الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القمص أثناسيوس جورج يكتب.. لن ننساك أنبا شنودة الثالث

الأنبا شنودة
الأنبا شنودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في يوم عيد رهبنتك يا أبينا البطريرك الـ١١٧، دعا السيد القدوس نظير جيد ليكون جيدًا، فحل بين ضلوعه تيارًا من نعمته لمعرفة العمق منذ فجر شبابه، حيث كرس حياته لخدمة التعليم الكنسي سائرًا مساراتها وكان أشد ثباتًا من هيئة هذا العالم الزائل.
صار اسقفًا للتربية الكنسية والمعاهد اللاهوتية، لتكون إمتدادًا لمجد أباء مدرسة الأسكندرية الاولين، في حبرية القديس المحبوب البابا كيرلس السادس، لقد تشرفت وتباركت بمعرفة قداسة الأنبا شنودة الثالث الاب الـ١١٧ في عداد البطاركة، عندما كان أسقفًا للتعليم، وقد رسمني في درجة الأبصلتس ( مرتل ) يوم الجمعة ٢٣/ ٧ /١٩٧١ بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية، فترة ترشحه للكرسي المرقسي، وفي نفس السنة.اختارته عناية الله بابا وبطريرك.
وصار اسمه معادلًا لنهضة الكلية الاكليريكية ولأتساع المعارف اللاهوتية والدراسات الأبائية في مجالات الدراسة والنشر والانتشار، وصار اسمه معادلًا للتعليم والوعظ الشعبي لعموم رعية الكرازة من أقاصيها الي أقصاها. صار اسمه معادلًا لتعمير الأديرة رهبانيًا ومعماريًا وتثقيفيًا، امتدادًا رأسيًا وأفقيًا.
وقد صار اسمه معادلًا لرسامات آلاف من الطغمات والرتب التي زينت بخدمتها كل امتلاء الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية، كما صار اسمه معادلًا للزيارات والمقابلات الشعبية التي التقى فيها بالجموع التي ترزح تحت ضغطات الحياة وشهادة الإيمان في مجتمع ؛ تطلب فيه شهادة الايمان حتي الاستشهاد بالدم، صار اسمه معادلًا للنفي والتحفظ كبطاركة الإسكندرية العظام الذين نالوا ما نالوا من حنق واضطهادات الرؤساء والأباطرة الظالمين.
+ صار اسمه معادلًا لامتداد الكرازة في قارات العالم كله واحتضان رعاية الأقباط المهاجرين بكثافة ؛ في زمان حبريته الجليلة.
+ صار اسمه معادلًا لمساندة الأرامل والأيتام والذين في شدة ؛ من ابنائه في كل أنحاء بقاع مصر؛ والذين كان يجلس إليهم بشخصه، ليقضي احتياجاتهم ويُوصي بها ؛ بأوامر رسولية. قد سبق والتزم بها كقدوةٍ رحمةً للجميع نظير إله الرحمة والمعونة 
+ صار اسمه معادلًا لصنع الميرون المقدس وطباعة كتب البيعة الطاهرة بمطابع كنسية اهتمت بحفظ تراثها الليتورجي. 
+ صار اسمه معادلا لانتشار اسم الكنيسة القبطية في المحافل المسكونية والساحات الكنسية وحقول الكرازة باتساعاتها.
+ صار اسمه معادلا للوعظ والعلوم الكنسية... في كتبه ومقالاته ومقولاته وعظاته وشروحاته وتعليقاته وسيجالاته ودفاعاته وأشعاره ومحاضراته التي أثرى بها الثقافة القبطية في زمانه.
+ صار اسمه معادلا لكلام النعمة المملح بملح الروح ؛ وميزان البنيان حسب احتياج السامعين..متوازنا في احكامه وتحليلاته ؛ ومكتشفا للباطن والظاهر لظروف زمانه ؛ صائبا في بوصلته وسط انواء وتيارات الزمان وتقلباته.
