السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

نوفايا جازيتا: المناورات تهدد قمة ترامب وزعيم كوريا الشمالية

لقاء ترامب ورئيس
لقاء ترامب ورئيس كوريا الشمالية - ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فاسيلى جولوفنين مدير مكتب وكالة تاس فى اليابان ناقش فى المقال الذى كتبه ونشرته الصحيفة، النشاط الدبلوماسى المحموم الآن حول لقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون فى سنغافورة والذى كان مقررًا فى ١٢ يونيو المقبل، ثم بشكل غير متوقع ألغى اللقاء، ثم عاد على جدول أعمال الزعيمين من جديد.
الصحيفة أكدت أن إمكانيات نجاح هذا اللقاء تتم مناقشتها عن قرب فى الأوساط العسكرية والاستخباراتية وفى وزارة الخارجية الأمريكية مع زملائهم فى كوريا الشمالية، هذه المشاورات تجرى فى ظروف بالغة السرية، وتجرى فى الجزء الشمالى من نقطة الحدود بخانموندجى بالمنطقة المنزوعة السلاح، كما وصل إلى سنغافورة فى التاسع والعشرين من شهر مايو، عدد من الموظفين الكوريين الشماليين، بصحبة أحد السكرتيرين الشخصيين للزعيم كيم جونج إن، وكان من المقرر أن يناقش مع أمريكيين وصلوا لسنغافورة خصيصًا التفاصيل الفنية للقاء التاريخى، المكان وجدول اللقاء والطعام ومشاكل الأمن، من المعروف أن كيم لم يزر فى حياته أى دولة رأسمالية، أو قريبة من الولايات المتحدة. 
ويقول الكاتب: غير أن سنغافورة أمر آخر، فهو أكيد يعرف عنها بعض الشىء فلدى الزعيم كيم سفارة هناك تمده بالمعلومات، إلا أن الولايات المتحدة تشعر بالحرية أكثر فى هذا البلد، سنغافورة، وفى مينائها من الممكن أن تلاحظ وجود الأسطول السابع الأمريكى.
هناك مبعوثون من كوريا الشمالية توجهوا كذلك رأسًا من بيونج يانج إلى نيويورك، مع التوقف لبعض الوقت فى بكين، كان على رأس الوفد نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمل الكورى كيم إن تشخول، وكما هو مفترض سيقوم بالحديث عن لقاء سنغافورة مع وزير الخارجية الأمريكى، ومن الممكن أن يحمل رسالة شخصية من الزعيم كيم للرئيس الأمريكى ترامب، الأمر بالفعل عاجل، فلم يبق الكثير من الوقت على اللقاء التاريخى فى سنغافورة، ومطالب الأمريكيين من كوريا قاسية للغاية ـ فهم يريدون خطوات واقعية سريعة لتدمير ترسانة كوريا الشمالية النووية الصاروخية، (كوريا تعتمد على أيديولوجية خاصة بها تسمى فكرة زوتشية، وتتخلص فى الاعتماد الكامل على الذات، فهم على سبيل المثال يختزلون دون الاعتماد على الفحم الحجرى كما هو معروف لأن الفحم غير متوافر فى كوريا، وكان الزعيم كيم الجد يقول: إن من اخترع صناعة الحديد بالتأكيد كانت بلاده بها الفحم متوافر، فهل نبقى بدون صناعة حديد ما دام ليس لدينا فحم حجرى؟ 
ووجدت كوريا الشمالية نفسها مخنوقة اقتصاديًا، مما دفع الرفيق كيم حسب الكاتب إلى أن يغير من لهجته، فأعلن فى يناير الماضى رغبته فى الحوار مع الدولة المكروهة بالنسبة له، وهى كوريا الجنوبية الرأسمالية، وفى لقاء الاعتراف بالذنب مع الرئيس الصينى، كان الزعيم الكورى الشمالى يسجل كل كلمة يقولها الرفيق الأكبر الصينى فى نوتة ملاحظات كان يحملها، هكذا حصل كيم جونج إن على مباركة بكين على لقائه بالرئيس ترامب، وأعرب أثناء اللقاء عن استعداده للتخلص من الأسلحة النووية، وقال: «نحن لا نحتاج السلاح النووى إذا حصلنا من الولايات المتحدة على ضمان الأمن». 
رد الرئيس الأمريكى على اقتراح كيم بحماس، وعلى خلفية هذا النجاح قررت بيوتج يانج أن تكشر عن أنيابها لبعض الوقت، لكى لا يطمع الأمريكيون أكثر من اللازم قبيل لقاء سنغافورة. 
فقد ألغت كوريا الشمالية المشاورات مع جارتها الجنوبية على مستوى الوزراء، معربة عن عدم جدوى الاتصالات فى الوقت الذى تقوم فيه كوريا الجنوبية بمناورات عسكرية مع الولايات المتحدة. ثم جاء من أعطى بيونج يانج إحساسًا بالإهانة والمتمثل فى تصريحات نائب الرئيس الأمريكى مايك بينس، والتى تحدث فيها عن أنه يجب التفاهم مع كوريا الشمالية «بالطريقة الليبية» أى كما تعاملوا مع القذافى. لكن يبدو أنهم فى كوريا الشمالية أخطأوا، فكان الرد الأمريكى هو رفع الثمن والسعى للحصول على المزيد من التنازلات، وهو طابع لدى الرئيس ترامب، فقد أعلن أمام كاميرات وسائل الإعلام إنه قرر إلغاء اللقاء المقرر فى سنغافورة مع الزعيم الكورى الشمالى، بسبب العداوت التى يبديها الرفاق فى بيونج يانج لنا، وهنا خاف الزعيم كيم جونج إن من أن ينشب نزاع جديد ومواجهة خطرة مع الولايات المتحدة واستمرار العقوبات المفروضة، فكانت تصريحات وزارة الخارجية بكوريا الشمالية، وكانت بلهجة متحفظة وتنم عن المصالحة، وترامب من جانبه كما لو لم يحدث شىء وكتب عبر تويتر إن اللقاء المقرر فى سنغافورة سيجرى فى موعده كما كان مقررًا. 
ويشير الكاتب هنا إلى وسائل الإعلام اليابانية التى قالت إن كوريا الشمالية تطلب بشدة أنه فى الستة أشهر الأولى بعد لقاء سنغافورة، سيتم تسليم الولايات المتحدة الجزء الأكبر من الرءوس النووية والصواريخ واحتياطى البلوتونيوم الذى من الممكن استخدامه فى التسليح، واليورانيوم عالى التخصيب، لدرجة أن مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى حدد المكان الذى سيخزن ما تم ذكره عاليه وهو منطقة أووك ريدج بولاية تينيسى. وسيقود عملية تحميل ونقل الصواريخ وخلافه اختصاصيون أمريكيون، ويجب السماح لهم بدخول كل المواقع الكورية الشمالية التى توصى بها الجهات الأمريكية المختصة، وفيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية فإن هذا سيكون بعد نزع سلاح كوريا الشمالية بالكامل، ومن الواضح أن هذا الشرط لا يناسب بيونج يانج، ولم يقدم حلًا وسطًا حتى الآن، ولذلك لا يستبعد المتشائمون فيما يتعلق بالنتائج، أن يفشل اللقاء ولا يتم بسبب الخلافات العميقة التى ما زالت قائمة. على أى حال اللقاء قريب وسنرى.