خارج باريس، وفى الطريق إلى «بونتواز» شمال البلاد، وفى إحدى إشارات المرور، تعتقد للحظة إنك فى الزمالك أرقى أحياء القاهرة، ثم يقترب طفل لم يتجاوز السنوات العشر، ومعه فوطة يلمع بها السيارات، وسيم مبتسم ولكنه غير نظيف، وعندما اقترب بدأ يتحدث العربية «ساعدونى أنا جعان».
حاولت فتح الحديث مع وبدأت من أين أنت؟ فيجيب: أنا سورى من اللاجئين، هذا المكان أقف به كل يوم حتى أتمكن من الحصول على عدد من «اليورو» لشراء الطعام لأمى وإخوتى، فأسأله وأين تعيشون؟ وبلا مقدمات فى الشارع، فلا يوجد لنا مسكن ولا عمل، وأنا هنا أنا وأمى وثلاثة آخرون هم إخوتى، ولكن أبى لم يستطع أن يلحق بنا، «ساعدونى علشان أجيب طعام لإخواتى».
وأزيد وماذا عن دراستك: فيقول مفيش هنا مدرسة، فمدرستى فى سوريا، وأنا فى إجازة وعندما أعود لبلدى سوف أستكمل دراستى، فأنا أريد أن أصبح «دكتور»، قالها وهو على يقين بأنه حتمًا سيعود.
