الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

يوم مع الأبطال في مستشفى العريش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على أرضها ترجل الأنبياء، وبين جبالها ووديانها سكنت الحكمة منذ آلاف السنين‏، إنها سيناء التي مشى على أرضها أبو الأنبياء إبراهيم ليعلم البشرية كلها معنى الإيمان‏، ولامستها أقدام المسيح عيسى مع أمه البتول مريم لينشر بذور الحب والسلام، وفوق رمالها المقدسة مرت جيوش الصحابة، فى زحفهم نحو أفريقيا حاملين مشاعل نور التوحيد.

إنها سيناء أرض البطولات والأمجاد والعزة والكرامة، بوابة مصر الشرقية التى تثبت دومًا أن المقاتل المصري خير أجناد الأرض، تتوالى على رمالها حكايات البطولة والفداء والتضحية.

وها هي قواتنا المسلحة تخوض من جديد معركة العزة والكرامة ضد من أرادوا بمصر وشعبها شرا، ضد القتلة الفجرة الذين يستبيحون الدم والأرض ويتاجرون بالدين، لكن هيهات أن يحدث ذلك فلشعب مصر جيش يحميه، ولأرض مصر أسود تدافع عنها، وأبدًا لن يستطيع أحد أن ينال منها.

«البوابة نيوز»، كان لها شرف معايشة أسود سيناء على الجبهة، لنروي لكل مصري يحب وطنه بطولات وتضحيات أبنائه، وماذا يفعل هؤلاء الأبطال من أجلنا ومن أجل مصر؟، وكيف يتحملون الصعاب والشدائد من أجل دحر الإرهاب ودك حصونه.

بطولات وقصص ترويها «البوابة نيوز» يوميًا لقرائها الأعزاء من على «الجبهة» من أرض الشرف والكرامة، ليعرف الجميع حجم التضحيات المبذولة على أرض سيناء، وليعرف الجميع أن سيناء هي أشرف ساحات النضال والتضحية وأن رجال القوات المسلحة يؤكدون أنهم ماضون بكل عزيمة وإصرار لاجتثاث جذور الإرهاب والتطرف، واستعادة البناء والاستقرار والتنمية في كل ربوع مصر.

يوم مع الأبطال في مستشفى العريش..

قائد المستشفى: اطمئنوا أبطال القوات المسلحة والشرطة يسيطرون على سيناء نستمد قوتنا ومعنوياتنا المرتفعة من المصابين

أحد المقاتلين: سيناء ملك لنا وسنطهرها من القتلة تجار الدين


ونحن في العريش مدينة الصمود والبطولات، كان لا بد وأن نزور من سالت دماؤهم على أرض الفيروز من أجل مصر والمصريين؛ كان لا بد أن ننال شرف لقاء مصابي العمليات العسكرية.

هؤلاء المصابون الذين واجهوا أذناب الإرهاب الأسود ووقفوا لهم بالمرصاد بعد أن أبوا أن تدنس أقدام القتلة الفجرة أرض النصر والعزة.

ذهبنا إلى مستشفى العريش لنلتقي بالأبطال، ومنذ الوهلة الأولى أدركنا أننا في صرح طبى يسير وفق قواعد ونظم صارمة ويفتح أبوابه لتقديم خدمات طبية على أعلى مستوى، ولنتعرف على تفاصيل الزيارة.


قائد المستشفى يتحدث:

في البداية التقينا قائد ثان - المستشفى، حيث أكد أن المستشفى مجهز بأحدث المعدات والأجهزة لاستقبال جميع الحالات المصابة، كما أنه يقوم بدواعي إنقاذ الحياة وكافة العمليات التخصصية التي تحتاج إلى مهارة طبية فائقة لتحقيق الأمن الطبي في كافة الاتجاهات، مشيرًا إلى أن المستشفى به غرف للعمليات وأخرى لكافة التخصصات علاوة على ٢٠٠ سرير.

وأضاف القائد، أن جميع من يعملون بالمستشفى يستمدون ويأخذون قوتهم وحالتهم المعنوية المرتفعة من المصابين على عكس ما يعتقد الجميع؛ لافتًا إلى أن المصاب يترك غرفته رغم ألمه ليذهب إلى غرفة زميله ليطمئن عليه، مؤكدًا أنه لو تواجدت هذه الروح المعنوية في كافة القطاعات لتغير الوضع في مصر كثيرًا.

وأكد القائد، أن المستشفى يعالج معظم الإصابات التي تأتى إليها ويقوم بتحويل ما يصعب منها إلى مستشفيات أخرى، مشيرًا إلى أنه يتم التعاقد مع بعض الأطباء المدنيين كما يتم عقد دورات تدريبية لرفع كفاءة الأطباء وهيئة التمريض لمواكبة التطور الطبي.

وأكد القائد، أن جميع المؤشرات تؤكد نجاح العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، لافتا إلى أنه منذ بدء العملية لم ترد إلى المستشفى إلا إصابات بسيطة مما يدل على عدم قدرة الإرهابيين على الاستمرار في المعركة، مشيرًا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة تتواصل دائمًا مع إدارة المستشفى وتوفر لها كافة الإمكانيات وللاطمئنان على الحالة الصحية للمصابين باعتبار أن الفرد هو أهم عنصر ومقوم من مقومات الجيش المصري.

وأضاف القائد، أن المستشفى يستقبل إصابات مختلفة بين سطحية وإصابات المخ والأعصاب التي تعد أكثر خطورة، مؤكدًا انخفاض عدد الحالات المصابة ونوعية الإصابة ودرجة الخطورة منذ بداية العملية العسكرية، وأن المستشفى في أعلى جاهزيته لأى أحداث طارئة ونقل أي مصابين من أي مكان بأحدث الطرق.

