الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"الرصاصة والسكين" تُغرقان شوارع العاصمة في الدماء.. 20 جريمة قتل خلال أسبوعين.. جثة منزوعة الرأس والأطراف تثير الرعب بوسط القاهرة.. طبيب نفسي: الدراما والمخدرات وراء انتشار الظاهرة.. والإعدام هو الحل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جرائم القتل.. ظاهرة خطيرة أخذت فى الانتشار على مدار السنوات الماضية، رغم الجهود الأمنية لمواجهتها، فإنها تحولت إلى وحش يثير الرعب على اختلاف أسبابها وطرق تنفيذها، الأمر الذى دعا لضرورة تدخل علماء النفس والاجتماع لوضع حلول علاجية لتزايدها.
ففى محافظتى القاهرة والجيزة وحدهما شهدتا خلال أسبوعين فقط أكثر من ٢٠ جريمة قتل بشعة، تعددت خلالهما الأسباب والدوافع، لكن اشتركت جميعها فى أمر واحد وهو تلك الدماء التى سالت من هؤلاء الضحايا.
«البوابة نيوز» سلطت الضوء حول تلك الوقائع التى حدثت مؤخرًا من خلال رصد لها فى العديد من المناطق بالمحافظتين:
ففى منطقة المرج، استيقظ الأهالى على واقعة هزت منطقة محمد نجيب، حينما فوجئوا بوجود جثة مقطوعة الرأس والأطراف داخل «كرتونة»، حيث تكثف الأجهزة الأمنية مجهوداتها لكشف غموض الجريمة، وقال أحد الأهالى: إنه تم العثور على كرتونة بداخلها سيدة مقتولة، ولا ترتدى سوى «بنطلون»، ومقطوعة من الرأس واليدين.
وفى منطقة الشروق بالقاهرة الجديدة، حدثت واقعة غريبة، حيث أقدم ٥ أفراد على التخلص من مهندس عجوز دون رحمة، ليسقط قتيلًا غارقًا فى دمائه، بعدما فتح لهم منزله ليكون بيتًا لهم.
وكان لمنطقة منشأة ناصر نصيب الأسد، حيث شهدت جريمتى قتل مروعتين، الأولى شهدت ظهور سفاح يقتل العواجيز، ويحرق جثثهم لسرقتهم، حيث يقوم بالطرق على الباب وإخبار الضحية بسقوط «حمامة» له داخل بلكونته، ومن ثم يقوم بخنقه وسرقة الشقة وإشعال النار فى الجثة، كما قام عاطل بالتخلص من تاجر مخدرات بذبحه بسكين بعد محاولة القتيل اغتصابه.
وفى منطقة شبرا مصر، تجرد عامل من كل معانى الرحمة والإنسانية، حينما أقدم على قتل سيدة داخل مسجد، ولكن فعله المشين أوقع به فى نفس التوقيت الذى كان يخطط فيه للتخلص منه، حيث اكتشف مجموعة من شباب المنطقة ذلك المجرم أثناء محاولته التخلص من الجثة ليقوموا بتسليمه لرجال المباحث.
وشهدت مدينة نصر هجومًا مسلحًا على مدرسة لسرقتها أسفر عن مقتل خفير والقاء القبض على ٤ من المهاجمين، وأمرت النيابة العامة بحبسهم على ذمة التحقيقات.
وفى الجيزة، وبالتحديد فى أحد الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع ناهيا، تفاجأ الأهالى بسماع دوى إطلاق نار، ليجدوا أحد الأشخاص يقوم بإطلاق النار على شقيقه ونجل شقيقه، حيث أكد أحد شهود الواقعة، أنه تفاجأ أثناء قيامه ببيع الملابس على ناصية أحد الشوارع بالمتهم والمجنى عليه يتشاجران، وتطورت المشاجرة إلى استخدام الكراسي، مضيفًا أن المتهم أخرج سلاح ناري، وأطلق النيران على شقيقه، حيث أطلق صوبه ٥ طلقات وأصابه بطلقتين فى البطن والقدم.
كما شهدت منطقة الصف جريمة قتل بشعة، قام خلالها عاطل بفصل رأس طفل عن جسده لسرقة «توك توك»، ونجحت الأجهزة الأمنية فى ضبطه.
وفى منطقة بولاق الدكرور، أقدم سائق توك توك على قتل زوجته بعد التعدى عليها داخل شقته بمنطقة بولاق الدكرور ثم فر هاربًا.
وفى شارع العشرين ببولاق الدكرور قام عاطل بقتل صاحب محل بسبب خلافات مالية بينهم، كما شهدت مناطق الوراق والقاهرة الجديدة وأكتوبر عددًا من جرائم القتل الأخرى.
سر تعدد جرائم القتل 
من جانبه كشف الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، عن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع نسبة جرائم القتل، حيث أكد أن من أهم الأسباب التى تدفع إلى ارتكاب جرائم القتل هو تغير المناخ خاصة خلال تلك الأيام، والذى يسبب تغييرًا فى الحالة المزاجية للشخص ما يؤثر بشكل سلبى، وقد يؤدى إلى ارتكاب جرائم.
وأضاف فرويز، أن الإعلام المرائى له دور فى ارتكاب جرائم القتل والعنف، مشيرًا إلى أنه تسبب فى تدمير المفاهيم والقيم الإنسانية، خاصة أنه مسئول عن تشكيل الثقافة لدى الشخص، مشيرًا إلى أن أغلب الأعمال الدرامية، التى تمت إذاعتها خلال السنة الأخيرة كان أغلبها قد سلط الضوء على جرائم القتل، وبالتالى رسخ فكرة العنف والقتل لدى بعض الأشخاص.
وأشار إلى أنه بعد ثورة ٢٥ يناير ورغم عودة الأمن والأمان مرة أخرى، فإنه ما زالت هناك بواقى أسلحة لدى بعض الأشخاص، مشيرًا إلى أن المخدرات كان لها أيضًا دور كبير فى الأمر، حيث إن غالبية جرائم القتل مصحوبة بوجود مخدرات.
وطالب فرويز بضرورة تطبيق حكم الإعدام على تجار المخدرات، مؤكدًا أنه فى حالة تطبيق تلك الفكرة على بعض الأشخاص ممن يتاجرون فى المواد المخدرة، سنلاحظ انخفاضًا كبيرًا فى الاتجار فى المواد المخدرة مما ينعكس بصورة إيجابية على انخفاض نسبة انتشار الجريمة فى المجتمع.
ومن جانبه أكد اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن تلك الجرائم موجودة منذ نشأة الإنسان، وستظل موجودة، ولكنها لا تشكل ظاهرة، وذلك لأنها ليست محددة الهوية والهدف.
وأضاف المقرحى أن هناك ظروفًا متعددة وراء تلك الجرائم، مشيرًا إلى أن هناك جرائما للثأر والخلافات الأسرية والمالية والسرقة، حيث إنها تختلف من واقعة إلى أخرى، ولكن ما دام ليس هناك اتحاد بين هدف تلك الجريمة وبين القصد فلا يمكننا اعتبارها ظاهرة.