا دولة فى غزة ولا دولة بدون غزة»، الرئيس حريص على رفع المعاناة عن المواطنين فى قطاع غزة، ولكن المشكلة هنا ليست فى غزة، المشكلة فى حركة «حماس» التى تسيطر على غزة والتى كرست الانقسام، كل المعاناة يتحملها الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة مردها إلى حركة «حماس»، هى التى جعلت الأمور تتداعى إلى هذه الدرجة من السوء؛ لأنها تغلب المصالح الحزبية على المصالح الشعبية.
حركة «فتح» أعلنت أنها تقبل تنفيذ الاتفاقية المصرية فى أكتوبر ٢٠١٧ بكاملها، ولكن حماس أعلنت أن لها تحفظات.. لماذا؟ السلطة الفلسطينية تتحمل إلى اليوم ٩٦ مليون دولار كل شهر تصرف على غزة، السلطة الفلسطينية هى من تدفع تكاليف العلاج، وهى من تدفع تكاليف التعليم، وهى من تدفع تكاليف الكهرباء وتكاليف المياه، وهى من تدفع الرواتب وستواصل فى ذلك، ولكن إلى أى مدى سنستمر فى هذا الموضوع؟.

■ السلطة الفلسطينية أجبرت الآلاف من موظفيها فى غزة على التقاعد المبكر، ومعظم الموظفين لا يتقاضون أجرهم كاملا، فكيف ألا نسمى ذلك عقوبات؟
- هذا موضوع مختلف، هناك أزمة مالية تواجه السلطة الفلسطينية فى رام الله، وبالعكس، الموظفون فى غزة منذ تاريخ الانقسام ٢٠٠٧ إلى اليوم يتقاضون رواتبهم رغم أنهم دون عمل يومي، أحيانا لا يتقاضون الراتب كاملا، وهذا بسبب الأزمة المالية كما قلت سابقا.
أيضا هناك الكثير من الموظفين فى غزة مع التقاعد المبكر، وكل هذا ممكن أن ينتهى وتعود فلسطين دولة واحدة إذا تم قبول الاتفاقية التى وقعت فى القاهرة، والتى تنص على تمكين حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية فى قطاع غزة، برأيى إذا طبق بند من بنود المصالحة على أرض الواقع سيتم تنفيذ جميع البنود تباعا دون أى عوائق.
■ لماذا قاطعت الجبهتان الشعبية والديمقراطية اجتماع «المركزي» الأخير؟
- هذه ليست أول مرة تقاطع فيها الجبهتان اجتماع المجلس الوطنى الفلسطينى أو المجلس المركزي، هناك اختلافات فى وجهات النظر، غالبا ما تتعلق الخلافات فى وجهات النظر بالمواعيد والأمور الإجرائية.
أما فيما يخص اجتماع المجلس المركزى الأخير، فإخواننا فى الجبهتين يرون أنه لا داعى لعقد الجلسة، وإن الوقت ليس مناسبا لهذا الاجتماع، أما الأغلبية فيرون أنه لا بد من هذا الاجتماع فى ظل المخاطر التى تواجه المشروع الوطني، وكنا نتمنى أن يحضروا ويعبروا عن آرائهم والقرار أخيرا يعتمد بالأغلبية.
■ إلى أى مدى وصلت الجهود المصرية فى المصالحة الفلسطينية؟
- مثلما قلت سابقا، مصر حريصة جدا على المصالحة وإنهاء الانقسام، ولأنها تدرك أن الانقسام إضعاف للقضية الفلسطينية، أخذت على عاتقها مهمة إنهائه، وهناك محاولات حاليا لتقريب وجهات النظر، وقريبا مصر ستكشف عن الطرف الذى يعطل المصالحة.
الدكتور محمد غريب: «وعد ترامب» مثل «بلفور»
أمين سر حركة فتح فى القاهرة: مصر ستكشف عن الطرف المتسبب فى تعطيل المصالحة قريبًا
«ترامب» اختار الانحياز للاحتلال ولا يملك إلغاء حق العودة.. وتل أبيب لم تحلم بإدارة أمريكية متحيزة للمشروع الإسرائيلى بهذا العنف
إسرائيل متمادية فى عنفها وإرهابها واستيطانها المخيف وأوشكت على ابتلاع الضفة الغربية بكاملها وخالفت اتفاق أوسلو
هدم الخان الأحمر محاولة لمنع التواصل بين أى دولة فلسطينية قادمة وسكانه لن يفرطوا فى أرضهم
أمريكا تحارب التعليم والصحة لشعب فلسطين
أمريكا حاليا فى عهد ترامب لا تألو جهدا أن تضغط فى كل النواحي، ولعلكم ترون ما تفعله مع وكالة «غوث» وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، الوكالة التى أنشئت لمساعدة أولئك الذين يعيشون فى المخيمات، وخدماتها تنحسر فى التعليم والصحة اللذين يعتبران أشياء أساسية فى حياة أى إنسان، فإذا كانت أمريكا تحارب التعليم والصحة لشعب فلسطين، فستحارب كل شىء، نحن لا نستبعد أى شىء مع الإدارة الأمريكية الحالية.
حريصون على رفع المعاناة عن المواطنين فى غزة والمشكلة فى «حماس» التى تسيطر على القطاع وكرست الانقسام.