على بعد أمتار من شارع سوق «النوارة» الخاص بالملابس والأحذية فى منطقة عزبة النخل، وقف الشاب «أمير» البالغ من العمر ٢٨ عاما، لبيع الأحذية بسعر مخفض، ليس بحثا عن الربح فى بيع العديد من القطع، ولكنه افترش وبقى راسخا كـ«الشوكة» التى تقف فى «زور» كل مستغل، ليجبر باقى البائعين والتجار على تخفيض أسعار أحذية العيد، وذلك فى سبيل خدمة أهالى المنطقة، آملا فى رسم البهجة على وجوه الأطفال وإدخال الفرحة إلى قلوبهم.
«أى كوتشى أو جزمة بـ٥٠ج».. هكذا وقف أمير ينادى على المارة، ليلتف حوله الزبائن ويحيطون به من جميع الجهات، ليس فقط لسعر بضاعته المنخفض، ولكن لجودة الأحذية المعروضة والتى تباع بضعف الثمن أو يزيد داخل باقى المحلات من حوله، حيث يرى أنه ليس هناك فى الدنيا شعور أجمل من رؤية طفل سعيد بملابس العيد.
ويقول أمير: «دايما تجار الملابس والأحذية بيستغلوا موسم العيد وبيبيعوا بضعف التمن، عارفين أن الناس لازم يشتروا لعيالهم هدوم جديدة يعيدوا بيها، وهيتصرفوا حتى لو مش قادرين، لكن بالنسبالى عمرى ما عملت كده، أنا بمجرد ما العيد يقرب ببيع البضاعة بنص التمن، بكسب فى القطعة من ٢ لـ٥ ج، وكفايا عليا أشوف فرحة الأطفال أو الكبار وهما شاريين من عندى حاجة جديدة، أنا مش عايز حاجة من الدنيا، غير أنى أعيش، مش مهم أعيش إزاى وفى أى مستوي، المهم أن صحتى كويسة وقادر أنزل واقف على رجلى فى الشارع، وفخور جدا بالمنطقة الشعبية اللى اتربيت فيها، لأنها خلت عينى مليانة، مش لازم كل يوم لحمة فى العيد، لو فطرت فول وطعمية واتغديت كشرى واتعشيت حتة بسبوسة يبقى كده آخر ألاجا».
