إذا كنت من سكان المحروسة، ومررت مرور الكرام على مجمع مكتبات بين السرايات، سوف تعرف أن تلك البقعة تعتمد عليها الصناعة التعليمية وكله على الورق على حد تعبير البعض، خاصة مع اعتماد كثير من المدرسين على بين السرايات في تظبيط الملازم وكتابتها وطباعتها، ووضعها في صورة تصلح للبيع مباشرة للطلاب، وما على المدرس إلا أن يضع المادة العلمية فقط، ولكن في ٢٠١٨ الوضع تغير بعض الشيء؛ حيث قرر بعض المدرسين الاستغناء عن مكتبات بين السرايات نهائيًا، واستحوذوا على المكسب بمفردهم، وأصبحوا هم أصحاب المادة ومن يجمعها ويكتبها وينسقها ويبيعها أيضًا، وهو ما هز عرش بين السرايات بعض الشيء.
يقول محمد حفظي، صاحب عدد من المكتبات بالمنطقة، ويعمل بها منذ ٢٢ عاما: أنا هنا منذ أن كان المدرس يسعى إلى التعامل معنا وليس العكس، وكنا نقوم بوضع المادة العلمية لبعض المدرسين، وتطور الأمر إلى حد التعاون المشترك بيننا وبين المدرسين فنحن مسئولون عن الورق والطباعة، وهو مسئول عن وضع المادة العلمية بالأساس، حتى هذا العام الذي قررت فيه مجموعة كبيرة من المدرسين الاستئثار بالمكسب لأنفسهم، وطباعة الورق والتنسيق مع المطابع دون الحاجة إلينا وهو ما تتسبب في أزمات كبيرة، خاصة ونحن لدينا عمالة فاتحة بيوت.
ويقول رشوان السيد، صاحب مطبعة بالقرب من محطة سعد زغلول، والتي تتعامل مع مكتبات بين السرايات: الأمر ليس مجرد أنانية مدرس أو حبه للمكسب، ولكن الحكاية كلها تهافت على الدروس الخصوصية، فمكتبات بين السرايات صرح عملاق للدروس الخصوصية، سواء أكان لطلاب المدارس أم الجامعات، فكل ما في الأمر أن كل طرف يحاول تأمين ذاته، فمن ناحية المدرسين يرغبون في الحفاظ على طلابهم، وبين السرايات تحاول اقتطاع «حتة من التورتة» حتى ولو كانت صغيرة؛ لأنهم متأكدون أن الصغير مسيره يكبر، والمعركة لن تنتهي أبدًا.
