رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

دول أوروبية تطرد دبلوماسيين روس تضامنًا مع بريطانيا

ضابط المخابرات الروسي
ضابط المخابرات الروسي المتقاعد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على الرغم من نفي روسيا اتهامات لندن بشأن علاقة موسكو بمحاولة قتل ضابط المخابرات الروسي المتقاعد (عميل مزدوج) سيرجي سكريبال (66) عاما وابنته يوليا (33) عاما في في مدينة سالزبوري البريطانية يوم الأحد الموافق 4 مارس الجاري، باستخدام غاز الأعصاب، إلا أن عددا من الدول الغربية قرر أمس "الإثنين" طرد دبلوماسيين روس لديها على خلفية اتهام بريطانيا لروسيا بمحاولة اغتيال سكريبال، وذلك في خطوة تضامنية مع لندن ضد موسكو.

وتأتي عملية الطرد الجماعي لعشرات الدبلوماسيين الروسي في 14 دولة أوربية وسط أجواء وصفها الخبراء باستعادة الحرب الباردة بين بريطانيا وروسيا والتي بدت تلوح في الأفق، خاصة بعد إعلان بريطانيا مؤخرا، طرد 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها وتعليق الاتصالات رفيعة المستوى مع روسيا وتجميد أصول الدولة الروسية في بريطانيا وتشديد إجراءات التفتيش الجمركي وتفتيش الطائرات الخاصة وذلك ضمن حزمة إجراءات وعقوبات سياسية واقتصادية بحق موسكو.

وشملت الدول التي قررت طرد بلوماسيين روس، في تحالف أوربي أمريكي، تضامنا مع بريطانيا، كلا من أمريكا، كندا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، الدنمارك، هولندا، لاتفيا، ليتوانيا، التشيك بولندا، بريطانيا، إستونيا.

وجاءت عمليات الطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس وسط أنباء ترددت بقوة بأن الأمم المتحدة تدرس حاليا طرد دبلوماسيين روس، حيث وصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، قرار طرد 12 دبلوماسيا روسيا من مقر الأمم المتحدة بأنه خطوة غير صديقة، وقال "إن ذلك يدعو للأسف، إنها خطوة غير صديقة للغاية، لقد أبلغونا أنه سيتم طرد دبلوماسيينا، وأنه سيتعين عليهم المغادرة قبل 2 أبريل، وأضاف: "نحن لا نكشف عن أسماء الدبلوماسيين لدواع أمنية".

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن روسيا تعرب عن احتجاجها الشديد على اتخاذ عدد من الدول الغربية قرارات حول طرد دبلوماسيين روس على خلفية قضية سكريبال، وجاء في بيان الوزارة " نعرب عن احتجاجنا الشديد بسبب اتخاذ إجراءات من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والناتو بقرار طرد الدبلوماسيين الروس".

وأعلن المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن روسيا تأسف على قرار عدد من الدول الغربية بطرد الدبلوماسيين الروس على خلفية قضية سالزبوري.. وقال "نحن نأسف كثيرا على اتخاذ هذه القرارات، ونحن أكدنا مرارا أن روسيا لا علاقة لها بهذه القضية".

وتابع: "سيتعين علينا دراسة الوضع القائم إثر إعلان عدد من الدول طرد دبلوماسيينا، وسنبحث الوضع بشكل أساسي عبر وزارة الخارجية، وبعد ذلك ستعرض على الرئيس مقترحات حول الخطوات المقبلة والتي سيراعى فيها الرد بالمثل".

ودعا المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في وقت سابق، إلى ترجيح العقل بشأن التعامل مع القضية التي أحدثت ضجة في مدينة سالزبوري البريطانية، مشيرا إلى أن موسكو لم تر أي دليل من لندن لدعم ادعاءاتها بأن روسيا كانت وراء محاولة اغتيال جاسوس روسي سابق وابنته في بريطانيا.. وقال بيسكوف "لنتعامل بشكل ما برجاحة العقل أولا، لنتوقع دليلا من بريطانيا علي أن التصريحات الصادرة عن لندن تمثل بشكل ما أساسا على أرض الواقع".

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو مستعدة للتعاون مع بريطانيا في التحقيق في قضية سكريبال في حال مراعاة لندن لكل العمليات الضرورية في مثل هذه الحالات وفق معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.

