استدعى المحققون الشيخ
حسن العدوى.. أحد كبار المالكية فى الأزهر لاتهامه بالمشاركة فى الثورة العرابية
وتأييده لزعيمها أحمد عرابي.. ومضى فى مشاركته وتأييده دون خوف من سلطة الخديو
توفيق.
والعدوى من قرية العدوة
محافظة المنيا، حفظ القرآن والتحق بالأزهر فى سن مبكرة، ولنبوغه قام بالتدريس
بالأزهر فى عمر الـ٢١.
ويقول على باشا مبارك فى
الخطط التوفيقية «جلس للتدريس فى عام ١٢٤٢ هجرية وقرأ جميع الفنون المتداولة فى
الأزهر وانتفع به الطلبة واشتهر بحفظ السنة وسير الصالحين وأخذ عنه كثير من مدرسى
الأزهر مؤلفاته، وأضاف «له حب شديد للطلبة وشفاعته دائمة لهم مقبولة ومجابة».
بهذه الخلفية كانت
المكانة الدينية للشيخ حسن العدوى رفيعة وبالتالى كان انحيازه للثورة العرابية مع
شيوخ آخرين مؤثرة.
ويذكر عرابى باشا فى
مذكراته الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة»، «أن اجتماع المؤتمر العام
بديوان الداخلية يوم ٢٣ يوليو ١٨٨٢ بعد هزيمة عرابى فى كفر الدوار بحضور الأعيان
والشيوخ والضباط والسياسيين صدرت عنه فتوى شرعية من الشيخ العارف بالله شيخ
الإسلام والمسلمين الشيخ السيد محمد عليش والشيخ حسن العدوى والشيخ الخلفاوى
وغيرهم من العلماء ونصت الفتوى على: «مروق الخديو توفيق باشا من الدين مروق السهم
من الرمية لخيانته وطنه وانحيازه لعدو بلاده».
وتم القبض على الشيخ
العدوى وأحيل إلى المحاكمة فور هزيمة عرابى باشا وكان يتم استدعاؤه من السجن
للتحقيق معه وإعادته إليه.. وسأله المحقق.. موجود تلغراف منك صادر بتاريخ ١٩ أغسطس
١٨٨٢ إلى أحمد عرابى تعلمه بعزمك على التوجه إليه مع بعض إخوانك وصحبتكم البخارى
الشريف لقراءته عند الطابية الجديدة وطلبت من الله أن يؤيد أحمد عرابي.. وناول
المحقق صورة التلغراف.
واستكمل المحقق: كيف مع علمك بعصيان عرابى على الحضرة الخديوية وخروجه عن الطاعة تتوجه لطرفه فى مركز المحاربة مصطحبا زملاءك وإخوانك والبخارى الشريف وتدعو له بالنصر؟.
