السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أوسم وصفي يٌعرف "قوة الغضب"

الدكتور أوسم وصفى،
الدكتور أوسم وصفى، أستاذ الطب النفسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرّف الدكتور أوسم وصفى، أستاذ الطب النفسى، كبت الغضب، بأنه ليس الشعور بالغضب أو عدم التعبير عنه، موضحًا أن هذا قد يسمى «كظم الغيظ»، أما كبت الغضب فهو أعمق وأسوأ من ذلك بكثير، فهو عدم الشعور بالغضب أصلًا.
وقال «وصفي»: إن هذا ينتج من دفاع نفسى غير واعٍ نمارسه منذ الطفولة خوفًا من الغضب أو من التعبير عنه، وهذا الدفاع اللاوعى يبنى حاجزًا بين رد الفعل الفسيولوجى والإدراك الشعورى النفسى للغضب، وفى هذه الحالة تؤدى فكرة ما إلى إفراز هرمونات الغضب، التى تنتج رد الفعل الفسيولوجى الكامل للغضب، غير أن الإنسان لا يعيه نفسيًا، أى لا يشعر وجدانيًا بأنه غاضب، بينما يظل الغضب يعمل فى جسده.
ووفقا لـ»وصفي» تكمن الخطورة فى أن الإنسان عندما لا يدرك الغضب، فإنه لا يصنع شيئًا حياله، فلا يفحص الأفكار التى أدت إليه، ولا يتعامل مع المواقف التى أنشأته، وهكذا تظل هرمونات الغضب تعمل فى الجسم وتضغط عليه فسيولوجيا بلا نهاية، ما يتسبب فى حدوث الأمراض واضطرابات جسدية ونفسية، ولذلك يوصف من يكبت الغضب بأنه «ينفجر من الداخل». ويتابع الدكتور أوسم: «إن أغلب الناس لا يمارسون الغضب المنفجر كثيرًا لما له من أضرار على مصالحهم وعلاقاتهم. كما أن أغلب الناس لا يمارسون كبت الغضب بالمفهوم الحقيقى للكبت. فالناس يمارسون ما يسمى بالعنف السلبى. وللعنف السلبى صور متعددة، فمنها ما هو بسيط وغير مؤذٍ، مثل القطيعة والخصام والتجاهل من دون إبداء الأسباب، أو التأخر عن المواعيد من دون سبب وجيه، أو التأجيل والتسويف، أو ربما نسيان أشياء مهمة متعلقة بالشخص مثل عيد ميلاده أو تواريخ مهمة خاصة به. ولكن هناك من العنف السلبى ما هو مؤذ وعنيف نسبيًا، مثل اللوم والاتهام المستمر والنميمة وتشويه الصورة أمام الآخرين، أو ربما الوشاية والمكائد التى تلحق ضرر حقيقى بالآخرين فى أعمالهم وعلاقاتهم».
ويوضح أن «الخطير فى العنف السلبى هو أنه يتحول أيضًا إلى أسلوب حياة أو اضطراب فى الشخصية لا يشعر به صاحبه، ولكنه يؤدى بالتدريج إلى إفساد حياته كلها عندما تدخل المرارة والكراهية إلى نسيج شخصيته بصورة عامة، ولا يسهل التخلص منها فيما بعد».
الرجل والمرأة والغضب 
يكشف «وصفي» عن أن المرأة أكثر صبرًا من الرجل، فالرجل أكثر احتمالًا للأوضاع الضاغطة المستمرة، لكنه أكثر استجابة للاستفزاز من الضغوط الحادّة، ورغم أن الرجل سريع الغضب، فإنه يعود إلى حالته الطبيعية بسرعة أكبر، أما المرأة فهى لا تغضب بسرعة، لكنها تظل فى هذه الحالة فترة أطول.