الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أفكار خارج الصندوق لتوفير المياه.. "صيام": تكلفة اللتر الواحد 7 جنيهات.. و11 مليار م3 حجم الصرف غير المستغل لسد العجز المائي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أيام ظهر وزير الرى والموارد المائية، الدكتور محمد عبدالعاطي، معلنا عن استراتيجية مصر لمواجهة العجز المائي، والتى تضم ٤ محاور، أولها إعادة الاستخدام لتكون المياه ذات جودة عالية عبر معالجة الصرف الصحى والزراعى والصناعي، والثانى هو الترشيد من خلال تخفيض تنمية الموارد المائية، مثل تحلية مياه البحر فى تنمية المياه على سواحل مياه البحرين الأحمر والمتوسط.


وفى هذا الإطار تتطلب إعادة تدوير ومعالجة مياه الصرف بأنواعه «الزراعى والصناعي، والصرف الصحي»، العديد من المراحل لضمان تنقية المياه بما يضمن سلامة استخدامها، وهو الأمر الذى تضمنته العديد من الأبحاث والدراسات العلمية.
ولعل من أبرز الدراسات التى تحدثت عن إعادة استخدام مياه الصرف الصحى أو الصناعي، جاءت من مركز العلوم لتحديد ومعالجة المخاطر البيئية بجامعة الأزهر، والتى كشفت أهمية استخدام التكنولوجيات الحديثة فى معالجة مياه الصرف.

مياه الصرف الصحى والصناعى ما هى إلا خليط بيئى قادم من المنازل والمصانع دخلت عليه مركبات أخرى سامة وخطيرة، وهى بمثابة مغذيات للبكتريا».. بهذه الكلمات كتب الدكتور مصطفى عمارة، رئيس مركز العلوم، فى مقدمة دراسته حول معالجة مياه الصرف.
يؤكد عمارة أن دراسته ركزت على تحديد مواطن الخطورة فى ذلك المكون المائى والطرق المستهدفة من تلك التركيزات المضرة، بالإضافة إلى الأبحاث التى تجرى للإسهام فى حل مشكلة المياه الجوفية، سواء كانت ذات ملوحة عالية أو متوسطة.
ولفت الباحث إلى أن المركز أجرى دراسته لمعالجة مياه الصرف الصناعى الملوثة بالمواد الكيميائية الخطيرة باستخدام تكنولوجيا الحفز الضوئي. واعتمدت الدراسة على الطاقة الشمسية فى تطوير هذه التكنولوجيا، إذ أن العامل المحفز لكى يستجيب إلى ضوء الشمس بحيث يمكن إجراء هذه المعالجة لمياه الصرف الصناعي، اعتمادا على طاقة متجددة لكى تقل تكاليف المعالجة، وبالتالى تصبح ممكنة ويسيرة للمصانع والشركات

 ويعلق الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، قائلًا: «فى مصر نستخدم بالفعل مياه الصرف الزراعى لمواجهة العجز الفعلى للمياه، والذى يقدر بحوالى ٢٠ مليار كيلو متر مكعب فى السنة، ويتم تغطيتها بالكامل من إعادة الاستخدام». 
أما بالنسبة لتنقية مياه الصرف الصناعى فإنها مكلفة جدا وتتكلف الكثير من أجل تنقيتها وإعادة استخدامها، كما أنها تتطلب وجود معالجة أولية بعمل فلاتر للمياه داخل المصانع أولا وبعدها نتعامل معها وتنقيتها
ويشير الخبير الزراعى إلى أن الصرف الصحى هو الأسهل فى المعالجة والفلترة سواء من خلال الفلترة الثلاثية التى تصلح مع بعض المحاصيل وفى المراحل المتقدمة للفلترة، سواء الخماسية والسباعية، والتى قد تصل إلى إعادة استخدامها ومعالجتها بحيث تصلح للشرب، لافتا إلى أن بعض الفلاحين يقومون باستخدام مياه الصرف بدون معالجة الأمر الذى من شأنه التأثير على جودة المحاصيل، حيث يقوم بعض الفلاحين باستخدام مياه الصرف فى الحقول مباشرة وهو يجسد انعدام الضمير فى غياب دور القانون وتطبيقه بصرامة فى هذه الحالات.

ويقول «صيام» إن المياه المعالجة قد نستخدمها فى حالة التنقية الثلاثية أو الخماسية فى رى كل أنواع المحاصيل الزراعية، التنقية الجيدة لن تخلق أى مشكلة للثمار والزراعات، وفى الهند والبرازيل تعد من أكثر البلاد المطبقة لتجارب معالجة المياه وإعادة استخدامها، والتكلفة هى المعوق الأساسى لمعالجة مياه الصرف ويمكننا القضاء على هذا المعوق بالتطوير التكنولوجى.
وشدد على ضرورة ضخ استثمارات ضخمة لعمل شبكات مياه من أجل توصيلها للدلتا والوادى، حيث تكون المناطق الرئيسية للزراعات ومعالجة مياه البحر أقل من معالجة مياه الصرف الصحى، إذ تبلغ تكلفة اللتر الواحد من المياه نحو ٧ جنيهات وهو بالطبع أوفر، إلا أن المنظومة بالكامل وإقامة شبكات ضخمة هو ما يرفع التكلفة، الاستثمار فى الشبكات الكبرى للمياه أمر حتمى للاستفادة من تحلية مياه البحر
ولفت إلى أن مصر لديها ١١ مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحى، ومن هنا هى الأولى للاستفادة منها أكثر من الصرف الصناعى أو تحلية مياه البحر، وفى حالة تنقيتها بالكامل يمكن الاستفادة منها بشكل أمثل، بدلا من تركها لتداهم حياة المصريين حال تسربها إلى الترع والمصارف ودخولها على الزراعات.