الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

رمضان في سوريا.. مائدة إفطار وسط الأنقاض.. حرب ومعارك ودماء ودمار وغربة وغياب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
البرازق والنهش والجرادق أشهر المأكولات.. و«المرق» و«الخرق» و«صر الورق» ثلاث مراحل يحيى بها السوريون الشهر الكريم.

الصيام فى سوريا.. جاء مع أوجاع وآلام ودموع الفراق والتشرد لمئات الآلاف من أبناء الشعب السوري الذين تركوا بيوتهم أو فارقوا أحباءهم بسبب الحرب الدائرة هناك، فشتان بين احتفالات السوريين بشهر رمضان الكريم قبل الحرب وبعدها، فعلى الرغم من مكانة الشهر الكريم في قلوبهم إلا أن أوجاعهم أصبحت تلقي بظلالها على الاحتفالات التي يحرصون عليها رغم ما يعانونه من حرب ودمار وغربة وغياب أحبابهم.
من جانبها، قالت إيمان عبدالرحمن، إحدى السوريات وصاحبة أحد المتاجر المتخصصة في بيع العبايات بأحد أحياء القاهرة: «كنا نحيي رمضان بطقوس خاصة قبل الحرب، حيث تتزين واجهات المنازل، وتتلألأ الجوامع في كل المدن بالمصابيح، وتدب حركة غير عادية في الشوارع، كما تنشط المحلات التجارية والأسواق إلى ساعات متأخرة من الليل، وتستعيد العلاقات العائلية السورية في شهر رمضان المبارك، الدفء، وأضافت: «شهر رمضان هو شهر اللمة مع العائلة بالدرجة الأولى، كما يتبادل الأقارب والجيران الزيارات والمأكولات، ويستضيف كل منهم الآخر لتناول الإفطار على مائدته».
وأضافت أن الأسرة الدمشقية اشتهرت بعمل المرطبات المصنوعة من قمرالدين والزبيب، بالإضافة إلى المقبلات بأنواعها؛ كالحِمَّص بالزيت أو السمنة وطبق الفول المدمس بالزيت مع الطرشي وشوربة العدس.
كما لا تخلو مائدة بسوريا من الحلوى الرمضانية المصنوعة من الكنافة، بالإضافة إلى البرازق والنهش، كما تظهر أرغفة المعروك وأنواع الخبز الأخرى، وينتشر باعة المرطبات بعد الإفطار، كما نحرص على الحلويات التى ارتبطت برمضان فقط، مثل الجرادق، وهو يصنع من العجين، ومنه الأسمر والأبيض، ويحمله الباعة المتجولون بأقفاص يطوفون بها الأحياء والأزقة والحارات، وينادون عليها بعبارات جميلة «يللى الهوا رماك يا ناعم.. رماك وكسّر عضامك يا ناعم.. يالله كل سنة والحبايب سالمة يا ناعم» فيقبل الناس على ابتياعها، حتى أصبح من المألوف مشاهدتهم وهم يحملون أطباقها إلى منازلهم قبل المغرب.

وحول عادات السوريين في رمضان، تقول إيمان: «جرت العادة على أن إفطار اليوم الأول عند عميد العائلة وإفطار اليوم الثاني عند أكبر أولاده سنًا، وهكذا يطلق السوريون على العشر الأُوَل من شهر رمضان «المرق» لانهماك الناس بطعام رمضان وموائده المتنوعة».
وفي بداية الأسبوع الثانى يأتي دور النساء في التهنئة، فيتبادلن التهاني من عصر كل يوم إلى قبيل الغروب، ومن خلال ذلك تدور أحاديث عن مآدب الطعام، وطرق إعداده، وقد يتعاونّ في ذلك ويتهادين أطباق الطعام، ومن النسوة من تذهب إلى المقابر لاستذكار الموتى بعد عصر اليوم الأول من الشهر، وتأخذ معها الطعام والحلوى لتوزيعها على الفقراء.
أما العَشر الوُسْطَى من شهر رمضان فيسمونها «للخِرَق» أى لشراء ثياب وكسوة العيد ولوازمه، حيث تكتظ الأسواق السورية بالمتسوقين، فتنار أضواؤها وتفتح أبوابها حتى وقت السحور وتكاد لا تفرق بين الليل والنهار في مثل هذه الأيام.
أما العَشر الأواخر من شهر رمضان فيسمونه «صر الورق» حيث تنهمك النسوة بإعداد حلوى العيد، خصوصًا المعمول المحشو بالجوز أو الفستق الحلبي.
السوريون يشكون من ارتفاع أسعار الياميش والمكسرات بسبب الريف المنهك بالحرب.. الفستق الحلبى بـ١٤ ألفا والكـاجو ١٧ ألفا.
وقد تسببت الحرب فى سوريا وما تبعها من ضغوطات نتيجة العقوبات الاقتصادية فى ارتفاع ملحوظ فى أسعار السلع الأساسية والترفيهية ولاسيما مع قرب حلول شهر رمضان المبارك.
وشهدت أسعار المكسرات في أسواق دمشق ارتفاعاّ ملحوظا، لاسيما الفستق الحلبي الذي تجاوز سعره ١٤ ألفًا والكـاجو بـ١٧ ألفًا، وهو ما فسرته وزارة التموين بغياب المكسرات عن لائحة التسعير على اعتبارها «كماليات».