ووجه القائد رسالة إلى الشعب المصري قال فيها: اطمئنوا: أبطال القوات المسلحة والشرطة يسيطرون على سيناء، ونحن نؤدى دورنا معهم ونجتهد في ذلك قدر المستطاع ومستعدون لأى طوارئ لتحقيق الأمن الطبي لكل فرد على أرض العريش.


لقاء الأبطال..

صف ضابط من أبطال سيناء الذين يرابطون على أرض سيناء كالأسود، قال: إنه أصيب فى إحدى المداهمات لمنطقة جهاد أبو طبل برصاصة في كتفه اليسرى، لافتًا إلى أنه سيخرج خلال ٢٤ ساعة لاستكمال مهمته في تطهير سيناء من القتلة الإرهابيين.

وأضاف البطل، أنه تلقى العلاج في مستشفى العريش، مشيدًا بمستوى الخدمات والإمكانيات الموجودة في المستشفى، مشيرًا إلى أن قادة القوات المسلحة يطمئنون أولًا بأول على المصابين وعلاجهم وأنهم يطالبون بتقديم خدمة علاجية متميزة لهم.

ووجه البطل رسالة إلى المصريين قال فيها: سيناء ملك لنا ولن نتركها للإرهاب وسنطهرها من هؤلاء القتلة تجار الدين.

وقال بطل آخر من أبطال سيناء، وهو مجند من محافظة سوهاج: إنه أصيب بطلق ناري في القدم اليسرى بعد تبادل لإطلاق النيران مع مجموعة من الإرهابيين في إحدى مناطق شمال سيناء، مشيرًا إلى أنه يتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يمن عليه بالشفاء العاجل ليعود إلى زملائه ويحمل سلاحه ويستكمل معهم العملية الشاملة حتى تتوضأ سيناء من الإرهاب.

وأضاف البطل أن المستشفى يقدم كل سبل الرعاية الصحية للمصابين، لافتًا إلى أنه لم يخبر أهله بإصابته حتى لا يشعروا بالقلق، وليتأكدوا أن ابنهم بطل من أبطال سيناء وابن من أبناء مصر الذين يضحون من أجلها.

وأقسم البطل على أنه سيثأر لزملائه الشهداء ولكل من سالت دماؤه على أرض سيناء الطاهرة، لافتًا إلى أن قائد الجيش هاتفه تليفونيًا للاطمئنان على حالته الصحية فطلب منه الاستمرار في خدمته في سيناء بعد أن يتماثل للشفاء ولحين أن تنتهى العملية الشاملة وتخلص مصر من الإرهاب.


طاقم تمريض على أعلى مستوى ..

كما التقينا مع طاقم التمريض بالمستشفى الذى شهد له الجميع بالكفاءة والمهارة العالية.

إحدى الممرضات قالت: المستشفى يقدم أفضل سبل الرعاية للمصابين، ويعمل على توفير كافة السبل لعلاجهم.

وعن أصعب الحالات التي دخلت المستشفى قالت: إن أصعب حالة كانت مصابة بطلق ناري في الرأس وتم إسعافها وعلاجها حتى تماثلت للشفاء.

وأضافت ممرضة أخرى، أنها تتمنى أن تعود الأوضاع لسيناء لما كانت عليه من أمن واستقرار، مشيرة إلى أن حرية الحركة أصبحت مقيدة نظرًا للظروف التي تمر بها سيناء من جراء مواجهة العمليات الإرهابية، وأن أهالي العريش كانوا يعيشون فى أفضل حال وستعود الأوضاع إلى ذلك بعد انتهاء العملية الشاملة سيناء ٢٠١٨ ؛ قائلة: لولا وجود القوات المسلحة وتوفيرها للمواد الغذائية لازدادت الأوضاع سوءا.

ممرضة ثالثة قالت: نعمل بكل طاقتنا لإنقاذ حياة أي مصاب يدخل المستشفى ونبذل قصارى جهدنا في أداء مهامنا الموكلة إلينا، مشيرة إلى أنها متفائلة بنجاح العملية العسكرية سيناء ٢٠١٨، وأن تخلص مصر من الإرهاب حتى يعود الأمن والأمان والاستقرار إلى أرض الفيروز.


إسعاف تحت الطلب..

عبدالحليم الدردير، مسعف بهيئة الإسعاف المصرية من محافظة المنوفية، طلب نقله إلى سيناء، ليشارك أبطال أرض الفيروز تضحياتهم من أجل مصر.

عبدالحليم أول مسعف وصل إلى موقع حادث مسجد الروضة الذى راح ضحيته مئات المصريين، أكد أن الإسعاف وكافة قطاعات الصحة بسيناء تعمل كمنظومة واحدة من أجل إنقاذ حياة المصاب بأقصى سرعة؛ لافتا إلى أنه بمجرد وصول البلاغ نتحرك فورًا ونكمل سماع البلاغ في سيارة الإسعاف حرصا على حياة المصاب.

وأضاف عبدالحليم، أنه بعد نقله إلى سيناء شعر أنه يقدم رسالة سامية بمشاركته مع أبطال سيناء فيما يقدمونه من أجل مصر في معركتها ضد الإرهاب.

ولفت عبدالحليم، إلى أنه يتعرض هو وزملاؤه لإطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف، لكنهم يواصلون مهامهم رغم الظروف الصعبة قائلا: «نفسى أحارب مع الرجال الأبطال».