السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خبير آثار يكشف عن طبق من الخزف بصورة سانت كاترين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى إطار حرص الدولة على إحياء الجذور للجاليات المصرية اليونانية القبرصية يكشف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري ولأول مرة عن طبق من الخزف عليه صورة سانت كاترين وعجلة التعذيب أهديت له منذ عشرون عامًا من دير سانت كاترين فى مدينة هيراكليون عاصمة جزيرة كريت فى اليونان رمزًا للصداقة المصرية اليونانية وتواصل الحضارات والثقافات بين البلدين. 
ويؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان لـ"البوابة نيوز" أن القديسة كاترين والأديرة والفنون المسيحية المرتبطة بها فى مصر واليونان هي جسرًا للتواصل الحضاري والثقافي بين البلدين وهي من عائلة نبيلة بالإسكندرية والدها كوستاس وعاشت بالإسكندرية أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس 305- 311م وتحولت للمسيحية فى ظل حكم وثنى ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره إلى خمسين حكيمًا من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل وجاءت النتائج عكسية لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى صفوف المسيحية وحذا كثيرون حذوهم وكان من بينهم أقرب المقربين للإمبراطور من رجال البلاط فلجأ مكسيمانوس لتعذيبها وأمر أن تصنع عجلات يبرز منها مسامير ورؤوس سكاكين مدببة ليضعونها فيها ولم يؤثر هذا على إيمانها ما دفع أحد الجنود لقطع رأسها. 
ويوضح الدكتور ريحان أن روايات رهبان دير سانت كاترين تشير إلى قصة ظهور جثمان القديسة كاترين بعد مضى خمسة قرون على استشهادها وأن الملائكة حملوا بقايا جثمانها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير فصعد الرهبان للجبل ليجدوا بقايا الجثمان عند صخرة بهذا الجبل الذي سمى جبل سانت كاترين يرتفع 2642م فوق مستوى سطح البحر وقد نقلت من الإسكندرية إلى هذه الصخرة بواسطة الملائكة ثم نقل الرهبان رفات القديسة من الجبل للكنيسة الرئيسية بالدير ومنذ ذلك العهد أطلق على الدير اسم سانت كاترين وقد كان يطلق عليه دير طور سيناء 
ويؤكد الدكتور ريحان أن العصر الإسلامي شهد تكريمًا لرفات القديسة كاترين وتشمل الرأس ويد واحدة وذلك تنفيذًا لعهد الأمان من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لرهبان الدير وكل مسيحيي العالم المحفوظ بالدير صورة منه وفيه أمان كامل للمسيحيين على أموالهم ومقدساتهم وأملاكهم وحريتهم الشخصية وحرية العقيدة وعدم التعدي على المقدسات المسيحية وحمايتها والمعاونة فى ترميمها والمعاملة الحسنة الطيبة للمسيحيين ودفع الأذى عنهم وحمايتهم وعهود الأمان المماثلة من الخلفاء المسلمين في كل العصور الإسلامية. 
ويضيف الدكتور ريحان أن شهرة سانت كاترين ذاعت في جميع أنحاء أوروبا خاصة بعد أن حمل سمعان المترجم الذي يتحدث خمس لغات رفات القديسة إلى منطقة الرون وترينس بفرنسا وكتب في العصر الفاطمي في القرن العاشر الميلادي كتابه (استشهاد القديسة كاترينا المنتصرة شهيدة المسيح المعظمة) وأصبح دير سانت كاترين معروفًا للجميع وتدفقت المعونات على الدير من كل حدب وصوب وانتشر تكريم القديسة كاترين ورسمت صورها في الشرق والغرب وأداة تعذيبها وهي عجلة التعذيب ولايزال بالدير حتى اليوم الكثير من صور القديسة يحيط بها مشاهد تمثل بعض أطوار حياتها واستشهادها حفظت طوال العصور الإسلامية وحتى الآن في وقت حطمت الأيقونات المسيحية في أوروبا والعالم المسيحي في الفترة من 726 إلى 843م.
ويحتفل الدير يوم 8 ديسمبر من كل عام بذكرى سانت كاترين في مظاهرة حب مصرية يونانية مستمرة.