في السفر سبع فوائد.. مقولة نحفظها عن ظهر قلب ونرددها في مناسبات عديدة.. إلا أن الأداء الاقتصادي والاستثماري في مصر تجعلنا نقول إن المشاركة في المحافل والتجمعات الدولية لها 100 فائدة لعل في مقدمتها الحضور القوي في مثل هذه التجمعات المهمة.
وفي مؤشر إيجابي على أن مصر تواصل السير في الاتجاه السليم وصحة إجراءات الإصلاح التي اتخذتها الحكومة لتصحيح مسار العملية الاقتصادية برمتها والتي تحمل تبعاتها المواطن المصري بوعي كامل لأنها السبيل الوحيد لبناء دولة قوية ومن أجل الوصول إلى صرح استثماري عملاق يليق بدولة ذات موارد وإمكانيات هائلة مثل مصر.. تشارك د. سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، في المنتدى رفيع المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بنيويورك بحضور سكرتير عام الأمم المتحدة.
وألقت الوزيرة البيان أمام مجموعة الـ77 والصين، وهو أكبر تكتل للدول النامية بالأمم المتحدة، لعرض برنامج مصر في التنمية الشاملة والمستدامة وكذلك بحث استكمال المفاوضات مع البنك الدولي لدعم تنمية سيناء بما يمثله من أهمية كبرى في أن تتواكب جهود مكافحة الإرهاب مع برنامج تنمية سيناء وهذه ضمانة في غاية الأهمية لخلق أساليب مواجهة ذكية لهذا التحدي الخطير.
كذلك تتضمن المباحثات حصول مصر على تمويل إضافي لمشروع الإسكان الاجتماعي بقيمة 1.5 مليار دولار وكذا دعم قطاع الصحة بما يمثله من أهمية كبرى لإيجاد حياة مناسبة للمواطنين.. كل هذا جنبًا إلى جنب مع شرح ما قامت به مصر من خطوات جادة في برنامج الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي.
واستعرض البيان جزءًا من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال أدائه القسم الدستوري أمام مجلس النواب، يتصدر التقرير، والتي قال فيها: "منذ اللحظة الأولى التي توليت فيها مهام منصبي وقد وضعت خطة عمل قائمة على الإسراع بالخطأ في الإصلاح على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية بجانب المواجهة الأمنية للمخاطر التي تحيط بمصر وكانت خطتنا الطموحة لإطلاق حزمة من المشروعات القومية العملاقة التي تهدف لتعظيم أصول الدولة وتحسين بنيتها التحتية وتوفير فرص عمالة كثيفة تسير بالتوازي مع مخطط شامل للإصلاح الاقتصادي، لمواجهة التراجع الكبير في مؤشرات الاقتصاد العام والتي ارتبطت به شبكة من برامج الحماية الاجتماعية لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن هذه الإصلاحات، والآن وقد تحققت نجاحات المرحلة الأولى من خطتنا فإنني أؤكد لكم بأننا سنضع بناء الإنسان المصري على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة يقينًا منى بأن كنز أمتنا الحقيقي هو الإنسان والذي يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنيًا وعقليًا وثقافيًا بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعد محاولات العبث بها".
وتكتسب مثل هذه اللقاءات أهمية كبرى لعدة أسباب لعل في مقدمتها كسب ثقة المؤسسات الدولية في الاقتصاد المصري ومن ثم العمل على دعمه وفق الآليات التي تحكم برامج تعزيز الاقتصادات الواعدة، كما أنها، ولعل هذا الأهم، بما يعود بالاستثمارات الكبيرة على المشروعات القومية مما يرسخ قاعدة الشراكة الاقتصادية بين مصر والدول الأجنبية وهذه خير ضمانة لتقوية دعائم الاقتصاد القومي.. ولعل هذا ما ترجمته تصريحات سوبير لال، مدير بعثة صندوق النقد الدولي لمصر، الذي قال إن إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة المصرية ضمن برنامجها الوطني، أسهمت في تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي، إذ تقلص العجز المالي بشكل لافت.
كما شهد المسئول بأن مجموعة الإصلاحات الطموحة بوجه عام حققت عددا من الإنجازات المهمة بالفعل على رأسها تراجع التضخم والبطالة وتحسن آفاق النمو إلى حد كبير، مشيرا إلى أن أهم تلك الإصلاحات، تحرير سعر الصرف وإصلاح دعم الطاقة وتطبيق ضريبة القيمة المضافة وتعزيز إدارة المالية العامة، بالإضافة إلى خطوات مهمة لتحسين مناخ الأعمال كإقرار قوانين التراخيص الصناعية والاستثمار والإفلاس والشركات.. مضيفًا أن تحقيق معدلات نمو مرتفعة يكون فعالا من خلال خلق فرص عمل جديدة والمساعدة على رفع مستويات المعيشة، كما يخلق حيزا ماليا أكبر لتوسيع النطاق الذي تغطيه شبكة الأمان الاجتماعي ودعم البرامج الاجتماعية الموجهة للمستحقين.
الخلاصة إذًا أننا أصبحنا أمام حالة فريدة من الأداء تتناغم فيها كافة الجهود لتحقيق الأهداف التي حددتها القيادة السياسية التي يمثلها الرئيس عبد الفتاح السيسي وتتولى وزيرة الاستثمار وكافة المؤسسات المعنية تنفيذها بدقة وعناية.
