التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، رئيس الوزراء الإثيوبي "ديسيالين" لبحث عدة أطر ثنائية قانونية اليوم الخميس، وأهمها أزمة سد النهضة، بعد تصاعد التوتر بين أطراف الأزمة خلال الشهرين الماضيين، بعد إعلان وزير الري محمد عبدالعاطي في نوفمبر الماضي فشل اللجنة الفنية الثلاثية المشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل لاتفاق بشأن اعتماد نتائج التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للسد على دولتي المصب.
كانت مصر قد اقترحت ضم البنك الدولي كطرف فني محايد في أعمال اللجنة الفنية لسد النهضة، لكنها لم تتلق حتى الآن ردا من كل من إثيوبيا والسودان بشأن المقترح. ويدرس البنك الدولي حاليا المقترح المصري لإنهاء الخلافات بين الدول الثلاث، ومن المنتظر أن تستغرق زيارة ديسالين لمصر 3 أيام، وعقد الزعيمان اليوم مؤتمرا صحفيا مشتركا عقب انتهاء مباحثاتهما.
وكان وزير الخارجية سامح شكري قد عقد أمس مباحثات مع نظيره الإثيوبي وركنِه جيبيُّو، ناقشا خلالها تطورات المفاوضات الخاصة بسد النهضة دون إفصاح عن النتائج، إلا أن شكري أكد التزام مصر بالتنفيذ الكامل لاتفاق إعلان المبادئ الذي وقعته مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي.
حاتم باشات: المباحثات تتسم بالشفافية والموضوعية والحساسية
في هذا السياق، قال النائب لواء حاتم باشات، عضو لجنة الشئون الإفريقية، ووكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، إن المباحثات المصرية الإثيوبية تتصف بالشفافية والموضوعية والحساسية في نفس التوقيت، وقد كان الرئيس السيسي واضحا جدا في الرسائل التي وجهها للشعب المصري، ولم يترك أي جزئية تخص مياه النيل والاطمئنان علييها إلا وضحها تماما.
وأكد أن كلمة الرئيس كان بها نوع من الطمأنة حيث أكد أنه تم رفع مستوى التفاوض من وزراء الري إلى وزراء الخارجية، وشدد على أن علاقة مصر بالدول كلها هي علاقة متميزة وعلى أهمية النظر إلي أحقية جميع الدول في التنمية.
وأضاف باشات أن "مصر كان لها الفضل في تهيئة المناخ للعمل بالمفاوضات بشكل متحضر ومناسب، كما أننا لا نريد أن نغرس جميع مشاكلنا في قضية سد النهضة فقط لأن هناك أشياء كثيرة أهم للنظر فيها".
وأوضح أن "دورنا كلجنة شئون إفريقية أن نبرز أن الرئيس مهتم تماما بجميع مصالح الدول الإفريقية، كما أننا نتمنى أن تنجح اللجنة الثنائية رفيعة المستوى في تحقيق نتائج جيدة ومرضية لجميع الأطراف.
وأكمل "باشات" أن هناك بعض الغموض لم يوضحه رئيس الوزراء الإثيوبي، منه أنه تم طرح أن يكون البنك الدولي طرفا محايدا وحاسما في القضية، ولكنه لم يرد عليها وتجاهلها تماما وفوجئ بأول سؤال له من الصحفيين وهو رده على أن يكون البنك الدولي طرفا محايدا، ورد عليه بطريقة دبلوماسية وأوضح أن هذا الموضوع محل نقاش أيضا من الجانب السوداني وأنه سيكون هناك اجتماع لدراسة الموضوع، وهذه النقطة محل غموض وننتظر الحسم فيها.
أحمد سامي: إثيوبيا لن تعمل ضد مصلحة مصر وشعبها
من جهته، قال الدكتور أحمد سامي، الخبير الاقتصادي إن اثيوبيا شددت في المؤتمر الصحفي على ضرورة أن تكون هناك زيارات متبادلة بين الوفود المصرية والأثيوبية للعمل على تعزيز التعاون أكثر بين القاهرة وأديس أبابا، مشيراً إلى أن المؤتمر الصحفى المشترك بين وزير الخارجية سامح شكرى ورئيس الوزراء الإثيوبي كشف عمق العلاقات المشتركة بين مصر وأثيوبيا.
وأكد سامي أن الشعبين المصرى والأثيوبي تجمعهما ثقافة مشتركة وتاريخ كبير، وشدد على ضرورة أن تكون العلاقة بين الشعبين على أعلى مستوى، داعيا للعمل بشكل مكثف فى العديد من المجالات، ولفت الى أن ديسيالين شدد على أن بلاده لن تعمل ضد مصلحة مصر وشعبها.
