معروف بين أهالى المنطقة بجندى مقاتل «عم محمد»، يقف «زنهار» ليل ونهار يحمى أكل عيشه، تعلم من الجيش الانضباط فبات كالساعة تجده يقف من الثامنة صباحا حتى الثامنة مساء، إذا جمعتك أنت وهو الصدفة أو جنحت لتشترى منه إحدى لعب الأطفال، ستكون خاضعا لحالته المزاجية؛ فإذا كان ثغره رائقا، سيحكى لك عن الثغرة وعن حرب أكتوبر.
وعن مرارة الهزيمة وحلاوة النصر، ودوره فى تحقيقه ليستعيد كرامة أهله، فيقول «عم محمد»: «كنت ملحقا بسلاح الأسلحة والذخيرة، وكنت أبنى قواعد الصواريخ، وأمد الجنود المصريين بالأسلحة والدشم أثناء الحرب متطوعا، وشاركت فى الحرب واللى شوفته خلانى أعتبر أى حاجة تحصل بعد كده فى الحياة ولا حاجة»، وتابع: «أنا بشتغل الآن على عربة صغيرة بها بعض الألعاب استرزق منها بعد أن كبرت سنى وبت لا أستطيع العمل فى المعمار، كان من الممكن أن أجلس فى البيت وأبنائى يتكفلون بمصاريفى، لكن الجيش علمنى القتال لآخر نفس، وأنا يكفينى أن يأتى أحفادى إلىّ فأعطيهم ما اكتسبته من جنيهات وأرى الفرحة على وجوههم».
واختتم عم محمد: «عندى أمنية واحدة وأتمنى حال البلد يتصلح، والشباب يبقوا على قدر المسئولية ويفهموا إن الحرب لسه مخلصتش فيحاربوا بالقلم وبالكلمة وبالسلاح».
