بعد احتلال دام ٧٣ عامًا وتسعة أشهر وسبعة أيام، وقعت مصر اتفاقية جلاء القوات البريطانية عن مصر في ١٩ أكتوبر عام ١٩٥٤، بعد محادثات بين الطرفين بدأت في ٢٧ يوليو ١٩٥٤.
وانتهت المحادثات، بتوقيع الاتفاقية التي وقعها عن الجانب المصري الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وعن بريطانيا اللورد «ستانسجيت» بحيث يتم الجلاء على مراحل، كما تم الاتفاق عما يتبع حيال القاعدة البريطانية في القناة، وتمت المرحلة الأولى من الجلاء في ١٨ فبراير عام ١٩٥٥، والثانية في ١٦ يونيو ١٩٥٥، والثالثة في ٢٥ مارس ١٩٥٦، وفي ١٨ يونيو ١٩٥٦، تم جلاء آخر جندي بريطاني عن أرض مصر، وفي هذا اليوم الخالد رفع عبدالناصر العلم المصري على مبنى البحرية في بورسعيد.
ويقول الكاتب الصحفي والمؤرخ صلاح عيسى إن المفاوض المصري في هذه الاتفاقية قد استفاد من تجربة المفاوضات السابقة التي كانت فيها بريطانيا الطرف الأقوى ففي ظل ما استجد بعد قيام ثورة ٢٣ يوليو، واستمرار أعمال المقاومة على خط القناة، والتي كانت تديرها إدارة المخابرات المصرية، بقيادة كمال الدين رفعت، تشكل ضغط على المفاوض البريطاني ليصبح الطرف المصري في المفاوضات الطرف الأقوى، وكانت غالبًا ما تتعثر المفاوضات أو تفشل بسبب موضوع السودان إلى أن تم الانفصال، ثم كان العدوان الثلاثي والذي قضى على أي حضور بريطاني في القناة.
