الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أولاد كوهين يهدمون المعبد فوق رأس ترامب.. انتخابات الكونجرس الأمريكي تحدد مصير الرئيس المتهم.. والمحاميان روي ومايكل يفضحانه.. احتفاظ "الجمهوري" بالأغلبية يحميه.. وفوز "الديمقراطي" يعني رحيله

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى المقررة فى نوفمبر المقبل، تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض فى ضوء تنامى دعوات عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خلفية اتهام مدير حملته الانتخابية، ومحاميه الخاص فى قضايا احتيال، ما يشجع عددا من نواب الحزب الديمقراطى على سحب البساط من تحت قدميه، وتكرار فضيحة ووترجيت، وما ترتب عليه من عزل الرئيس الأسبق نيكسون، ويبقى التحدى الأكبر فى كيفية احتفاظ الحزب الجمهورى الذى ينتمى له ترامب بالأغلبية فى مجلسى الشيوخ والنواب، حيث سيؤدى ذلك إلى تقوية موقف الرئيس الأمريكى فى مواجهة الحملات التى يتعرض لها داخليا وخارجيا، بينما فقدان هذه الأغلبية سيكون له تداعيات عديدة، حتى ولو لم يصل القرار إلى عزل ترامب.

البعض يرى أن مواقف ترامب ونيكسون متشابهة، وأن هناك شبه احتيال فيما قام به ترامب تجاه المجتمع الأمريكي، بين عدم قدرته على تعزيز اتهامات المخابرات الأمريكية بوجود دور روسى فى التأثير على الانتخابات الرئاسية السابقة، وكذلك دفع محاميه الخاص مئات الآلاف من الدولارات لشخصيات نسائية لشراء صمتهم عن العلاقات الجنسية التى جمعتهن مع ترامب فى السابق، حفاظا على صورة الرئيس الأمريكى أمام مواطنيه، إلى جانب وجود مساهمات غير قانونية فى الحملة الانتخابية لترامب بعلمه.
وبالرغم من مزاعم وتهديدات ترامب بأن الأسواق العالمية ستعانى فى حال عزله من منصبه، إلا أن الخبراء يقللون دوما من هذه التصريحات العاطفية التى اعتاد عليها الرئيس الأمريكى ومغازلة الناخبين داخل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، الذى يعانى بالأساس من مشكلة انعدام الثقة فى التزامات واشنطن تجاه القضايا الدولية، وهو ما يظهر فى انسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ، ومنظمة اليونسكو، وكذلك الاتفاق النووى مع إيران.
لكن السؤال الذى يطرح نفسه، ما الذى أوصل الرئيس الأمريكي، إلى هذا الوضع السيئ، بمتابعة الأخبار ستجد أن النقطة المحورية، التى تسببت فى انهدام المعبد فوق رأس ترامب، هو محامياه، روى كوهين، ومايكل كوهين، رغم أنه يفصل بينهما عقود، إلا أنهما يجتمعان فى الاسم وفى «الفخ» الذى تسبب فى مشاكل كبيرة لترامب أيضا.
ولكن يبقى السؤال: هل يمكن عزل ترامب بهذه التهم فى وقت قريب؟، الإجابة كما يراها الخبراء أن الأمر ليس بهذه السهولة، وربما بحاجة لوقت طويل قبل الفصل فيها، مع ضرورة توفر ضمانات وأمور كى يتمكن الكونجرس من تنفيذ هذه المهام، وربما يتم تأجيل الأمر فى الولاية الثانية لترامب إذا حصل عليها، أو تأثر مزاج الناخب الأمريكى بهذه الفضائح وعدم منح ترامب الأصوات الكافية للوصول إلى ولاية ثانية. 

