اعتاد معرض القاهرة الدولي للكتاب، أن يكون ملتقى لكل شعراء الوطن العربي؛ فمنذ انطلاقة أولى دوراته ويولي اهتمامه الأول بالشعراء من خلال تخصيص أكبر قاعاته لعقد أمسية ضخمة يوميًا لأبرز شعراء الوطن العربي؛ في هذه الأمسيات كان محبو الشعر يقبلون من كل حدب وصوب للالتقاء بنجومهم المفضلين المشاركين في تلك الأمسيات؛ ففي القاعات الرئيسية التي تخصص للشعر تقابل الناس مع نزار قباني، واستمتعوا بإلقائه المميز وبطفرته الشعرية التي أحدثها في الأدب العربي؛ أيضا تزداد حكايات المثقفين عن أمسيات محمود درويش بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وإلى الآن يظلون يرون كواليسها واللقاءات التي انعقدت عقب الأمسية أو قبلها وأحاديث درويش عن الشعر؛ معارك ومشادات ولقاءات تنم عن حب من محمد عفيفي مطر، مرورًا بالماغوط وعبدالمعطى حجازى وأمل دنقل، وحتى أصغر الشعراء سنًا؛ لكن بعد مرور سنوات على أولى دورات المعرض تغير كل شىء في الدورة الــ٤٩؛ الدورة الحالية للمعرض، إذ انتقلت فعاليات أمسيات الشعر من أكبر قاعات المعرض لتنتقل إلى مخيم ليست له ملامح تميزه عن عشرات المخيمات التي تنتشر في أرجاء أرض المعارض بمدينة نصر؛ ذلك المظهر الذي فاجأ جميع الشعراء المشاركين في الدورة الــ٤٩ للمعرض، وجعل البعض يمتعض ويعتبر ذلك إهانة للشعر والشعراء العرب.
أحمد عبدالمعطي حجازي: ألغيت أمسيتي اعتراضًا على ما يحدث
وعلى رأس الشعراء الغاضبين من ذلك جاء الشاعر المصري الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، ليلغي أمسيته الخاصة بتلك الخيمة التي حملت اسم الشاعر الكبير فؤاد حداد؛ كنوع من أنواع الاعتراض على ما قرره المسئولون عن الدورة الحالية للمعرض؛ فقال الشاعر الكبير- في تصريحات خاصة لــ «البوابة»- إن المسئولين عن دورة هذا العام أرادوا أن ينزلوا الشعر من عليائه؛ موضحًا أن أحدًا من المسئولين لم يوضح له ما سبب اتخاذ قرار مثل هذا، ولم يوضح له ما الفائدة وهذا هو السبب الرئيسي وراء اعتذاره.
وأكد الشاعر الكبير أنه من الغريب نقل الشعر من قاعاته لمخيم جانبي رغم إهداء الدورة لشاعر كبير مثل عبدالرحمن الشرقاوي، مضيفًا أن اعتراضه على معاملة الشعر لن يمنعه من المشاركة في اللقاء الفكري المقرر انعقاده يوم الأحد المقبل.
سامح محجوب: لأول مرة يُهان الشعر بهذا الشكل
فيما تعجب الشاعر سامح محجوب مما يحدث في مخيم «فؤاد حداد» مؤكدًا أن اللجنة العليا للمعرض، فاجأت كل الشعراء بهذا المخيم، مشيرًا إلى أن المخيم في كان غير مؤهل لاستقبال نجوم الشعر العربي المدرجة أسماؤهم في جدول الأمسيات الشعرية؛ ما أغضب الشعراء غضبا عارما أجبر المسئولين على إضافة بعض الإضاءات، والاهتمام بتنظيم الخيمة للتقليل من حدة غضبهم؛ موضحًا أن مبعث الغضب الأساسي هو عدم احتلال الشعر لأكبر قاعات المعرض، والتي تعكس اهتمام المسئولين بهذا الفن العريق الذي اعتاد أن يجمع نجوم الكتابة من كل حدب وصوب في العالم العربى، معددًا ذكرياته بأمسيات معرض الكتاب على مدار سنواته السابقة، وكيف كانت تنعقد الأمسيات في أهم قاعات المعرض وأكثرها جذبا للجماهير وتقديرًا للضيوف.
قمر الجاسم: تمنيت لو ألقي قصائدي في القاعة الرئيسية
اتفقت مع وجهة النظر السابقة الشاعرة السورية قمر الجاسم- إحدى الشاعرات المدرجة أسماؤهن في جدول الأمسيات الشعرية-، وأكدت قمر أنه رغم أن هذه هي المشاركة الأولى لها في الأمسيات الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ فإنها كانت تتمنى أن تلقى الشعر في القاعة التي استقبلت قامات الأدب والشعر العربي.