وقالت نورا الخالدي، «٥٥ عاما» ربة منزل، «إن قبضة كمشة باليد من الكاجو لا تتجاوز ١٥ حبة، تعرض للبيع على الرف بـ٥ آلاف ليرة، بينما كمشة مشابهة من الفستق الحلبى يتجاوز سعرها ٤ آلاف، ينافسها كيلو الفستق العبيد بسعر ٢٠٠٠ ليرة».
وأضافت: أن البزر الأسود البلدى يعتبر الأقل سعرا فى صنف المكسرات ١٢٠٠ ليرة، منخفضًا عن نظيره الإيرانى الذى يباع الكيلو منه بسعر ١٨٠٠ ليرة.
ومن جانبه، قال محمد الرحال، إن أغلب مناطق زراعة المكسرات فى الريف الذى أصبح اليوم «منهكًا بسبب الحرب»، موضحا أن أغلب أنواع المكسرات الموجودة فى الأسواق «مستورد وهى تتبع لسعر الصرف».
وأضاف الرحال، أن المكسرات «ليست موجودة ضمن لائحة السلع التى تقوم الوزارة بتسعيرها، على اعتبارها غير أساسية، لذا فإنها تكتفى بإلزام المستوردين بتقديم بيان تكلفة وإلزام المنتجين المحليين بإيداع تكاليف الإنتاج لدى مديرية التجارة فى المحافظة المعنية على أن تكون هذه التكاليف فعلية وموقعة بخاتم المنشأة، ولا يتم تنظيم الضبط إلا فى حال تبيين مخالفة التكاليف بعد سحب عينة للدراسة».
بينما ارتفعت أسعار «المبرومة وعش البلبل والبقلاوة والبللورية» في دمشق بحلول رمضان، كما شهدت أسعار الحلويات الشرقية في أسواق دمشق ارتفاعا مع قرب حلول شهر رمضان، إذ تراوح سعرها بين ١٤ ألف ليرة و١٦ ألف ليرة، بالتزامن مع ارتفاع سعر الشوكولا أيضا، لاسيما النوع الفاخر ليصل مابين ٧٠٠٠ إلى ١٢ ألف ليرة.
ونقلت صحيفة «تشرين» المحلية عن رئيس جمعية البوظة والحلويات فى دمشق محمد الإمام قوله إن «سعر الحلويات تراوح بين ١٤ ألف ليرة للحلويات الاكسترا، أما أسعار البلورية والآسية والمبرومة فهى ١٦ ألف ليرة نظرًا لغلاء الفستق».
وأشار إلى أن «هناك حلويات بـ ٦ آلاف ليرة بالسمن الحيوانى وبالفستق الحلبى أو العجمى والمبرومة بالفستق بالسمن الحيوانى ٧٠٠٠ ليرة، والآسية بالفستق الحلبى ٦٠٠٠ ليرة، وكول وشكور ٦٠٠٠ ليرة والبقلاوة بالفستق ٦٠٠٠ ليرة، والبللورية بـ٦٠٠٠ ليرة، وعش البلبل ٤٢٠٠ ليرة وأصابع بالكاجو ٢٥٠٠ ليرة ومعمول بالفستق وبالسمن الحيوانى ٥٥٠٠ ليرة ومعمول بالجوز ٤٢٠٠ ليرة وبرازق بالسمن الحيوانى ٢٥٠٠ ليرة وعجوة بالسمن الحيوانى ٢٥٠٠ وليرة غريبة بالسمن الحيواني ٢٥.