+ صار اسمه معادلا للتنوير المتاح في عصره مبادرا بالهام مستقبلي ؛ عاملا مافي وسعه ؛ وفوق الطاقة من اجل خدمة الشعب الذي اؤتمن علي خدمته..مثالا للصحو والاستقامة والضمير الحي في استثمار وزناته ؛ حسب الفكر الالهي والغيرة المقدسة ؛ مقدما الدرس في فنون الحياة وفق سيمفونية كتابية عزف علي اوتارها بمهارة اليدين.
- صار اسمه معادلًا لرجوع جسد القديس أثناسيوس الرسولي وفي عمار مواضع القديسين ودياراتهم وتطييب أجسادهم وحفظه لتذكاراتهم وزيارتها في حينها وتوقيتاتها بنشاطٍ وحرصٍ منقطع النظير 
- صار اسمه معادلا لذهبي الفم في وعظه؛ ولأنطونيوس الكبير في رهبنته ؛ ولذته بالحياة الديرية الأسبوعية ومديحه لأبي الرهبان ؛ كما ولن ينسي له تاريخ الرهبنة المعاصر الطفرات الجبارة التي عمرت وأعادت إعمار مواضع مهجورة كانت قد اندثرت لكنه أعادها بهمته وصبره وعظم غيرته 
- صار اسمه معادلًا في تكريم القديسين عندما قام بتدريس علم آباء الكنيسة ( الباترولوجي ) حيث كان يلذ له الحديث عنهم والاستفاضة في اللهج بفضيلتهم وطريقة عيشهم. وقد تمتعت بالاستفادة بتعليمه في جلسات عامة ؛ ولقاءات خاصة وممتدة حدثني فيها بعلم غزير عن الآباء الأولين ومنهجهم وسيرتهم وتطبيقاتها؛ وعن ذكرياته الممتدة في خدمة مناهج ولجنة مدارس الاحد العليا. ولا انسي ماحييت تشجيعه لسلسلة اكثوس الابائية التي اشاد بها مرارا في مجلة الكرازة التي كان يراس تحريرها بنفسه.
- صار اسمه معادلًا أيضا في شيوع محبة الأقباط لسيرة الأنبا بيشوي حبيب المسيح ؛ وللقديس أنبا رويس ؛ وللأرشيذياكون القديس حبيب جرجس وللقمص ميخائيل ابراهيم وللقمص بيشوي كامل.ولسير الآباء الرسل والسواح والنساك والشهداء والكتاب والعلماء والمدافعين والمؤرخين والشراح والمفسرين ؛ في سلاسل ذهبية حوتها كتاباته المتنوعة.
- صار اسمه معادلًا للتدشين والتكريس والتعمير الذي ما خلا منها يومًا في حبريته ؛ وقد جاهد جهاد الإيمان الحسن علي قدر طاقته وأكثر من طاقته وأكمل سعيه وخدمته بسلام وحفظ الإيمان محمولًا علي نعمة صاحب الكنيسة وربها حتي سلم الروح مقتدرًا في الأفعال والأقوال عظيمًا وعلامة في جيله وسيبقى اسمه يتكلم من جيلٍ وإلي جيل.
سيبقي اسمه معادلا للجنة العُليا للتربية الكنسية التي شرفني بعضويتها لوضع مناهجها وبرامجها ؛ وكل فاعليات مدارس الأحد بأنشتطها ودروسها لتكون رئة الكنيسة وعقلها مع المعاهد اللاهوتية المتخصصة التي بادر وأسسها.
إنه طلب فأخذ وسأل فوجد وقرع ففتح له من عند المُعطي.. الذي أقامه بطريركًا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجميلة النبيلة أم الشرفاء والشهداء، لذلك خدم حسبما لكل واحد قياس خاص حتى تتنوع الخدمة وتتورزع المواهب لأجل تكميل احتياج الإيمان 
أما شعبه الذي رعاه وخدمه سيبقى حافظًا ذاكرًا له أتعابه وأسهاره ورعايته وتعليمه، طالبًا صلواته وبركته مع كل أسلافه القديسين خلفاء مارمرقس الكاروز. اوفياء للامانة المستقيمة التي تسلمتها واودعتها..فلن ننساك انبا شنودة الثالث رئيس الكهنة.