رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

برقيات التعازي من زملاء الأنبا الراحل تحكي مواقفه الإنسانية وعلمه الغزير

الأنبا أبيفانيوس
الأنبا أبيفانيوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مظاهرة حب فى رحيل الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون والذى قُتل الأحد بالدير فى جريمة هزت المجتمع الكنسي.
الأنبا موسى، أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية، كتب فى وداع الأسقف الأنبا أبيفانيوس: «ودعنا إلى سماء المجد الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار بوادى النطرون، إثر حادث أليم، يُجرى كشف غموضه».
وتابع الأنبا موسى فى عزائه قائلًا: «نذكر لنيافته أنه أحد علماء اللاهوت فى العصر الحاضر، وله العديد من الدراسات والمؤلفات والأبحاث».
واختتم أسقف الشباب: «نرجو تعزيات السماء لقداسة البابا تواضروس الثاني، وأحبار الكنيسة الأجلاء، ومجمع الآباء بالدير، وكل الشعب القبطى بمصر والمهجر».

كما نعى الأنبا مارتيروس أسقف عام شرق السكة الحديد، الأنبا أبيفانيوس، وكتب أسقف شرق السكة الحديد على صفحته الشخصية: «نياحا للرفيق والصديق حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا أبيفانيوس الرب ينيح روحه فى فردوس النعيم مواضع القديسين والأبرار، وعزاء لحضرة صاحب القداسة البابا تواضروس الثانى، وآباء المجمع المقدس والرهبنة القبطية ورهبان دير أبى مقار العامر».
وأضاف «مارتيروس»: تعرفت على نيافته منذ أن كان راهبًا نشطًا فى مؤتمر الوجه القبلى بنقادة للدراسات القبطية فى ٢٠٠٩م، ثم توالت اللقاءات تباعا وتقابلنا أكثر من مرة بالدير العامر فى مكتبة المخطوطات ومكتبة المراجع الأجنبية، وكنا معا أخيرا فى المؤتمر الدولى للدراسات القبطية بميلبورن بأستراليا منذ أسبوعين، وتحادثنا معا كثيرا واستمعت لوجهات نظره المختلفة، وكنا دائما ما نناقش كيفية النهوض بحقل الدراسات القبطية.
واستطرد: حتى إننا قررنا فى عام ٢٠١٢م، ومعنا أبونا القمص بيجول السريانى، وأبونا أنجيلوس النقادى، وأبونا يسطس الأورشليمى، ورهبان من المحرق، إنشاء مجموعة من رهبان الأديرة الباحثين والمتفرغين للتعاون فى مشروعات علمية خاصة بالعلوم الكنسية، وقد قدمنا عنها ورقة بمؤتمر بدير المحرق.
واختتم: لقد عرفته أبا ناسكا ومطلعا محبا للحياة الرهبانية، متمسكا بتقاليد الشيوخ، نياحا لروحه الطاهرة يشفع عنا أمام عرش النعمة.

ونعى الراهب سارافيم البراموسى، مسئول مدرسة الإسكندرية للتعليم الكنسي، الأنبا أبيفانيوس. وكتب «البراموسى» على صفحته الشخصية بـ«فيس بوك» قائلًا: المسيح قام، عاد إلى موطنه، إلى مسكنه، الآن هو ينعم برؤية من سار خلفه بإيمان طوال الحياة، الآن هو يرى ملامح من ارتسمت ملامحه على محيّاه.
واستطرد: الآن يسبّح للاسم الحسن الذى كان شغفه ليل نهار، الآن هو يدرك ما كان يسعى إلى إدراكه ليال طوال فى الصلاة والدراسة، الآن هو يطفر فى رحاب القديسين بلا هم، ولا ألمٍ، ولا تثقّل، ولا حزنٍ فيما بعد، الآن يقلّد الاسم الجديد ليملك مع من قبل أن يكون مِلكًا له.
واختتم: نطلب نياحًا للروح الطاهرة الوديعة النقيّة، وسلامًا وعزاءً لكل من عرفه أبًا مخلصًا فى تبعيته للمخلّص.
كما استنكر الأب جون جبرائيل الراهب بدير الدومينيكان، حادث مقتل الأسقف ورئيس دير أبو مقار بوادى النطرون الأنبا أبيفانيوس. وكتب جبرائيل عبر حسابه الشخصى على موقع «فيس بوك»: «ينفجع قلبى ألمًا على رحيل الأنبا أبيفانيوس، ثمّ مرارة القلب وغصّة الحلق حينما علمتُ أنّ يدًا غادرة طالته. لم أكن أبدًا أتخيّل أن أحبّ أحد الأساقفة إلى هذا الحدّ، ولم أكن أتخيّل مدى هذه المحبّة والتقدير له التى جعلت الألم يعتصرنى والدموع المريرة تنهال طوال يوم الأمس بعد الخبر المفزع»..
وأضاف أوّلًا لا أستطيع تحمّل ذنب الإشارة بإصبع الاتّهام إلى أيّ أحد، لكنّ القاتل ومَن دفعه هو من أولئك الذين سمحوا للكراهية والحقد أن يعشّشا فى قلوبهم والتعصّب أن يعمى أبصارهم.
وقال الأب جبرائيل: نعم، استطاعت يد القتلة اغتياله، ووقف إنتاجه الفكريّ. نعم! هذا صحيح. إلّا أنّ دماء أبيفانيوس التى أُريقَت لهى بذار لألف أبيفانيوس، وستلاحقكم أيّها القتلة روحه فى كل مكان. هناك ألف أبيفانيوس سيولَد فى أرض مصر، فى حضن الكنيسة المصريّة وستلاحقكم ابتساماته الهادئة، فكما انتصر عليكم فى حياته سينتصر أكثر فى مماته. لقد انتصر أبيفانيوس حينما لم يدع مدخلًا للحقد والكراهية، التى تغوصون فيها، تتسلّل إلى قلبه النقيّ. نعم، قُتِل أبيفانيوس، ذلك لأنّه شهد للحقيقة، وطارد الظلام فى صمت، وفى سكينة وفى اختفاء واحتجاب. قُتِل أبيفانيوس؛ لأنّه لم يعرف التزوير والنفاق والمراوغة. قُتل أبيفانيوس لأنّه سار على خطى معلّمه يسوع المسيح لإنارة هذا العالم ومحاربة الظلام.
مقتل أبينا أبيفانيوس هو تهديد سافر لكلّ مَن تسوّل له نفسه قول الحقّ وفضح الزيف فى الكنيسة. لكلّ من يفتح قلبه للمسيحيين جميعًا بغض النظر عن معتقداتهم. اغتيال أبيفانيوس تكرار لاغتيال المسيح، وتهديد هنا فى مصر والآن لمن يتجرّأ على السر على خطى يسوع.
لقد كان أبيفانيوس قدّيسًا على الأرض، فى العالم وفى البرّية. ها قد كسبته الكنيسة الآن قدّيسًا فى المجد، يصلّى من أجل كنيسته وشعبه.