السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شاعر الإسماعيلية: "الغربة" أبعدتني عن الشعر.. وثورة يناير دفعتني للعودة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قد يندثر إبداع مبدع بالكامل ويطويه النسيان، لذا فإن ما تقوم به مؤتمرات الأدباء من توثيق بعض التجارب والشهادات للمبدعين من الكتاب والشعراء يعد ضروريا للحفاظ على تراثنا الأدبى والشعري.
وهذا ما فعله مؤتمر أدباء إقليم القناة فى دورته الحادية والعشرين، من تسليط الضوء على شاعر من أبناء الإسماعيلية وإقليم القناة، وهو الشاعر حسن عبدالشافى، والذى يصب فى آخر الأمر فى بقاء تجارب لهؤلاء المبدعين، وحتى تكون قيد البحث والتلقى، وليتعلم منها الأجيال المقبلة.
ويسرد الشاعر حسن عبدالشافى بداياته فى مرحلة الطفولة، والتى كانت تخلو من أى أمر يدل على أنه سيأتى يوما ليكون شاعرا محبا للأدب، قائلا: «كانت طفولتى، ذلك الطفل الشقى الذى يرتاد السينمات وملاعب كرة القدم، ويعتدى بالضرب على أقرانه لطول قامته، وهى المشاكل التى جعلت أبى يأخذنى لمكتبة البلدية بطنطا، حيث كنا من المهاجرين بعد حرب ١٩٦٧، وذلك حتى أبتعد عن الشارع، وهذا ما جعل القراءة تأخذنى من كل شىء، وبعد أن عرفت طريق القراءة تركت من أجلها الشلة ولعب الكرة، وانغمست فى قراءة كل المجالات، ثم بدأت فى كتابة الخواطر».
وتابع «عبد الشافى»: بعد عودتنا للإسماعيلية، بعدما انتهت حرب ١٩٧٣، كان لا صديق لى وقتها بعد رجوعنا إلا السينما، حتى بداية الثمانينيات، إلى أن علمت أن هناك نشرة تحت اسم «شموع»، تصدر من خلال اللجنة الثقافية بنادى شهداء الرياضي، بطريقة «الأوفست ماستر»، وكان المشرف عليها شاعران، هما إبراهيم خليل، وغريب موسى، وتجمع حولها كثير من شعراء هذا الجيل، ومن هو أصغر منى عمرا من الزجالين والكتاب والشعراء.
ويضيف: «عقدت صداقة قوية مع جميع من كان فى هذه النشرة، واستمر إصدار هذه النشرة لعددين متتابعين، وكان مخرج المجلات الراحل، محمد رمضان على، مخرج أغلب نشرات ومجلات «الماستر»، التى انتشرت فى ذلك الوقت، كما أخرج مجلة شهرية لمديرية رعاية الشباب بالإسماعيلية، تحت إشراف ربيع العناني، مسئول النشاط الثقافى بالإسماعيلية، واتفق معنا على عمل ندوة أسبوعية بمركز الشباب فى الإسماعيلية فى صالون يسمى «صالون المواهب»، الذى خرج منه الكثير من الشعراء والأدباء والمثقفين بشكل عام، وظلت هذه الندوات تقام، حتى توقف إصدار مجلة «الشباب والرياضة»، وتوقف معها صالون المواهب، الذى كان متنفسا للعديد من المبدعين، فقمنا بإصدار مجلة «الأرض» على نفقتنا الخاصة، وأصدرنا منها ٤ أعداد على مدى عام ونصف العام».
واستطرد «عبدالشافى»: «بعد أن ذهب الكثير من الأدباء والشعراء لأداء الخدمة العسكرية، توقفت تماما الندوات الأدبية، وكانت تقام على استحياء، ولم يعد موجودا غير ندوة نادى الأدباء وبعض الندوات التى كانت تعقد بقصر ثقافة الإسماعيلية، ولم يكن قد ظهر بعد مشروع النشر الإقليمي، وانفرط عقد الأدباء، وانشغل كل منا بلقمة العيش بعد إنهاء الخدمة العسكرية، وسافر الكثير من جيلى فى الحركة الأدبية بالإسماعيلية، وكنت من ضمنهم».
وتابع «عبدالشافى»: «قضيت فى الغربة ما يقرب من ٢٥ عامًا متوقفًا عن الكتابة فى الشعر، لأسباب تتعلق بوظائف مرهقة نفسيًا وبدنيًا توليتها فى الغربة، رغم أن جميعها كانت تتعلق أو قريبة بشكل ما من اهتماماتى الأدبية، كما أن الإرهاق النفسى الذى زرعته الغربة فى داخلى جعلنى أبتعد عن الإبداع السليم، وبالتالى لم تعد توجد لى قصائد تذكر خلال هذه الفترة، إلا أن أحلامى تظل مؤجلة ولا موعد نهائى لها.
وأوضح عبدالشافى أن ثورة ٢٥ من يناير بعد قيامها كانت دافعًا للعودة ولو على استحياء، ولكن عند عودتى لمصر بشكل نهائى فى أواخر عام ٢٠١٦، وإصرارى الفردى على التواصل مع الجيل الحالى من أدباء بلدي، والبحث عن ما تبقى من أصدقائى القدامى، دفعنى الأمل أن يكون هناك حراك داخلى للعودة، وتطوير تجربتى الشعرية، مضيفا أنه لديه عدد قليل من شعر العامية، ويفكر فى إصدار ديوان بعنوان «قصائد للذكرى فقط».