الديمقراطيون يحشدون قواهم للفوز بالأغلبية فى الانتخابات القادمة، والمضى قدما فى عزل ترامب خاصة أن هذا الأمر يشترط موافقة ثلثى المجلس على هذه الخطوة، وهذا يعنى ضرورة توافق عدد من نواب الحزب الجمهورى مع مطالب الحزب الديمقراطى فى عزل ترامب، وهى خطوة صعبة الظهور على أرض الواقع، إلا لو حملت الأسابيع القادمة إدانة واضحة من المحقق روبرت مولر بما يدين ترامب بشكل صريح، وحينها تبدأ إجراءات العزل رسميا.
حسب ما كشفت عنه مؤخرا صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، حول منح الحصانة القضائية لآلن وايسلبرج، المدير المالى لمؤسسة ترامب، لتقديمه معلومات حول مايكل كوهين، المحامى السابق لدونالد ترامب، فى تحقيق بشأن مبالغ دفعت لشراء سكوت امرأتين، كانت نجمتا بورنو فى الحملة الانتخابية عام ٢٠١٦، حيث قام وايسلبرج بترتيب دفعة من مؤسسة ترامب إلى كوهين الذى دفع ١٣٠ ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمى دانيالز مقابل سكوتها، كما منح المدعون الفيدراليون حصانة لاثنين من المدراء التنفيذيين لدى صحيفة ناشونال انكوايرر، مقابل شهادتهما بشأن تورط ترامب فى الدفعتين، إلى جانب الكشف عن احتمالية إدلاء ديفيد بيكر، المدير التنفيذى لإنكوايرر والصديق القديم لترامب، والمسئول عن المحتوى فى الصحيفة ديلان هاورد، أدلة حول معرفة ترامب بالدفعات لستورمى دانيالز وعارضة فى مجلة بلاى بوي.
تغيير البوصلة
الأنظار تتابع تداعيات الشأن الداخلى فى واشنطن، وتأثير ذلك على مختلف القضايا الدولية، وهو ما انعكس فى توجيه ترامب البوصلة للخارج لتخفيف الضغوط التى يتعرض لها داخليا، وهو ما بدا فى تغير الموقف الأمريكى من الشأن السوري، والاستعداد للتفاوض مع موسكو بخصوص الخطوات القادمة، بعد أن كان التركيز فى الفترة الماضية على ضرب نظام بشار الأسد تحت مزاعم استخدام السلاح الكيماوي، أو الدعوة لتغيير الأسد قبل المشاركة فى أى محادثات، كذلك استجاب ترامب للضغوط التى تعرض لها مؤخرا وتنكيس العلم الأمريكى حدادا على رحيل السيناتور جون ماكين، وهو أحد أعداء ترامب منذ الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري، وبالرغم من وصية ماكين بمشاركة أسرته وأصدقائه فقط فى صلوات تجنيزه، إلا أن ترامب رضخ أمام موجة الانتقادات التى يتعرض لها، واحترام شعبية ماكين الذى خدم بلاده لفترة طويلة، بالرغم من مواقفه الحادة تجاه بعض القضايا ودعمه لجماعة الإخوان المسلمين، وكشفت صحف أمريكية منع ترامب لمسئولى البيت الأبيض من نشر بيان يشيد بالبطولات التى حققها السيناتور المتوفى، جون ماكين، فى خدمة أمريكا، وعلى إنجازاته البطولية فى حرب فيتنام، وخلال فترة سجنه وما قدمه للولايات المتحدة من إنجازات.

الموقف الإيرانى والتركي
تراجعت علاقة واشنطن بكل من أنقرة وطهران منذ وصول ترامب للسلطة، وترتب على ذلك خلافات عميقة بينهما، وهو ما بدا فى تراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق النووى الإيراني، رغم رفض أوروبا الخروج المنفرد من طرف واشنطن، وتواصل طهران تعزيز نفوذها فى سوريا واليمن، والحصول على مكاسب عديدة للحفاظ على المصالح الاستراتيجية مع الغرب، أملا فى تخفيف الضغط الأمريكى عليها، ووقف العقوبات المتصاعدة ضدها، ورغم أن الأشهر القليلة القادمة لا تبشر بحدوث انفراجة، إلا أن عزل ترامب وإبعاده من المشهد السياسى سيكون لصالح إيران.
أما الجانب التركى فيراهن على الغضب الإسلامى من قرار نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، ومع الانهيار الحاد لليرة التركية على خلفية العقوبات الأمريكية، إلا أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يواصل خطاباته الشعبية لكراهية الولايات المتحدة، ومحاولة إظهار وجود خطر للمصالح الأمريكية فى بلاده والشرق الأوسط لو استمرت سياسات ترامب على هذا النحو، وبالرغم من تراجع نفوذ أردوغان وعدم قدرته على مواجهة شطحات ترامب، إلا أنه يراهن على دعم القارة الأوروبية له، التى لا ترضى عن سياسات ترامب من جانب، ولا تريد سقوط النظام التركى من جانب آخر، حفاظا على المصالح المشتركة بينهما.

الموقف الروسي:
غموض الموقف الروسى من ترامب يزيد من علامات الاستفهام، خاصة أن هذا الملف الشائك أحد أهم الأسلحة المستخدمة ضد ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض، ودائما ما تكشف الصحف الأمريكية العلاقة مع الروس للهوج على ترامب، خاصة مع تساقط عدد من المسئولين الذين يهاجمون موسكو ويقوم ترامب بإبعادهم، ومؤخرا كشفت صحيفة واشنطن بوست أن مايكل كوهين أحد المستشارين المقربين لترامب أرسل رسالة بالبريد الإلكترونى إلى بيسكوف طالبا مساعدته فى تسريع إجراءات مشروع برج ترامب المتوقف فى موسكو، وكان ترامب حينئذ يخوض سباقا نحو المقعد الرئاسى الأمريكي، وردا على هذه الرسالة قال بيسكوف: أستطيع تأكيد أن من بين الكثير من رسائل البريد الإلكترونى كانت هناك رسالة من السيد مايكل كوهين. هذا حدث بالفعل.