الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مادة "السلايم" المخدرة تهدد حياة أطفال مصر.. تستخدم في الألعاب والإمارات والأردن تمنعها.. وتباع بالفجالة والموسكي.. و"حماية المستهلك": لم ترد لنا معلومات بشأن خطورتها

«السلايم»
«السلايم»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منعته الأردن وحذرت منه الإمارات ومازال يباع في مصر إنه السلايم تلك المادة اللزجة المطاطية الشبيهة بمادة الصلصال حيث يعاد تشكيلها واستخدامها بسهولة حيث يتوافر منها العديد من الألوان ولهذا نجد أن الأطفال الصغار يفضلونها ويستخدمها بعض كبار السن أيضًا في التسلية ومحاولة التخفيف من حدة الضغوط الحياتية من خلال استخدامها مرة أخرى.

جاء التحذير بعد خروج إصابات بين وصول أكثر من حالة إلى المركز الوطني لمعلومات الأدوية والسموم بالأردن الأمر الذي حمل مدير دائرة المختبرات والطب الشرعي على التحذير من خطورة استخدامها وهو ما تكرر في الوقت نفسه في دبي فنجد أن مدير إدارة الصحة والسلامة العامة في بلدية دبي رضا سلمان، حذر من أن سلايم تنقسم إلى 3 أنواع، لافتا إلى أنها قد تشكل خطرًا على صحة الأطفال.
ويوجد نوعين من أنواع السلايم نوع غير خطير ونوع آخر خطير وهو النوع الذي يتضمن حمض البوريك وهو حمض حارق جدًا ويتسبب في نزيف في المعدة.

وحينما تخرج في جولة لمنطقة الفجالة أو الموسكي وهي المناطق التي تنتشر بوجود محلات بيع الألعاب الخاصة بالأطفال تجد الباعة هناك يبيعون منتج السلايم لديهم والذي تجد منه الكثير من الألوان والأشكال كأحد الألعاب التي ظهرت بصورة كبيرة داخل السوق خلال الفترة الأخيرة والتي تختلف أسعارها وفق شكل وحجم السلايم المرغوب في استخدامه من المستهلك.
يقول محمد إيهاب، بائع تجزئة في الفجالة: "يوجد لدينا هنا الكثير من الخامات والأنواع التي يفضلها الأطفال بصورة كبيرة ويتجه أهاليهم إلى شرائها لهم وتكون الأسعار رمزية ليست بالكبيرة وتبدأ الأسعار من 8 جنيهات بالنسبة للحجم الصغير والحجم الوسط يبلغ سعره 25 جنيهًا أما الحجم الكبير الذي يتوافر بمختلف الألوان فيصل سعره إلى 45 جنيهًا".
وبمواجهة محمد بأضرار منتج السلايم المتداولة، قال إن تلك المعلومات غير دقيقة وعبارة عن إشاعات، لافتًا إلى أن السلايم مصنوع من مواد طبيعية تستخدم في الحياة اليومية، ولا يوجد لديه علم بوسائل تصنيع باقي منتجات السلايم الأخرى التي تباع للجمهور.
والواقع أنه لا يقتصر الأمر على البيع من خلال المتاجر بل وظهر خلال الفترة الماضية الكثير من الصفحات التي تقوم بالإعلان عن بيع السلايم للجمهور والتي تؤكد بيعه "ديليفري" أو من خلال البيع الشخصي داخل المتاجر التي عادة ما تكون صاحبة الإعلان.

ونجد أيضًا صفحات أخرى تضع مواصفات صنع السلايم داخل المنزل بواسطة استخدام معجون أسنان وصابون مواعين حيث يتم خلط المعجون مع صابون المواعين ويتم مزج المواد ووضعها في الثلاجة لمدة ساعة كاملة.
ويدعي بائعو السلايم ذات الصنع اليدوي أنه من النوع الصحي خاصة أنه يتكون من غراء وبوريكس أو بورق ومياه، مؤكدين أن البوركس مادة كيماوية موجودة في منظفات زي برسيل ومعطرات الجو وفي بعض الأدوية بل وتستخدم في الطعام أيضًا وهي المادة المثيرة للجدل التي أكدت كل من الإمارات والأردن على سميتها وخطورتها الصحية.

