السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

بكين: إعلان مشروعات جديدة خلال المنتدى الصيني الإفريقي الشهر المقبل

الوزير المفوض هان
الوزير المفوض هان بينج المستشار الاقتصادي والتجاري الصيني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صرح الوزير المفوض هان بينج، المستشار الاقتصادي والتجاري الصيني، بأن بلاده ستستضيف منتدى التعاون الصيني– الإفريقي الذي يتضمن مؤتمرًا وزاريًّا يومي الأول والثاني من سبتمبر المقبل، حيث يلقي الرئيس الصيني شي جين بينج كلمة في افتتاحه، بينما تعقد القمة على مستوى القادة الأفارقة والصينيين يومي 3 و4 سبتمبر، فضلًا عن تنظيم منتدى الأعمال ومائدة مستديرة يشارك فيها رؤساء الدول الإفريقية، ويحضرها أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الذي يلقي كلمة في الافتتاح.
وأضاف، في حديث خاص، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، أنه تأكّد حضور رئيسيْ جنوب إفريقيا ورواندا، الرئيسية الحالية للاتحاد الإفريقي، في المنتدى الذي يهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والتواصل بين الشعوب، وكذلك الأمن والسلام ومكافحة الإرهاب، ومن المقرر أن يصدر عن المنتدى إعلان سياسي وخطة عمل للتعاون بين الصين والدول الإفريقية للسنوات الثلاث المقبلة.
وأشار إلى أن قيمة التبادل التجاري بين الصين والدول الإفريقية بلغت نحو 170 مليار دولار عام 2017، بزيادة تقدر بنسبة 14% على العام السابق، بينما بلغت قيمة الاستثمارات الصينية في إفريقيا 3.1 مليار دولار في العام نفسه.
وأفاد بأن الصين ترى وجود إمكانات كبيرة للتوسع في التعاون الاقتصادي بين الجانبين في المستقبل، كما أن هناك مجالات للتعاون تحظى بأولوية وهى الزراعة وتسهيل الاستثمار والطاقة والموارد، مؤكدًا أن الصين تعتزم، خلال الفترة المقبلة، إقامة عدد من المشروعات في الدول الإفريقية، من بينها مركز للزراعة الحديثة، ومركز آخر لأبحاث المحيطات، فضلًا عن إقامة تجمع المصارف الصينية والإفريقية يضم ما بين 15 و20 بنكًا.
وأشار إلى أن الصين نفّذت عدة مشروعات بمجال البنية التحتية والطاقة والنقل بالدول الإفريقية في السنوات الثلاث الماضية بعد قمة منتدى التعاون الصيني– الإفريقي في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، من بينها مشروع السكك الحديدية من نيروبي إلى مومباسا في كينيا، وكذلك مشروع السكك الحديدية من إثيوبيا إلى جيبوتي، موضحًا أن القاعدة اللوجستية التي أنشأتها الصين في جيبوتي تستهدف تأمين سير سفن الشحن.
ونوَّه بدراسةٍ أجرتها شركة الاستشارات العالمية (ماكنزي) التي أفادت بأن الاستثمارات الصينية في الدول الإفريقية شهدت ارتفاعًا سنويًّا يقدر بنحو 20% في السنوات العشر الماضية، وهناك أكثر من 10 آلاف شركة صينية تستثمر في إفريقيا، 90% منها "قطاع خاص"، وثلثها يعمل في قطاع التصنيع، و30% بقطاع الخدمات. 
وردًّا على سؤال حول رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019، أكد المستشار الصيني أن مصر دولة إفريقية مهمة وتمتلك رؤية لتطوير القارة السمراء في المستقبل، مضيفًا أن عددًا من المسئولين المصريين تحدثوا عن بعض الأفكار والمبادرات حول رغبة القاهرة في تنفيذ مشروعات تستهدف ربط دول القارة من خلال شبكة سكك حديدية من القاهرة إلى كيب تاون، وكذلك تطوير منطقة حوض النيل من بحيرة فيكتوريا حتى البحر المتوسط عن طريق مشروعات للبنية التحتية.
