الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

باحلم ويحلى لي.. اللي هيحصل ايه؟

الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل عبدالرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعترف واعتز انني من أبناء جيل السبعينيات الذي نشأ و"ترعرع" على نسمات النصر والعزة والثأر والكرامة .. ثم عاش اجمل أيام شبابه وهو يحلم بأن الدنيا هتبقى "فلة شمعة منورة" ، على رأي الإعلامي المثير عمرو أديب ، وكان وقود هذه الأحلام العريضة روح الشباب التي كانت تتغذى على أغنيات "كمننه" للثنائي المدهش محمد فؤاد ، الذي أدهشنا أيضاً برائعته "باحلم ويحلى لي، ومعه الكوميديان محمد هنيدي .. وأغنية "وأنا ويايا باعيش زي المليونيرات" التي أتحفنا بها الجميلان مدحت صالح وشريف منير .. فهذه الأغنيات ، على بساطة كلماتها وأنغامها ، نجحت في بث روح من التفاؤل والصبر بصورة لا يتصورها عقل فكانت بمثابة قوة كامنة تعين على مواجهة تحديات الحياة .
بالمقابل ، وفي أحيان كثيرة ، تمر على الإنسان حالة يشعر فيها بالكآبة تسيطر على كل مناحي حياته .. فيحس كأن عقارب الساعة توقفت وأن الدماء في شرايينه تجمدت وأنها نهاية الكون من شدة الهم والغم والكرب العظيم .. وتتكالب عليه المصائب من كل صوب وحدب ، وأرجوكم لا تسألوني معنى صوب وحدب ، فيستسلم لحالة اللا موت واللا حياة .. فيفقد حاسة تذوق طعم الأيام .. وفجأة وبدون سابق إنذار نستفيق من حالة "الشلل الإكلينيكي" هذه على وقع أمل جديد يعيننا على بداية جديدة مع هذه الدنيا التي هي في الأساس دار بلاء .
وهنا تتبدل الأحوال وتعود الابتسامة ويدرك الإنسان أنه كان في غاية القسوة على نفسه بل وعلى من حوله .. ولعل هذه الحالة هي جوهر الابتلاء الذي يختبر به المولى جل في علاه قدرتنا على الصبر والاحتمال .. فإذا كان الله قد أعطانا الصحة أعواماً كثيرة فلماذا لا نصبر على المرض .. وإن كان يسر لنا الرزق الواسع فكيف لا نطيق ضيق الحال .. وإن كان أنعم علينا بالقرب ممن نحب فلماذا لا نصبر على الفراق .
كل هذه الخواطر قفزت على رأسي وأنا أتابع المشهد الحالي الذي تمر به مصر من أزمات متتالية بداية من ارتفاع الأسعار الجنوني وانتهاءً بدرجات الحرارة المتلخبطة .
فوجدتني أسأل نفسي لماذا "تسود" الدنيا في عيوننا ونحن لازلنا على قيدها .. ولماذا نفقد الأمل ورب الكون لا يغفل ولا ينام .. ولماذا لا نحاول مرة واتنين وعشرة أن نقترب للسعادة حتى لو قررت هي أن تعطينا ظهرها .. ولماذا لا نعيش على أمل أن "يلعب الزهر" معنا ، وبالمناسبة أصبح كل حلمنا أن يفارقنا الزهق يوماً واحداً .. فساعتها ستجد كل من حولك يغني ويتراقص على أنغام "آه لو لعبت يا زهر" ، فلا يجب ان نسمح للكآبة أن تسيطر علينا وأن تغرقنا في تفاصيلها التعيسة .
هيا بنا نفرح .. هذه دعوة لكل من ضاقت الدنيا أمامه وأصبحت كـ"خرم إبرة" وكل من تكاتفت عليه الهموم والغيوم .. وكل من فقد الأمل في أن تبتسم له الحياة .. فرغم قسوتها فإن بها ما يستحق أن نعيش من أجله .. ولا يجب أن ينسينا الحديث عن القبح أن هناك جمال لا نراه .. فاليأس آفة الحياة وفيروس السعادة .
وقتها سترتفع المناعة النفسية لدينا وستدب روح النشاط في أوصالنا وسنواجه أي مصيبة أو كارثة بصدر رحب حتى لو من باب "ياما دقت على الرأس طبول" .. فدعونا نبدأ من جديد ونحاول الاستمتاع بالحياة رغم صعوباتها .. ونعلي قيمة الابتسامة على أي شعور آخر .,. فالابتسامة هي سر الوجود وهي تعبير عن السمو على كل السخافات .. وكما يقولون : لو أن الشيطان ، الله يحرقه بجاز وسخ ، ابتسم لما طرد من الجنة .
فلو ارتفعت الأسعار ابتسم وأنت تقاوم الغلاء بالاستغناء .. ولو فوجئت بالمواطنين الشرفاء يسبونك ويضربونك ابتسم وأنت تعلم أنهم مأجورين مدسوسين لإفساد متعتك بالحياة بل وطردك منها .. ولو فقدت عزيزاً ابتسم وأنت تدعو له بالرحمة .. ولو انخفضت درجة الحرارة أو ارتفعت ابتسم وحاول تستحمى أن وجدت ماء في الحنفية .. وياريت تقول لي رأيك بعد كدة .

مسك الختام
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