الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

"كارول".. رواية جديدة بمنافذ قصور الثقافة للروائي مصطفى الأسواني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدرت حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة رواية بعنوان «كَارُولْ» للكاتب الصحفي الروائي مصطفى الأسواني.
وتتناول الرواية بشيء من التفصيل قضية الحب غير المتبادل، وكيفية التشارك في الحياة، فضلًا عن مواجهة المؤلف لعادات وتقاليد مجتمعنا الشرقي بمختلف أطيافه التي تنظر للمرأة المُطلّقة نظرة دونية، كما أنه عرض لحياة المرأة الخائنة التي يحتقرها مجتمعنا أيضًا، ولكن بتدقيق أكثر في أسباب إقدامها على فعل ذلك وليس الفعل نفسه.
مصطفى الأسواني، صحفي وروائي مصري، صدر له كتاب ساخر في العام 2008 بعنوان «عن العشق والندالة»، وتعد رواية «كَارُولْ» مؤلفه الثاني وعمله الروائي الأول، ونشرت له مقالات في بوابة الشروق، بوابة روز اليوسف، موقع مبتدا، العربية. نت، وغيرها من المواقع الثقافية والإخبارية.
و«كَارُولْ» هي الشخصية الرئيسية للرواية، امرأة جميلة يرسمها المؤلف بخطوط شهية في تحفظٍ وكبرياء، يشتهيها كل من يراها، رغم أنها متزوجة، إلا أنها وزوجها ليسا من طراز واحد، ولا نسيج متآلف، فالتنافر الجسماني بينهما كبير، وأما من ناحية التفكير والعاطفة، فبينهما فوارق جسام، ليس إلى إزالتها من سبيل، فهما زوجان متعارضان، وحبيبان متنافران؛ «كَارُولْ» قبلت الزواج على مضض، حتى تتخلص من رقابة عائلتها عليها، وتنال حريتها في الذهاب والإياب لأي مكان تريده في أي وقت تشاء.
وطوال مدة زواجها كانت تتمنى لو تروّض كلماتها لتصف كرهها لزوجها، لو أن يروق لها الزمان كي تبصق في وجهه، وتصرخ معلنة رفضها له، لما ترددت لحظة واحدة.. وكانت «كَارُولْ» تقول دائمًا: «لو أستطيع، لكنت جمعته هو وأبي في حفرة واحدة، وأضرمت بهما النار، غير آسفة عليهما؛ لأن الأول قبض على جسدي وروحي، والثاني قبض ثمنهما»!! وتدور أحداث الرواية في عدد من أحياء مدينة القاهرة.
رواية «كَارُولْ» الصادرة عن سلسلة "إبداعات" برئاسة تحرير عمر شهريار، ومدير التحرير سعيد شحاتة، وتأتي في اثني عشرة فصلًا جُمعوا في 250 صفحة من القطع المتوسط، وتتوافر بمنافذ الهيئة العامة لقصور الثقافة.
ويحذّر المؤلف في الرواية من شريك الحياة المتسلط أو المسيطر، فيقول: «شريكك في الحياة يصبح شركًا وسجنًا لك، يربطك ويسيطر عليك، يبدأ بصنع المشاكل وتضيع منك سعادتك وحريتك، بعدها تصبح حياتك نظامًا مملًا، وشيئًا عليك تحمّله. إذا كنتَ تحتمل الآخر فكيف ستعرف جمالية العيش سوية؟!».
كما يوضح بطريقة فلسفية فيها نزعة صوفية ماهية الزواج وحقيقته، حيث يقول في روايته: «الزواج نصف الدين حقيقة، غالبًا لا تحدث ولا تتحقق، لأن الزواج يعني الاحتفال بالحال المشترك بين الزوجين المنسجمين، إنه ليس رخصة من الله أو رجل الدين، ولا يمكن لأي مكتب مأذون أن يُعطيك أي زواج، ولا يمكن لأي شيخ أو كنيسة أن يقدّمه لك كهدية مجانية.. الزواج هو ثورة داخلية مذهلة، أعظم تحويل في نظام وأنغام حياتك، ويمكن أن يحصل فقط عندما تحتفل بالعيش سويّة، عندما لا تشعر بالآخر أنه شخص آخر، وعندما لا تشعر بنفسك أنك "أنا" مفصولة عن الاتصال والوصال.. عندما يصبح الزوجان شخصًا واحدًا لا اثنان، ويتصلان بجسر من الحب، سيصبحان حقًّا شخصًا واحدًا متكاملًا، جسديًا سيبقيان بجسدين، لكن الساجد في جوهر كل منهما اتّحد وذاب مع الآخر وصار واحدًا.. قد يكونا قطبين متقابلين في كون واحد، لكنهما ليسا كونين منفصلين، لأن جسرًا وصلَ بينهما، وهذا الجسر يعطيك لمحات عن التشارك الحقيقي..».
وتتضمن الرواية في جزء منها حقيقة ربما نغفل عنها تتمثل في أنه «لا یمكنك أن تتعلم الحب، لا یمكنك أن تجعله شيء تقلیدي، إذا أصبح تقلیدیًا لن یكون حبًّا أبدًا..»، وفقًا للمؤلف، الذي يذكر في روايته أيضًا أنه «من أندر الأشياء في العالم أن ترى زواجًا حقيقيًا، الناس يعيشون مع بعضهم لأنهم غير قادرين على العيش في وِحدة.. تذكّر هذا: لأنهم غير قادرين على العيش لوحدهم، فالعيش في وِحدة يختلف عن العيش في وَحدة، الوِحدة مزعجة ومتعبة ومملّة وغير مربحة اقتصاديًا وصعبة، لذلك يعيش الناس معًا للهرب من هذه السلبية السببية».