وردًّا على سؤال حول تعاون جنوب– جنوب قال الوزير المفوض هان بينج، المستشار الاقتصادي والتجاري الصيني: إن الحكومة الصينية تُولِي اهتمامًا خاصًّا بتعزيز التعاون مع دول الجنوب، وقد أنشأت صندوق جنوب– جنوب الذي وفّر تمويلًا لدعم اللاجئين السوريين.
وأضاف أن هناك تمويلًا لدعم أصحاب المهن اليدوية ومنتجات النسيج في المناطق الريفية بمصر، وأشار إلى إقامة الصين كلية جنوب– جنوب التي يستفيد منها الدارسون المصريون.
وردًّا على سؤال حول تأثير الحرب التجارية مع أمريكا على التعاون مع إفريقيا، قال: إنه لن يكون لها تأثير مباشر على هذا التعاون في ضوء الاستراتيجية والبرامج الخاصة التي وضعتها بلاده، مستدركًا بأن هذه الحرب قد تؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد العالمي، خاصة أسعار الموارد الطبيعية والمعادن .
وأوضح أن الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة شكّلت تهديدًا للنظام العالمي متعدد الأطراف بسبب تبنّيها الإجراءات الحمائية أحادية الجانب التي تؤثر على الدول الصغيرة والضعيفة التي تحصل على حماية من هذا النظام، وما نحتاجه هو تعاون الجميع للحفاظ والدفاع عن النظام العالمي متعدد الأطراف، منوهًا بأن أمريكا تفرض هذه التعريفات الجمركية؛ ليس فقط على الصين، وإنما أيضًا على دول أخرى مثل كندا والهند وتركيا.
وردًّا على سؤال حول تأثير هذه الحرب على الاقتصاد الصيني، أكد أن بلاده "مجبَرة على القتال والرد على الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة، ولا نريدها.. ووجدت مجموعة عمل شكلناها مبالغة بنسبة 20% في تقديرات أمريكا التي تفيد بأن العجز التجاري مع الصين بلغ 375 مليار دولار، بينما التقديرات أفادت بأن العجز وصل إلى 275 مليار دولار".
وذكر أن الولايات المتحدة وضعت قيودًا على تصدير منتجات عالية التقنية إلي الصين حيث فرضت حظرًا على تكنولوجيا الفضاء وتكنولوجيا المعلومات وإذا خففت قيودها إلى مستوى القيود التي تفرضها على دول الاتحاد الأوروبي، فإن العجز سينخفض بمقدار 34%، فضلا عن ذلك فإن 44% من صادرات الصين إلي أمريكا سلع وسيطة، وإذا تم استبعاد هذا الجزء من التجارة الثنائية فإن العجز التجاري سينخفض بمقدار 50%.
وأفاد بأن الأمر ليس سهلًا على الولايات المتحدة لإيجاد بدائل لمنتجاتنا بجودة وأسعار منافسة وأن المستهلك سيدفع ثمن ارتفاع الأسعار في السوق الأمريكية، لافتًا إلى أن الاقتصاد الصيني حقق نموًّا يقدر بنسبة 6.8% في النصف الأول منذ هذا العام نتيجة مساهمة الاستهلاك المحلي بنسبة 78.5%، وكذلك انخفاض اعتماد الصين على التجارة إلى 33% عام 2017.
وردًّا على سؤال حول نتائج قمة البريكس الأخيرة أشار إلى أن دول المجموعة الخمس اتفقت على التوسع في شبكة الشركاء في إطار آلية (بريكس بلس)، والتي ستستمر في السنوات المقبلة، وتمّت دعوة مصر، العام الماضي وهذا العام، لحضور القمة، مؤكدًا أن إعلان قمة البريكس كان شاملًا لمجالات التعاون، وتم التركيز على تعزيز الشراكة في مجال التصنيع القائم على الابتكار، فضلًا عن الاتفاق على الدفاع عن نظام متعدد الأطراف ضد الإجراءات الحمائية التي تفرضها الولايات المتحدة.