فنانة تشكيلية رفضت التعليم الفني الأكاديمي لتُعبر بإحساسها ومشاعرها الخاصة ساعية نحو حرية التعبير، حتى التقت بأحد رواد الفن التشكيلي وهو كامل التلمساني الذي يُعتبر من الفنانين المؤثرين في هذا الوقت، فشرح لها الفن بتذوق ووجهها نحو تاريخ الفنون والفلسفة إلى جانب اتجاهات الفن الحديث، ووضعها على الطريق الصحيح.. إنها الفنانة التشكيلية إنجي أفلاطون.
وُلدت الفنانة "إنجي" عام 1924، وبعد تلقيها مراحل التعليم واتجاهها نحو الفن، رسمت العديد من اللوحات الفنية بمنتهى الصراحة والحرية التي دائمًا ما سعت نحوها، ورغم أصولها البرجوازية انحازت للطبقات الشعبية وانخرطت فى التنظيمات اليسارية السرية، وأدت الصراحة التي اتخذتها منهجا للوحاتها، إلى جانب انضمامها لتنظيم يسارى، إلى اعتقالها لمدة أربع سنوات.
وعند تأسيس حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، كأول حزب علنى لليسار المصرى، اهتمت بالمشاركة فى أنشطته بشكل عام، والأنشطة الثقافية والفنية بشكل خاص، وعقب توقيع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل.. شاركت إنجى أفلاطون فى تأسيس وإعلان "لجنة الدفاع عن الثقافة القومية"، ولم تتوقف أبدًا عن المشاركة فى كل فعاليات اللجنة، فكانت على رأس الذين وقفوا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، يوزعون بيانًا ضد أول مشاركة لإسرائيل فى المعرض، ولم تتأثر بملاحقات رجال الأمن لها آنذاك، وظلت مواظبة على المشاركة فى كل الفعاليات إلى جانب اهتمامها بعشقها الأول وهو الرسم والفن التشكيلى.
انحازت إنجى أفلاطون للشعب بمختلف طبقاته الإجتماعية، فتجولت وسافرت في مختلف المدن والقرى والنجوع المصرية حتى رسمت بالمنهج السيريالي العديد من الأعمال التي تدور حول معاناته وحياته، وعن الفلاحات، بالإضافة إلى أعمالها المُعبرة عن هيمنة الرجل على مقدرات المرأة لتثبت أن للمرأة دورًا كبيرًا في المجتمع خلال تلك الفترة، ولكن اعتقالها لم يُنسها الفن، فقد رسمت العديد من اللوحات بعدد لا حصر له تم توثيقه بمتحف خاص لعرض أعمالها.
وفي عام 2011، افتتح وزير الثقافة السابق عماد أبو غازي متحف الفنانة إنجي أفلاطون الدائم، وذلك في قصر الأمير طاز، حيث استقبله العالم كله بترحيب شديد وشغف وذلك لمكانة الفنانة عند كل الفنانين التشكيليين، والمعرض يقوم بعرض 60 لوحة من أعمالها على أن يقوم المنظمين والمسئولين بتغيرهما كل فترة، هذا إلى جانب فيلم توثيقي لعرض مشوارها الفني على الزائرين باستمرار.
وتأكيدًا على الدور الفعال الذي يلعبه متحف إنجي أفلاطون وما قدمته هذه الفنانة من تغيير الفِكر، قرر مجلس إدارة اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف، منذ أيام، منح متحف إنجي أفلاطون بمنطقة السيدة زينب، متحف العام في فئة التواصل المجتمعي.