من جانبه، قال وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، أمس الإثنين، إن قرار الطرد الجماعي لدبلوماسيين روس من عدد من الدول هو الأكبر في التاريخ، وصرح جونسون في تغريدة على "تويتر"، بأن الرد الدولي الاستثنائي من قبل حلفائنا يعد أكبر طرد جماعي لضباط مخابرات روسية (في إشارة للدبلوماسيين) في التاريخ على الإطلاق، موضحا أن طرد الروس سيساعد في حماية الأمن المشترك لبريطانيا والدول المتضامنة معها، مشددا في الوقت ذاته على أن روسيا لا تستطيع خرق القواعد الدولية مع الإفلات من العقاب.

وقال جونسون، في تصريحات صحفية سابقة لقناة "بي بي سي" الإخبارية، إن خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية "OPCW" سيعاينون أدلة في حادثة تسميم جاسوس روسي ببريطانيا في مختبر دولي، مؤكدا أن بريطانيا لديها أدلة تثبت شروع روسيا في استخدام غاز الأعصاب "نوفيتشوك" وتخزينة بغرض تنفيذ الاغتيالات.

وقد نالت بريطانيا، دعما من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في هذه القضية التي ينفي الكرملين أي ضلوع لموسكو فيها، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "موسكو لا تقبل الاتهامات، التي لا أساس لها والتي لم يتم التحقق منها، ولغة الإنذارات"، كما اعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أن روسيا تقف على الأرجح وراء تسميم العميل المزدوج الروسي السابق، وكتب توسك في حسابه على تويتر "أعبر عن تضامني الكامل مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بعد الهجوم الوحشي الذي نفذ بإيحاء على الأرجح من موسكو".

بدوره، أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، في وقت سابق، أن الكرملين لا يعلم ما هي الأدلة التي قدمتها لندن لدول الاتحاد الأوروبي بخصوص قضية سكريبال، لأنه لم يتم تقديمها لموسكو، وقال بيسكوف "نحن لا نعلم ما هي البيانات التي اعتمد عليها الجانب البريطاني، عندما بحثوا موضوع سكريبال مع زملائهم في الاتحاد الأوروبي، كما أننا لا نعلم ما الذي قبله زعماء الاتحاد الأوروبي عندما تحدثوا عن دعم بريطانيا، وذلك لأن الجانب الروسي للأسف لا يملك إمكانية للحصول على أية معلومات من المصدر الأولي حول هذه القضية".

ووصف وزير الدفاع البريطاني جافين ويليامسون، طرد دبلوماسيين روس من دول عديدة بأنه رسالة قوية إلى الكرملين.. وقال أمس الإثنين، خلال زيارته للعاصمة الإستونية تالين، "إن دعم العديد من الدول لبلاده يعد بمثابة هزيمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، لافتا إلى أن العالم اتحد خلف الموقف البريطاني وهذا انتصار عظيم – على حد قوله.

وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، رجحت أن البلدان التي تنتج غاز "نوفيتشوك" السام، قد تكون بريطانيا ذاتها أو سلوفاكيا أو جمهورية التشيك أو السويد أو ربما الولايات المتحدة، مؤكدة أن روسيا، ومن قبلها الاتحاد السوفيتي، لم يطورا أية مادة كيميائية تحت اسم "نوفيتشوك".

وفي استعادة لأيام الحرب الباردة، أفاد وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون، في وقت سابق، أن بلاده تستعد لنصب رادار جديد في إحدى جزر شتلاند الاسكتلندية، بهدف مواجهة التهديد الداهم والفعلي من روسيا وأيضا بأنه يجري بناء المنشأة الجديدة التابعة لسلاح الجو الملكي لمراقبة أي طائرات عسكرية أو مدنية مجهولة الهوية.

وفي خطوة وصفتها صحيفة "دايلي ميل" البريطانية بأنها مهمة لا سابقة لها منذ الحرب الباردة، وهي إرسال بريطانيا إحدى أحدث قطعها البحرية الحربية إلى مياه البحر الأسود، بما يشكل أكبر تعزيز للوجود العسكري البريطاني قرب حدود روسيا منذ عقود من الزمن، الأمر الذي يدفع بقوة إلى أن إرهاصات استعادة الحرب الباردة بين روسيا وبريطانيا باتت على الأبواب.

يشار إلى أنه في عام 2004 اعتقل جهاز الأمن الاتحادي (إف.إس.بي)، وهو جهاز المخابرات في روسيا، سكريبال بتهمة الخيانة العظمى. وحُكم على سكريبال بالسجن لمدة 13 عاما، وبعد ست سنوات تم تسليم الجاسوس إلى الولايات المتحدة في إطار صفقة لتبادل الجواسيس. وفى وقت لاحق من ذلك العام سافر سكريبال إلى بريطانيا وأقام بها منذ ذلك الحين.