شاركت كرستين فوزى في هاشتاج "تعرف على الأنبا أبيفانيوس" رئيس دير أبو مقار والذي قتل فجر أول أمس الأحد، وقالت: "يا صاحب، لماذا الرحيل الآن، وأنت الذي كان حين يعبر، لم يكن لأجل شيء سوى للاطمئنان علينا وعلى أحوالنا، في مواعيد وعلى غير سابق ترتيب، وإذ بنا نسمع بطرق الباب، وحين يقوم أحدنا ليفتح إذ بك بابتسامتك العذبة الرقيقة تقول: صباح الخير يا أولاد، إزيكم، أنا كنت في مشوار وقلت أجي اطمن عليكم".
وأضافت: "يا صاحب، لماذا الرحيل الآن وأنت الذي في دخولك إلينا، كنا نستنشق نسمة هواء حية تجدد المكان كله، ومعه أرواحنا من جديد. كانت هموم الدنيا تتهاوى فقط عند الإحساس بحركتك الرشيقة في المكان، يا إلهي ماذا كنت تفعل حينها بذرات الهواء فيتبدل كلية".
واستطردت: "يا صاحب، لماذا الرحيل الآن وأنت الذي كنت تشجعنا دائما: اشتغلوا متخافوش، احنا في ضهركم. فهل ثقل الأمر على كاهلك فجأة وقررت الرحيل وتركتنا في مواجهة أعاصير الحياة وحدنا!، لماذا انسحبت فجأة من معركة الحياة، وأنت تعلم أن الطريق لم يزل طويلا، أنت تعلم أنه كان هناك الكثير لنعمله سويا، فهل يصح أن نجدك في غمضة عين وقد رحلت إلى عالم آخر، دون حتى سابق إنذار!".
واختتمت: "يا صاحب، لماذا الرحيل الآن قد كنت معنا منذ أيام ووعدت بالمجيء قريبا، تركت هناك هديتك الرقيقة لي، ولم يحالفني الحظ أن آراك يومها، وكنت في اشتياق لذلك اليوم الذي تأتي فيه ثانية لأشكرك.فلماذا خلفت بوعدك! لماذا خلفت بوعدك يا صاحب!، لكن ما بالبيد حيلة، فلتكن رحلتك سالمة. لعل معها دواء لقلوب عطشى، وأنفس جائعة. وإلى أن نلتقي يوما، تحياتي من أرض الشقاء".
