الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مجلة الدراسات الإفريقية تلقي الضوء على العلاقات الأفروإسرائيلية في حوض النيل

مجلة الدراسات الإفريقية
مجلة الدراسات الإفريقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرة هي الإشكاليات التي تحيط بالقارة السمراء، مما لفت أنظار العالم إليها قديما وحديثا، وفي هذا الإطار خصص العديد من المراكز البحثية في معظم دول العالم قسما خاصا بالدراسات الإفريقية، وفي العدد الجديد سبتمبر 2018، من مجلة الدراسات الإفريقية وحوض النيل التي يصدرها المركز الديمقراطي العربي ببرلين ألمانيا، والذي تناول فيه عددا من القضايا الملتهبة على الساحة الدولية عموما والساحة الإفريقية على وجه الخصوص من بينها:
شروط بناء نظام إقليمي مغاربي، للدكتور عياد محمد سمير، والعلاقات الآفروإسرائيلية اهداف استراتيجية وعقائدية وأطماع تاريخية "إثيوبيا نموذجا"، للدكتورة فاطمة علي محمد البتانوني، وأبعاد السياسة الخارجية التركية في إفريقيا في عهد حكومـة العدالة والتنمية للدكتور لطفي صور، وكذلك الهـجـرة في العـلاقـات المـغـربية الإفـريقـيـة للدكتور يوسف كريم وغيرها من الدراسات المحكمة التي تهتم بالشأن الإفريقي وحوض النيل.
البحث الخاص بالدكتور عياد محمد سمير من جامعة تلمسان بالجزائر جاء بعنوان "شروط بناء نظام إقليمي مغاربي" يؤكد على أنه لا يمكن إنكار عامل التغيير الدولي وانعكاساته على المنطقة المغاربية، نظرا إلى ارتباط مصيرها بالاستراتيجيات العالمية ومصالح وأمن القوى الكبرى في البحر المتوسط ومن بينها الاتحاد الأوروبي، كما أن الطبيعة غير المستقرة للمنطقة من ناحية، وخصائص وضعها الاستراتيجي والاقتصادي من ناحية أخرى كانت وراء جذب القوى الدولية للتنافس عليها.
كما فجرت هذه التحولات مجموعة من المنظورات على المستويين المغاربي والعالمي حول طبيعة تطورات النظام العالمي في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ومنظومة القيم التي يطرحها من ناحية ثانية، وتداعيات هذا الواقع على المنطقة المغاربية من ناحية أخرى، مما يستدعي البحث في شروط تأسيس نظام إقليمي مغاربي.
ويهدف الباحث من خلال هذه الدراسة إلى كشف المخاطر الخارجية الحالية التي تهدد المصالح القومية والوطنية للشعوب المغاربية مما يضفي ضرورة العمل لبلورة نظام إقليمي ينتقل من ثقافة السياسات المبعثرة إلى ثقافة السياسة الهادفة الواحدة الموحدة.
ينتهي الباحث من هذه الدراسة بأنه لا بد من الاستفادة من المشهد الحالي في المغرب العربي والذي يتشكل من دول بأنظمة جديدة "تونس وليبيا"، ويحمل معه فرصة حقيقية لإرساء أنظمة ديمقراطية يتم فيها التداول السلمي للسلطة وأخرى ينبغي أن تطلق ورشة إصلاحات لتحقق انتقالا سلميا وسلسا يتيح مزيدا من الحريات والانفتاح الديمقراطي، وتتوزع ما بين جمهورية كموريتانيا والجزائر، وملكية كالمغرب، لذا أصبح مطلب تأسيس نظام إقليمي مغاربي خيارا استراتيجيا.
بينما تناولت الدكتورة فاطمة على محمد البتانوني من جامعة القاهرة مصر "العلاقات الأفروإسرائيلية: أهداف استراتيجية وعقائدية وأطماع تاريخية.. إثيوبيا نموذجا"، حيث تطرقت الدراسة للعلاقات الاسرائيلية في أفريقيا ومتى اتجهت انظار اسرائيل للقارة السمراء وما هو الغرض من هذا الاتجاه وكيف اكتشفت اهمية أفريقيا مبكرا على الرغم من أنها كانت قارة مجهولة بالنسبة للعاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية في الخمسينيات من القرن الماضي ولم تكن على مستوى التفكير الاستراتيجي الإسرائيلي وذلك مقارنة بقارات أخرى.
كما تستعرض الدراسة موقع القارة الاجيواستراتيجي ومحاولة إسرائيل تأمين مصالحها بعد مقاطعة العرب لها والصراع العربي الإسرائيلي ومحاولتها إيجاد البديل لمساندتها وله ثقله في الأمم المتحدة ألا وهو "الصوت الإفريقي" ومدى تقربها من بعض الدول للاعتراف بها كدولة وتقوم الدراسة أيضا بذكر المشاريع التي قامت بها اسرائيل في إفريقيا وكذا المواقف التي جعلت بعض الدول تعترف بإسرائيل.
كما تتعرض الدراسة لتعدد الأهداف الإسرائيلية في إفريقيا وأن اختلف سلم أولوياتها من مرحلة إلى أخرى منها الأهداف الاستراتيجية والأمنية وأخرى اقتصادية وأهداف متعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي ومحاولة اسرائيل السيطرة على المجرى المائي والتحكم فيما بعد في المياه هذا بالإضافة إلى التحكم التجاري عن طريق ميناء إيلات واعتباره بوابة إسرائيل إلى آسيا وإفريقيا.
كما تتعرض الدراسة إلى الهدف الإسرائيلي من مشروع "قناة البحرين أو قناة هيرتزل" نسبة لمؤسس الحركة الصهيونية والتي تتلخص فكرته في إنشاء قناة بين البحرين الأحمر والمتوسط، عبر البحر الميت، وذلك بربط البحر الأبيض بالبحر الميت عبر أراضي السلطة الفلسطينية، ثم ربط البحر الميت بميناء إيلات على خليج العقبة كمرحلة ثانية، والواقع أن هذا المشروع ليس جديدا، وإنما سعت إسرائيل إلى تدشينه منذ احتلالها منطقة "أم الرشراش"، إيلات حاليا.