الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"عمر ورحاب".. 7 ساعات "شغل يومي" على عربة طعام لمساعدة الأسرة

«عمر ورحاب»
«عمر ورحاب»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يرتديان ثيابهما قبل اتجاه عقارب الساعة لـلرابعة عصرًا، وفى قبضة يديهما حقيبة مستلزماتهما؛ استعدادًا لاستلام العمل بدلًا من والدهما، توقفا قليلًا قبل مغادرة المنزل، وتبادلا نظرات الحب مع والدتهما، ثم يتركانها فى لحظة وداع لبضع ساعات، وأمام موقف إمبابة ينتظران سيارة ميكروباص؛ لاستقلالها والذهاب بها إلى عربة والدهما، أمام محطة وقود بمنطقة الدقى. 
«عمر ورحاب» إذا جاز التعبير أطلقنا عليهما طفلين، لكننا سنكون ظلمناهما، فهما رغم صغر سنهما إلا أنهما بطلين حقيقيين أكدا قدرتهما على تحمل المسئولية مع والدهما، فالأول يبلغ من العمر قرابة ١٣ عامًا، والثاني ١٠، وكل منهما فى المرحلة الابتدائية، يستيقظان منذ الصباح الباكر؛ لرعاية والدتهما التى تعانى من أمراض مزمنة، ولم يتوقف حالهما على ذلك، فيقفان مع والدهما كأنهما فى العقد الثانى من العمر، متحديان مضايقات وقسوة الشارع لهما.
يبدأ والدهما عم إسماعيل، فى العمل عقب صلاة الفجر مباشرة، فى الذهاب إلى عربته بالدقى، تاركًا زوجته مع أولاده لرعايتها، ويجمع قوت يومه من بيع مأكولات سريعة بمختلف الأصناف من سندويتشات (بيض وبطاطس وكل أنواع الجبن، وعسل ومربي، ولانشون، وتونة وبلوبيف)؛ وفى توقيت معين يحدد بينهما وفق مواعيد الدراسة، يستكمل بعمر ورحاب العمل مكانه، والابتسامة لا تفارق ملامحهما. 
انطلقت فكرة المشروع، حينما قرر والدهما، فى ٢٠٠٥، العمل بشكل حر بأقل الإمكانيات؛ لسد احتياجات أسرته، يتولى عمر، مسئولية عمل السندويتشات، ومحاسبة الزبائن، وشقيقته رحاب، تضع اللمسة الأخيرة، من الملح والخيار والطماطم قبل إعطائها للزبائن.
يقول: «بقف مع أبويا من وأنا عندى ٥ سنين، وقدرت أتعلم حاجات كتير فى التعامل مع الناس، ونقلت ده لأختى لما كبرت شوية».. بتلك الكلمات بدأ عمر حديثه عن بداياته فى العمل مع والده، ويستكمل: «لما كبرت بدأ أبويا يعتمد علينا أنا وأختى، ويسيبنا لوحدنا لحد ١١ بليل، ويمشى الساعة ٤ عشان يساعد أمى، لأنها مريضة. 
تمكن «عمر» من التوفيق بين الدراسة والعمل مع والده، وأصبح فى الصف السادس الابتدائى، ويؤكد: أنه فخور بعمل والده، ولم يتعرض لأية مضايقات منه، ويوعد نفسه بأنه حال حصوله على أعلى المجاميع فى الدراسة، لا يترك مهنة أبيه التى علمته، بقوله: «حتى لو جبت مجموع حلو، واتخرجت فى كليات القمة، هكمل شغل فى المشروع الصغير ده مع أبويا».
أما رحاب فتقول: «أنا بساعد أبويا عشان عارفه هو إد إيه بيتعب علشانا، بس نفسى لما أكبر أبقى دكتورة عشان أساعد الناس وأعالجهم، وأعالج أمى وأخفف كل الناس».