وقال أحمد أبوجبل، رئيس شعبة المكتبات وألعاب الأطفال بالغرف التجارية، إنه لم يرد لهم أي أخبار حول أضرار أو مخاطر للعبة السلايم التي تباع في منافذ البيع داخل المكتبات أو محلات ألعاب الأطفال في مصر، لافتًا إلى إنه في حالة كون السلايم يأتي مصدرًا من الخارج فإن أي منتج تصديري يدخل إلى مصر يعرض في البداية على الهيئة العامة للصادرات والواردات للتأكد من مطابقته للمواصفات القياسية المصرية.
وأضاف أبو جبل أن المواصفات القياسية المصرية هي نفسها المواصفات القياسية الأوروبية IN71 وهي مواصفات قياسية متشددة قوية تحظر أي أضرار صحية قد تسببها أي منتجات يتم تبادلها في مصر.
وحول خطورة السلايم وأضراره الطبية والصحية أكد الدكتور هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث سابقًا واستشاري الأمراض الجلدية، أن السلايم الذي يباع من خلال المحال التجارية أو التي يصنع منزليًا مضر بصحة الأطفال بالفعل على المستوى العلمي حيث تتسبب في مشاكل لجلد الأطفال بداية حيث تتسبب في إصابتهم بحساسية موضعية لجلد الأطفال وشفاههم، مضيفًا أن الحساسية الموضعية تأتي في صورة التهابات حادة مع رغبة شديدة في حك الجلد الذي يتم استخدام السلايم به.

وأضاف الناظر أن هناك الكثير من التقارير الطبية عبر شبكة الإنترنت التي حذرت من تلك اللعبة مؤخرًا كونها تؤثر تأثيرًا ضارًا على الأطفال منها ما هو حقيقي ومنها ما هو غير حقيقي فعلى سبيل المثال تسبب السلايم في السرطان أمر غير حقيقي علميًا فلا يوجد ما يثبت هذا علميًا حتى الآن على حد قوله.
وأضاف إنه بجانب التأثيرات الضارة على الجلد فمن الممكن أن يصيب السلايم بالتسمم وأعراضه إذا ما تناول الطفل أي جزء من تلك المركبات الكيميائية التي توجد به والتي يصنع منها حيث يصاب بالقيء والإسهال كجزء من أعراض التسمم الغذائي، ناصحًا أولياء الأمور بتوخي الحذر والحرص على صحة وحياة أبنائهم من خلال عدم السماح للأطفال باستخدام تلك الألعاب.
وقالت سعاد الديب رئيسة الاتحاد النوعي لحماية حقوق المستهلك، أنه لم تصل أي شكاوى حول مادة السلايم ولم ترد إليها معلومات بخصوص تحرك أي جهة رقابية للتعامل مع مادة السلايم الضارة، مؤكدة أنه من الوارد خلال الفترة المقبلة إذا ما تم حظر بيع السلايم داخل الدول العربية أن يقوم الاتحاد العربي لحماية حقوق المستهلك بإعلام حماية المستهلك في مصر وهو ما قد يؤدي لحظر التعامل التجاري من خلال تداول تلك اللعبة.
والواقع إن المواصفات القياسية المصرية برقم 7093 لسنة 2013 تنص على منع تداول أي منتجات غير صحية أو قد تؤثر تأثيرًا سلبيًا على صحة الأطفال وهو ما حتم ضرورة التواصل مع وزارة الصحة المصرية وعلى الرغم من محاولة التواصل معه إلا إن الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة لم يرد برغم إرسال رسالة له تطالبه بالرد على محرر البوابة، لتبقى لعبة السلايم منتظرة لقرارات جادة من وزارة الصحة لمنع تداولها وبيعها بالأسواق.