السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"أبوس إيد مولانا".. حقيقة مطلب زعيم "الوفد" للملك فاروق

الملك فاروق
الملك فاروق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختلفت الآراء حول حقيقة موقف تقبيل مصطفى النحاس باشا، زعيم حزب الوفد، لأيد الملك فاروق، في حقبة الخمسينات، واثارت جدلًا شديدًا بعد تجسيدها في الحلقة الرابعة من مسلسل (الجماعة 2)، في موسم رمضان الماضي، فالبعض وجه الانتقادات لِـالسيناريست وحيد حامد، على انه لم يتحرى الدقة في سرد حقائق روايته، والبعض الآخر، أكد مصدقية المشهد، أما الوفديين فقد اثارهم الغضب لإساءة حزبهم، في تلك الفترة.
وفي أحد الكتب التاريخية التي دّونها الرئيس الراحل محمد انور السادات، عن حكايات ثورة 23 يوليو وطرد الملك فاروق وانهاء ارستقراطية البلاد، نشر في إحدى صفحات كتابه "قصة الثورة الكاملة" وبالتحديد صفحة 129، تفاصيل حقيقة تقبيل مصطفى النحاس باشا، لأيد الملك فاروق، بعد فوز حزب الوفد بالانتخابات، وتمثيل القيادة الشعبية لتلبية مطالب الشعب.
ويروي "السادات" في كتابه.. في يناير 1950، استدعى الملك فاروق، مصطفى النحاس؛ ليكلفه بتأليف الوزارة بعد نجاح حزب الوفد في الانتخابات، وتربع اقطابه على مقاعد الحكم.
ويلفت إلى ان الملك كان يخشى، ان تظهر على ملامح "النحاس" ابتسامة شامتة، بعد فوزه رغم أنف الملك واصبح حاكمًا رغم انفه أيضًا، بما أنه كان فريسة لاضطهاده طوال خمسة أعوام، ولم يتوقع رضا "النحاس"، الا انه فوجئ بطلب اثار دهشته، بعد ان تأكد من شرًا قد ينتج منه اشتباكات معه في اول معركة، في الحكم.
وبقلم السادات، يؤكد حقيقة الموقف الذي أثار الجدل، وجه "النحاس" طلبه إلى الملك فاروق، بقوله: (طلبى.. إني أبوس إيد مولانا)؛ لتكون صدمة الملك مشوبة بالفرحة والسعادة؛ لأنه كان لم يتوقع هذا الطلب.
ويشير الرئيس الراحل، من تلك اللحظة سقطت قيادة الوفد نهائيًا في قبضة اعداء الشعب، باعتبارها قيادة شعبية، وهي التي ايدها الشعب، وجاء بها إلى الحكم لتحمي مصالحهم، ولكن المفاجاة انها تحمي مصالح القصر، وتعمل من اجل سراج الدين فؤاد، وباقي بشوات اعضاء القيادة الوفدية.
وأوضح "السادات" أن تلك الفترة، كان تنظيم الضباط الأحرار، يرغب في فرض قيادة الوفد على الملك كخطوة أولى لإشعال نار الثورة، ولكن النحاس فقد الآمال، كما رفض سراج الدين التعاون معهم، وبعدها رفض التنظيم التعاون مع الهيئات والاحزاب في مصر، فهم يريدون حكمًا والأحرار يريدون ثورة.