السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من سكوت إلى أوباما!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• من حكاية العبد الأسود (دريد سكوت) فى القرن الـ ١٩ إلى حكاية الرئيس الأسود باراك أوباما فى القرن الـ ٢١ تغيرت أمريكا. 
• من ١٨٥٧ إلى ٢٠٠٨ مرت ١٥٠ عاما بالتمام والكمال، تطور فى الصيرورة المجتمعية الأمريكي. 
•العبد(دريد سكوت) رفع قضية وطلب من قضاة المحكمة العليا(المساواة) بين البيض والسود، طالب سكوت بالمساواة بين البشر إعمالا للدستور الأمريكى الذى يساوى بين البشر. 
• فرفض قضاة المحكمة العليا وأنكرت عليه المحكمة حقه فى رفع القضية أصلا، لأن دريد سكوت وقتها كان عبدا وقالت له المحكمة إنك (سلعة تباع وتشتري) ولست بشرا وإن المساواة تكون بين البشر!
• بعدها بقرن ونصف دخل أوباما كأول أمريكى أسود إلى البيت الأبيض رئيسا لأمريكا وعين كل قضاة المحكمة العليا بجرة قلم. 
(وفقا لصلاحيات الرئيس فى الدستور الأمريكي) 
• بين الأسود سكوت والأسود أوباما مرت الولايات المتحدة بأحداث عديدة، مرت بالحرب الأهلية ١٨٦٥/١٨٦٠ واستمرت ٥ سنوات وانتهت بمقتل الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الجمهورى أبراهام لينكولن والذى أطلق وثيقة إعلان تحرير العبيد وقام بالتعديل الرابع عشر للدستور الأمريكى الذى صدر فى ١٧٨٧. 
• ثم ١٩٥٥ بروزا باركس العاملة السوداء التى أصرت على الجلوس على مقعد فى الحافلة مثل البيض بحجة أن لديها تذكرة مثل الأبيض وأنها دفعت النقود المطلوبة فرفض السائق الانطلاق وذهب إلى قسم الشرطة وقبض عليها وتم تغريمها ١٥ دولارا واستجاب لدعوتها القس مارتن لوثر كنج وقاد التظاهرات والذى فقد حياته بسبب دعوته للمساواة بين البيض والسود.
• حصلت باركس فيما بعد على أكبر وسام للحرية فى الولايات المتحدة ووضعت الحافلة التى كانت تستقلها فى أكبر المتاحف وصار مقعدها فى تلك الحافلة مزارًا وتاريخًا يحيا بين الأجيال ويشهد على التمرد على السائد والمألوف وعلى أهمية وقيمة المبادرة الفردية فى حياة الشعوب.
• وفى عام ١٩٦٤ م حصل كنج على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز عليها فى تاريخها، لكنه اغتيل فى الرابع من نيسان/إبريل عام ١٩٦٨، واعتبر مارتن لوثر كنغ من أهم الشخصيات التى ناضلت فى سبيل الحرية وحقوق الإنسان. 
• فى ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٥ أعلن مسئولون فى مدينة مونتغمرى وديترويت، أن المقاعد الأمامية لحافلات المدينة ستكون محفوفة بالشارات السوداء فى شرف السيدة باركز حتى الانتهاء من مراسم تشييع جنازتها. 
• حمل جثمانها جوًا إلى مونتغمري، ثم وضع على عربة الخيول إلى كنيسة القديس بولس حيث الأسقفية الميثودية الأفريقية، حيث رقد جسدها هناك فى ٢٩ أكتوبر ٢٠٠٥.
• وعقدت مراسم تأبين باركز فى صباح اليوم التالي، وقال أحد المتحدثين بلسان كونداليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، إن لم تقم باركز بتحريرها السود، فربما لم أكن موجودا الآن كوزيرة خارجية. 
• وفى مساء يوم ٢٩ أكتوبر ٢٠٠٥ تم نقل جثمان باركز إلى واشنطن العاصمة جوًا ثم نقل إلى بهو مبنى الكابيتول حيث مثواه الأخير عبر حافلة مماثلة لتلك التى شهدت احتجاج باركز.
• يقول (Barry Schwartz)، وهو عالم اجتماع تخصص فى دراسة الذاكرة الثقافية لأمريكا، إنه فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، كانت ذكرى أبراهام لنكولن مقدسة فعليًا، وقدمت للأمة «رمزًا أخلاقيًا وملهمًا فى توجيه الحياة الأمريكية». 
• وأصبح لنكولن رمزًا وطنيًا ينافس جورج واشنطن ويجلس إلى جواره فى المتاحف وفى ذاكرة الأمة الأمريكية. 
• هكذا تتطور الشعوب، تغير السيرورة الزمنية يؤدى إلى تغير الصيرورة المجتمعية مرور الزمن يؤدى إلى تغير الثقافة. 
• المبادرات الفردية قد تغير مجتمعات، قد تطور ثقافتها، سكوت وباركس وكنج غيروا أمريكا سكوت كان عبدا، وباركس كانت عاملة فقيرة فى مصنع ومارتن لوثر كنج كان قسا بسيطًا، رحلة عجيبة ومبادرات بسيطة للغاية غيرت أمريكا. 
• لكن لماذا صوت السود فى الانتخابات الأخيره لترامب الأبيض (الفاقع البياض)؟
• التصويت تم عقابا لأوباما الأسود وحزبه، السود يرفضون تلك الديمقراطية الشكلية التى جاءت بأسود إلى البيت الأبيض بينما لم تتحسن أحوالهم كما يريدون فى عصر أوباما الأسود والسلطة عاملتهم بقسوة مفرطة عندما تظاهروا!
• إنها المبادرة الجماعية وليست الفردية هذه المرة لتغيير الواقع. 
• وبين المبادرات الفردية والجماعية تتغير المجتمعات.