الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

الشبكات الاجتماعية تحظر وتحذف الحسابات التى تروج للعبة "الحوت الأزرق"

الحوت الأزرق
الحوت الأزرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلق عدد من الجهات المصرية، حملة على منصات التواصل الاجتماعى لتحذير الأطفال والمراهقين من العنف الإلكترونى و«التنمر» على خلفية الحوادث النابعة من لعبة «الحوت الأزرق».
وأوضح المجلس القومى للطفولة والأمومة فى وزارة الصحة المصرية، التى بدأت هذه الحملة، أنها تحمل الهاشتاج «#أنا_ضد_التنمر» وتأتى فى إطار «برنامج التوسع فى الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر»، الذى تنفذه اليونيسيف ويموله الاتحاد الأوروبي.
«تحدى الحوت الأزرق» وهى لعبة متاحة على شبكة الإنترنت، فى معظم البلدان، وتتكون اللعبة من تحديات لمدة ٥٠ يوما، وفى التحدى النهائى يطلب من اللاعب الانتحار، ومصطلح «الحوت الأزرق» يأتى من ظاهرة حيتان الشاطئ، والتى ترتبط بفكرة الانتحار، ويشتبه فى كونها أصل عدد من حوادث الانتحار ولا سيما فى صفوف المراهقين. تجتاح معظم مدن العالم موجة ذعر حقيقية من لعبة «الحوت الأزرق» الخبيثة الموجهة للأطفال والمراهقين والتى تدفعهم للانتحار وفق عبث نفسى خبيث جدا. وترتفع الأصوات مجددًا لمطالبة الجهات المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الشأن. بدأت لعبة «الحوت الأزرق» فى روسيا عام ٢٠١٣ مع F٥٧ بصفتها واحدة من أسماء «مجموعة الموت» من داخل الشبكة الاجتماعية «فكونتاكتي»، ويُزعم أنها تسببت فى أول انتحار فى عام ٢٠١٥. عرفت لعبة الحوت الأزرق فى روسيا عام ٢٠١٦ استخدامًا أوسع بين المراهقين بعد أن جلبت الصحافة الانتباه إليها من خلال مقالة ربطت العديد من ضحايا الانتحار بلعبة الحوت الأزرق، وخلق ذلك موجة من الذعر الأخلاقى فى روسيا. أخذت لعبة «الحوت الأزرق» اسمها من الملاحظات الكثيرة لارتماء الحيتان على الشواطئ، ويقول البعض إن هذه الحيتان تقوم «بالانتحار» طوعا غير أن أصل هذه الظاهرة لا يزال محط جدل.
وتتكون لعبة «الحوت الأزرق» من سلسلة من ٥٠ تحديا يُقدَّم للاعب من قبل «الجارديان» (وتعنى «الوصى أو الولي»)، وهى تحتاج للاتصال عبر الإنترنت. وينبغى على اللاعب إرسال صورة أو فيديو يدل على إتمام المهمة لكى يتابع إلى التحدى التالي. ورغم عدم ظهور بعض التحديات على أنها مؤذية كرسم الحوت على ورقة أو الاستماع إلى موسيقى حزينة فى الليل، فإن بعضها الآخر تثير الكثير من القلق وهى غير حميدة إذ تدعو إلى الضرب والخدش، والأسوأ من هذا كله هو التحدى الأخير الذى يدعو إلى الانتحار.
تستند اللعبة على العلاقة بين المنافسين (كما يطلق عليهم أيضا اللاعبون أو المشاركون أو الإداريون)، حيث تنطوى على سلسلة من الواجبات التى تُعطى من قبل المشرفين مع حث اللاعبين على إكمالها، خاصة أن هناك مهمة واحدة فى اليوم الواحد، إلا أن بعض هذه المهام ينطوى على تشويه الذات وإيذائها، والملاحظ أن بعض المهام التى تُعطى يوميًا لفئة من المستخدمين لا تُعطى للبعض الآخر إلا بعد يومين أو ثلاثة أيام، وفى الختام تعطى المهمة الأخيرة ويطلب من المتحدى الانتحار، وتتنوع المهام المعطاة بين الجيد والسيئ والمباح والخطر وغير ذلك من التعليمات التى تتنوع لتنتهى بطلب الانتحار.
وقد تم الإبلاغ عن عدد من الحالات المنتحرة فى مصر أشهرها نجل البرلمانى حمدى الفخرانى وقد بدأ البرلمان فى مناقشة سن تشريعات لمعاقبة المتورطين فى هذه النوعية من الجرائم الإلكترونية. وفى تونس انتحر ٧ أطفال وأصدرت المحكمة الإبتدائية بسوسة حكما يقضى بحجب لعبة «الحوت الأزرق» و«لعبة مريم» فى تونس، وكلفت الوكالة التونسية للإنترنت باتخاذ الإجراءات اللازمة.
أما فى روسيا فكانت السلطات الروسية تُحقق فيما يقرب من ١٣٠ قضية منفصلة تتعلق بحالات مشكوك فى صلتها باللعبة، وفى شهر فبراير قام طفل يبلغ من العمر ١٥ عاما بإلقاء نفسه من عمارة بعلو ١٤ طابقا فى مبنى فى إيركوتسك بسيبيريا وذلك بعد الانتهاء من المهام الخمسين المرسلة إليه، كما قام زميله (يبلغ من العمر ١٦ سنة) بنفس العملية، وقد تركوا رسائل على صفحتيهما على مواقع التواصل الاجتماعى تُفيد بأن للانتحار علاقة باللعبة. وفى نفس الشهر قام شاب آخر يبلغ من العمر ١٥ عاما أيضا برمى نفسه من شقة عالية فى مدينة كراسنويارسك، لكن هذه المرة لم يُفارق الحياة بل تعرض لجروح وإصابات حرجة تسببت فى إدخاله للمستشفى.
فى ١١ مايو ٢٠١٧ ذكرت وسائل إعلام روسية أن فيليب بودكين مطلوب للعدالة بتهمة «تحريض المراهقين على الانتحار»، وكان بوديكين قد وصف ضحاياه «بالنفايات البيولوجية» مدعيا أنه يُحاول «تطهير المجتمع». وقد تم إلقاء القبض عليه فى وقت لاحق وتم الزج به فى سجن سانت بطرسبرج بسبب العديد من التهم على رأسها «تحريض ١٦ فتاة على الأقل على قتل أنفسهن».
وقد اتخذت الشبكات الاجتماعية بعض الإجراءات للحد من انتشار مخاطر هذه اللعبة ولتوعية المراهقين خصوصا من أجل تفادى الوقوع فى فخ الانتحار:
وقررت الشبكة الاجتماعية الروسية «فكونتاكتي» منع اللاعبين المسجلين باللعبة، وهى ملتزمة بحظر وحذف الحسابات التى تروج للعبة.
ومن ناحيتها قامت «إنستجرام» ببرمجة رسالة أوتوماتيكية تظهر عندما يتم البحث عن بعض الكلمات المفتاحية ذات الصلة باللعبة فى شريط البحث. كما توجد أيضا بعض المبادرات الفردية لمواجهة هذه اللعبة فقد تم مثلا ترويج وسم PinkWhaleChallenge# (#تحدي_الحوت_الوردي) يتم فيه نشر ٥٠ تحديا حميدا وغير مؤذٍ من قبيل تقديم خدمة للآخرين أو مشاهدة الفيلم المفضل كبديل عن اللعبة المميتة. كما يقوم بعض مستخدمى الإنترنت بإنشاء صفحات تحتوى على رسائل توعية وشهادات من أناس كانوا على وشك فقد حياتهم جراء هذه اللعبة.